يصحو الطفل من نومه، ينزل من سريره، يمسك بالريموت ويفتح التليفزيون، ليظل هادئًا، مركزًا، "متسمر" أمام شاشته، تمر الساعة تلو الأخرى والطفل لا يمل، ولا يشعر برغبة فى عمل شىء آخر سوى مشاهدة التليفزيون، والتلفزيون فقط!
مشهد متكرر فى أغلب بيوتنا المصرية، تنزعج الأم كثيرًا من شقاوة أطفالها فتفتح التليفزيون، تأتى بقناة "الكارتون"، ليظل الأطفال أمامها ساعات، تترحم من صراخهم ولعبهم وشقاوتهم، جاهلة بأنها تضر أطفالها بيديها، دون أن تدر!
التليفزيون 3
السم فى شاشة صغير !
"السم فى تلك الشاشة الصغيرة، فى كل ما يقدم إليهم، اللهم إلا بضع دقائق من برامج وقنوات هادفة قد تفيد الطفل وهى لا تقارن بأى حال من الأحوال بما يقدم له من مواد غير مناسبة لفكره أو عقله أو أخلاقه".. بهذه الكلمات افتتح الدكتور محمد عبد الفتاح أخصائى أمراض الأطفال بمستشفى أبو الريش للأطفال حديثه، معددًا مضار التليفزيون والاستمرارية والاعتيادية على مشاهدته "عمال على بطال"!
التليفزيون
التليفزيون يصيب الطفل بالتبلد والانفصال عن الواقع!
"التليفزيون مابيطفيش"، مشهد متكرر فى أغلب البيوت المصرية، التليفزيون يظل الـ24 ساعة على قناة واحدة، خاصة قنوات الأطفال، تلك التى تقدم مواد كارتونية نمطية الشكل، مكررة الأغانى والنغمات، والأناشيد وغيرها، ويسترسل الدكتور محمد عبد الفتاح معددًا مجموعة من أبرز أضرار التليفزيون على الأطفال مؤكدًا أن علاقة الطفل به غير مستحبة على الإطلاق فى السنين الأربع الأولى من حياته، ولا يجب أن تزيد على الساعتين يوميًا بأى حال من الأحوال، فمن أضراره أنه يفصل الطفل عن الواقع ليعيش فى دنيا "تانية"، فى حين أن هذا السن يحتاج إلى فن المحاكاة مع الواقع من تعامل مع طفال آخرين، وكذلك الاندماج مع أشخاص مختلفين وأشياء من البيئة الواقعية، ما يوقف لديه القدرة على المحاكاة ويحوله لمتلقى غير مبدع.
التلفزيون
الكارتون والرسوم المتحركة تصيبه ببطئ التفكير!
الكارتون وأغانيه وحدهم يسببان الكثير من المشكلات للطفل، والتى أبرزها أن أنه يصبح محاكيًا لما يراه، فيتحدث مثلهم بطريقة مبالغ فيها، ويتعامل مثلهم بسرعة وبعنف فى كثير من الأحيان، ما يجعله كسولا عن "عمل " مخه وتفكيره والمنطق لديه، فيتباطأ تطوره الذهنى والعقلى تدريجيًا.
التلفزيون
مخاطر التليفزيون القوية.. كهرباء فى المخ.. وتبول لا إرادى
من المخاطر الجليلة لمشاهدة التليفزيون لساعات طويلة، إصابة بعض الأطفال بحالة من التبول اللا إرادى حسب تأكيد الدكتور محمد عبد الفتاح، مشيرًا إلى أنه قد يعانى الطفل من حالة إدمانية للتليفزيون ويعانى كثيرًا من دونه، كذلك يعانى من تشتت الانتباه وإذا ناداه الأهل لا يرد أو يلتفت إليهم، كذلك يسبب أعراضًا توحدية مع هذا الجهاز الصغير المنفصل عن الواقع، كما قد يحدث زيادة فى كهرباء المخ لدى بعض الأطفال.
وفى الصدد ذاته، عن رأى الطب النفسى، كان للدكتور أمجد العجرودى استشارى النفسية رأى فى علاقة الطفل بالتليفزيون، وتأثيره على نفسيته، مؤكدًا أنه سبب فى الأضرار الاجتماعية التى تصيب بعض الأطفال، فيصبح علاقته بالمجتمع والأشخاص والكبار والصغار مهترئة، لا يمكنه التعامل مع الواقع، وتصبح شخصيته مهزوزة نتيجة عدم احتكاكه مع الآخرين اجتماعيًا.
واستطرد الدكتور أمجد العجرودى موضحًا أن الكثير من الأطفال يعانون من الشخصية العنيفة، نتيجة المشاهد العنيفة التى يشاهدونها فى بعض المواد المعروضة على التليفزيون، وكذلك فى بعض أنواع الرسوم المتحركة التى أصبحت تضم بعض مشاهد الضرب والعنف، فيصبح هذا سبيله فى التعامل طوال حياته، لأنه دخل إلى عقله وتفكيره فى مرحلة مبكرة جدًا من العمر، فأصبح جزءًا من شخصيته.
تأثيرات التلفزيون
بدائل ونصائح لتبعد طفلك عن التليفزيون
وعاد الدكتور محمد عبد الفتاح، أخصائى الأطفال، ليقدم بعض النصائح للسيطرة على ما يراه الطفل فى التليفزيون، ونتمكن من تجنب مخاطره بعدة نصائح منها:
اختر لطفلك المادة التى يشاهدها فى التليفزيون واجلس وتناقش معه فيها
اهتم بالجلوس وتوفير البدائل طفلك كقراءة قصة مناسبة لعمره
اهتم بالمكعبات وأشكال البازل ولعب ذكاء وزع الساعتين اللتى من المسموح لطفلك أن يرى التليفزيون فيها على مواعيد وجباته على سبيل المثال
كن صارمًا أنت ووالدته مع مواعيد رؤية التليفزيون
اهتم ببدائل الخروج والنادى والحضانة واللعب فى الحدائق مع طفلك
تجنب الأغانى والأناشيد المخصصة للأطفال
اهتم جدًا بكتب وقصص الأطفال المصورة، فهى بديل جيد جدًا
بدائل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة