كشفت تقديرات جديدة صادرة عن جامعة ميريلاند الأمريكية أن عام 2017 كان العام الثالث على التوالى الذى شهد انخفاضا ملحوظا فى وقوع الهجمات الارهابية حول العالم، وحتى الآن يسير العام الجارى 2018 على المسار الصحيح بل أصبح أقل هذه الأعوام من حيث عدد الهجمات الارهابية.
وأظهرت التقديرات التى أجراها برنامج مكافحة الإرهاب والرد على الإرهابيين التابع للجامعة (حسبما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الأربعاء، أن العام الماضى شهد وقوع 10900 هجوم إرهابى حول العالم، ما أسفر عن مقتل 26400 شخص، بمن فيهم مرتكبو الهجمات.. وكان ذلك انخفاضا عن نسب عام 2016، والذى مثل بدوره انخفاضا عن عام 2015.
وحتى الأن، يبدو أن عدد الهجمات الإرهابية والوفيات الناجمة عن الإرهاب قد بلغ ذروته فى عام 2014، حيث شهد وقوع ما يقرب من 17000 هجوم وأكثر من 45000 ضحية.
بدورها، تساءلت "واشنطن بوست" عن أسباب الانخفاض فى وقوع هذه الهجمات؟! فى أوروبا الغربية، حيث ارتفع عدد الهجمات بشكل طفيف فى عام 2017 - ولكن عدد الضحايا انخفض بنسبة 65%- ورجحت أن السبب ربما يكون مرتبطا بجهود الشرطة ومكافحة التجسس فيما قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى أمس الثلاثاء إن البلاد أحبطت 13 مؤامرة إرهابية و4 مؤامرات يمينية متطرفة منذ مارس 2017، عندما وقع هجوم العام الماضى بالقرب من مبنى البرلمان.
وعلى المستوى العالمى، فإن الإجابة واضحة. فعلى الرغم من تصاعد الهجمات الإرهابية فى أوروبا فى السنوات الأخيرة، إلا أن معظم الهجمات ما زالت تحدث فى الشرق الأوسط وأفريقيا، غير أن تلك المناطق شهدت انخفاضا كبيرا فى عام 2017، حيث انخفض عدد الهجمات الإرهابية فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 38% على أساس سنوى وفقا لـتقديرات جامعة الميريلاند، وانخفض عدد الضحايا بنسبة 44%.
ويمكن أن يعود ذلك إلى فقدان تنظيم داعش الارهابى للأراضى التى كان يسيطر عليها فى الشرق الأوسط وما تكبده من هزائم عسكرية طوال عام 2017. فنتيجة لعدم امتلاك قاعدة مستقرة تخضع لتصرف الارهابيين، فإن عدد الهجمات التى يمكن أن تقوم بها الجماعة الجهادية فى دول مثل العراق وسوريا سوف تنخفض بشكل حاد، وكذلك الضرر الذى يمكن أن يلحق بالسكان المدنيين.