أكدت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر أن ما ينشره تنظيم داعش من فتاوى متطرفة حول تحريم الحج إلى بيت الله الحرام، واستبداله بالجهاد في صفوف التنظيم، وتحريم زيارة قبر الرسول ﷺ باعتبارها بدعة هو افتراء على الله تعالى وعلى رسوله ﷺ وتزوير لحقائق الإسلام، وتلاعب بأحكامه الثابتة المستقرة.
وكان تنظيم داعش الإرهابى قد ذكر فى العدد السادس والأربعين من مجلة النبأ التى تصدر عن التنظيم العام أن تولى المملكة العربية السعودية الإشراف على تنظيم شئون الحج يجعل الإقدام على تلك الشعائر عملًا محرمًا شرعًا وفق عقيدة التنظيم، وذلك كونه يرى أن المملكة من المحاربين للتنظيم؛ وبالتالي فإن التعاون معها يدخل في إطار التعاون مع الحكومات الكافرة المحرم شرعًا لدى التنظيم.
كما اعتبر التنظيم التقدُّمَ للحصول على تأشيرة الحج بدعةً محرمة، حيث يعد ذلك بمثابة اعتراف ضمني بالمؤسسات المعنية بتنظيم شئون المسلمين، وهو ما يخالف عقيدة التنظيم الذي ينظر إلى هذه المؤسسات على أنها مؤسسات كافرة.
كما أفادت فتاوى التنظيم أن أركان الإسلام ستة وليست خمسة بإضافة الجهاد كما قال زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي،وأن الركن السادس وهو "الجهاد" - وفق مفهوم التنظيم - أهم من الركن الخامس، بحيث يجوز للمسلم أن يؤخر فريضة الحج ويقدم عليها فريضة الجهاد، بدعوى أن الحج هو الجهاد الأصغر وأن الجهاد الأكبر هو ما يقوم به التنظيم على الأرض؛ ما يعني أن مقاتليه ومن ينضم إليهم في منزلة أكبر من منزلة الحجيج.
كما يحرِّم التنظيم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم بدعوى أنها "بدعة"، ويدعو عموم المسلمين إلى الحج والعمرة دون زيارة المسجد النبوي، ويحتجون لذلك بقولهم إنه لا داعي لزيارة قبر النبي أو الصلاة عليه في مسجده، فالصلاة على النبي تصله من بعيد، وقد أخذ التنظيم هذه الفكرة عن ابن تيمية في بعض كتبه.
وقد حذرت المنظمة من خطورة هذه الفتاوى التي تشوه شعائر الإسلام، وتزيف حقائقه، وتبدل أحكامه المستقرة، ودعت علماء المسلمين في شتى بقاع الأرض للتكاتف حول بيان حقائق الدين، والتصدي لهذا الافتراء على الإسلام وأحكامه.
وناشدت المنظمة جموع المسلمين إلى ضرورة التحرى والاحتياط فى أمور دينهم وأخذها عن المؤسسات المتخصصة والمرجعيات الدينية الموثوقة وليس عن كل من هب ودب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة