صور.. "من هنا كانت تخرج كسوة الكعبة".. ابن آخر علمدار للمحمل المصرى يروى حكايات رحلة الحج المقدسة.. ويكشف تفاصيل الزفة فى شوارع الفسطاط.. ومواصفات جمل المحمل وأطرف حكاياته.. وحقيقة التمثيل الرسمى للدولة المصرية

الخميس، 16 أغسطس 2018 12:50 ص
صور.. "من هنا كانت تخرج كسوة الكعبة".. ابن آخر علمدار للمحمل المصرى يروى حكايات رحلة الحج المقدسة.. ويكشف تفاصيل الزفة فى شوارع الفسطاط.. ومواصفات جمل المحمل وأطرف حكاياته.. وحقيقة التمثيل الرسمى للدولة المصرية ابن آخر علمدار للمحمل المصرى يروى حكايات رحلة الحج المقدسة
كتب رامى محيى الدين – محمد تهامى زكى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كانت مصر ترسل كسوة الكعبة إلى الأراضى المقدسة لأعوام طويلة، وبمناسبة موسم الحج تواصل اليوم السابع مع ابن آخر علمدار حمل راية محمل آخر رحلة حملت كسوة الكعبة إلى مكة المكرمة.

السيد الشريف يسرى  بن السيد عبد المجيد بن السيد مصطفى بن السيد خليل العقبى صاحب الـ71 عاما يفتح قلبه لليوم السابع فيقول" والدى كان آخر علمدار او بيرقدار" ومعناه حامل لواء المحمل المقدس إلى مكة المكرمة، وكان من المفترض أن أرث منه تلك المهنة وأن أتشرف بحمل الراية من بعده لولا الخلافات بين مصر والسعودية فى عام 1952 وجعل المملكة تبدأ فى صنع الكسوة هناك وتتوقف مصر عن إرسالها.

 صورة قديم للمحمل
صورة قديم للمحمل

ومهنة "علمدار" فى مصر  أو البيرقدار" فى سوريا وكانت تشريفا من الدولة ووظيفة مقصورة على الأشراف أبناء الصحابى الجليل سيدى "عقبة بن عامر" حامل لواء  الإسلام فى الفتوحات الإسلامية، وهذا ينطبق على بيرقدار المحمل الشامى يجب ان يكون من عائلة سيدى عقبة بن عامر  وكانت تورث إلى أكبر الأبناء وكان لها راتبا من الدولة ولكن كان الراتب رمزيا.

  صورة شخصية لآخر من حمل لواء المحمل
صورة شخصية لآخر من حمل لواء المحمل

 

ابن آخر علمدار يصف الرحلة المقدسة

الكسوة كانت تصنع فى البداية فى القاهرة بدار الكسوة بالخرنفش. ثم يتبعها عدد كبير من الحجاج الذين يبدأون فى زيارة مقبرة "السيدة فاطمة الأنوار" أخت السيدة نفيسة رضى الله عنها وبنت الامام حسن الانوار بن محمد الباقر بن على زين العابدين كما يزورن قبر سيدنا عمرو بن العاص الذى أوصى بدفنه على طريق الحجيج، هنا فى مسجد سيدى عقبة، ثم يحمل المحمل على جمل ويطوف شوارع الفسطاط ثم يعود إلى هنا ويبدأ الرحلة إلى الأراضى المقدسة والتى كانت تستغرق وقتا طويلا قبل أن يدخل القطار إلى مصر والبواخر، حيث كان الحجاج يتبعون المحمل فى طريق طويلة إلى الأراضى المقدسة وكان الميسورون من الحجاج يقطعون الرحلة على مطاياهم من الدواب والخيل والإبل أما الفقراء ممن كتب لهم الله زيارة بيته فكانوا يقطعونها سيرا على الأقدام، وكان الطريق مليئا بالاستراحات.

39015399_1823514857730924_5230865275666038784_n

 صورة قديمة لزفة المحمل
 

 بعد ذلك دخل القطار إلى مصر فكانت تنقل الكسوة مع المؤن والمساعدات التى كانت ترسلها مصر إلى التكية فى السعودية على متن القطار ثم تنقل إلى الباخرة أما عند وصولها إلى المملكة فكانوا يتنقلون على ظهور الإبل عبر المدقات الصحراوية بين الجبال حيث كانت الطرق غير ممهدة .

السيد يسرى عبد المجيد العقبى يحكى قصة وظيفة العلم دار 

وظيفة العلم دار أو "البيرقدار" التى تحولت فيما بعد الى العلمدار هو منصب شرفى لا يناله الا الاشراف من بنى عقبه بن عامر الچهنى رضى الله عنه..وهى وظيفة هامه فى الدولة فى موسم الحج وتتبع نظارة الداخلية "وزارة الداخلية فى ذلك الوقت"، وكان يتقاضى العلم دار من الدولة أجرا زهيدا كل شهر مقابل تلك الوظيفة الشرفية.

39021188_1781044515324680_9055036901131550720_n

 السيد الشريف يسرى  بن السيد عبد المجيد بن السيد مصطفى بن السيد خليل العقبى
 

وكان من صفات العلم دار أن يكون ملما بتفاصيل رحلة الحج، كما كان يتم دريبه على طرق التعامل فقد كان يقود الزفة أمام جلالة الملك قبل بدء الرحلة، كما كان يتدرب لفترة طويلة على حمل الراية على ظهر الإبل.

ولم ينازع أبناء الصحابى الجليل فى مصر او الشام  أحدا على هذا المنصب طوال الفترة الطويلة وظل المنصب الشرفى فى عائلة اشراف بنى عقبه بن عامر رضى الله عنه الملقبون فى مصر بالعلمدار وفى ىسوريا بالبيرقدار .يتوارثها الابناء إلى ان تصل السيد يسرى العقبى الذى كان من المفترض ان يرث تلك الوظيفه وبذلك يكون السيد الشريف الشيخ عبد المجيد العقبى هو آخر علمدار للمحمل المصرى

39024228_1867936656623710_7919258131421462528_n
 السيد يسرى مع محرر اليوم السابع
 

ولم يكن البيرقدار او العلمدار فقط هو ممثل الدولة فى تلك الرحلة ولكن كان هناك أمير رحلة الحج وكان يتم اختياره من بين الوزراء وكبار رجال الدولة وهو المسئول عن الرحلة والدليل الذى كان يوجه الرحلة عبر المدقات الصحراوية فى المملكة.

وكانت هناك حراسة من الدولة من رجال الجيش والشرطة فيتبعون الرحلة لحمايتها من الأخطار وكانوا يعزفون الموسيقى العسكرية طول الرحلة.

39027451_2129970630657416_7247373268909293568_n

 محررا اليوم السابع فى نقطة انطلاق المحمل 
 

جمل المحمل وأطرف حكاياته

أما عن جمل المحمل والذى كان يحمل الهودج إلى مكة المكرمة فقد كان يتم اختياره بعناية، حيث إنه لابد أن يكون قويا كفاية ليقطع تلك المسافة الطويلة كما يتم تدريبه لفترات طويلة وتجهيزه لهذه الرحلة.

وكان المصريون يحترمون جمل المحمل لقدسية المهمة التى كان يقوم بها فكانوا ينثرون عليه الورود والحلوى أثناء الزفة التى كانت تجوب شوارع الفسطاط قبل الانطلاق لبدء الرحلة المقدسة.

39027566_724773621248302_9146829165519962112_n

صورة قديمة لآخر من حمل لواء المحمل
 

ومن أغرب الحكايات التى حكاها الشيخ عبد المجيد مصطفى خليل العقبى لإبنه السيد يسرى العقبى : أن رجلا أمسك بجمل المحمل وكان على وشك الانطلاق لبداية الرحلة ورأسه وألف سيف أن يكتب له ورقة لتعود إليه زوجته الغاضبة عند أهلها منذ 3 أشهر، وقد تعب السيد مصطفى خليل ليقنع الرجل أن كل ذلك بيد الله عز وجل إلا أن الرجل أبى ، فقال له السيد خليل فى الورقة "إن رجعت مراتك رجعت وإن ما رجعتش إن شالله مارجعت" وطوى له الورقة ووضعها فى جيبه، وبعد العودة من رحلة الحج وجد الرجل فى انتظاره وأخذ يشكره بحرارة على أن الورقة كانت سببا فى عودة زوجته إلى المنزل، فأخبره بما كتب فيها ولكن الرجل أبى أن يصدق.

39049688_1333326353470140_7377089892657922048_n

 السيد يسرى مع محرر اليوم السابع
 

وكان العلمدار يتقدم الرحلة يحمل العلم المزين ببعض الآيات القرآنية تتبعه بعض الأعلام للطرق الصوفية فى المؤخرة ولم يكن لعلم الدولة "مصر" مكانا فى هذه الرحلة حيث إنها كانت رحلة دينية فى المقام الأول، وكل ما يمثل الدولة هو بعض جنود وعساكر الدولة الذين يقومون على حماية الرحلة من الأخطار، حيث إنها تعرضت فى بعض الفترات لهجمات من الوهابيين بزعامة عبد الله بن مسعود الذين كانوا يعترضون على اصطحاب الموسيقى العسكرية والرايات مع الرحلة، وقد اشتبكت فى بعض الأحيان مع حرس الرحلة الذين استطاعوا أن يصلوا بالرحلة إلى الأراضى المقدسة سالمين، أما عن شعور وإحساس السيد يسرى بعد إلغاء رحلة المحمل فيقول إنه شعر بالحزن.

 
 
 
39063196_857313041129361_8669126560508280832_n
 اللوحة التعريفية لمسجد سيدى عقبة بن عامر
 
39082992_2088119621327738_8283112311741218816_n
 لوحة تعريفية لمقابر الشهداء
39086533_1802114243243233_785958949080793088_n
 صورة قديمة للمحمل
 
39094961_2250658625162345_4395584640144900096_n
 السيد الشريف يسرى  بن السيد عبد المجيد بن السيد مصطفى بن السيد خليل العقبى

 

 
39115500_1109582035856953_8304480237895286784_n
 السيد الشريف يسرى  بن السيد عبد المجيد بن السيد مصطفى بن السيد خليل العقبى
 
a2bc34f6-2d13-42ea-b783-b41de27daa0b
 محررا اليوم السابع مع السيد يسرى

 

cac8529d-9650-4055-b667-30c1c557c5bc
 ابن أخر من حمل لواء المحمل
d7e1e45b-001e-4584-b54c-f539554f7848
 

 

e0b90011-1ab7-4bd2-926c-f8f0d2b5534a
 صورة قديمة للمحمل
 
e3181c99-e657-4953-aef4-e8c683fb71e6
 مسجد السيدة حسن الأنوار

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة