ما مصير المشروع الوطنى لتطوير ميادين مصر ؟ 20 فنان تشكيلى تولوا مهمة تجميل 15 ميدان فى 4 محافظات وتوقف المشروع فجأة الفنانون يؤكدون : لن نعاود التجربة ورؤساء الاحياء يشكون نقص الإمكانيات المادية

الإثنين، 13 أغسطس 2018 12:00 ص
ما مصير المشروع الوطنى لتطوير ميادين مصر ؟  20 فنان تشكيلى تولوا مهمة تجميل 15 ميدان فى 4 محافظات وتوقف المشروع فجأة  الفنانون يؤكدون : لن نعاود التجربة ورؤساء الاحياء يشكون نقص الإمكانيات المادية تماثيل مشوهة
هدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اعتدنا فى السنوات الأخيرة على رؤية عدد من التماثيل المشوهة تتوسط مجموعة من الميادين فى محافظات مصر المختلفة، فبين الحين والأخير تطل علينا صور لتلك الأعمال ويتم تداولها عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى حاملة كلمات تهكميه وأسئلة يوجهها رواد تلك المواقع لأصحاب القرار فى الدولة تتعلق بسبب الاستعانة بمن يطلقون عليهم "أشباه" الفنانين لتجميل الميادين فى حين يتم تجاهل كبار النحاتين اصحاب الأعمال الخالدة تلاميذ العظماء القدامى امثال الفنان محمود مختار صاحب تمثال نهضة مصر وفتحى محمود صانع تمثال طلعت حرب وغيرهم .

وأمام حالات الاعتراض تلك ومحاولة تقديم صورة جمالية حقيقية لمعالم القاهرة الكبرى ، سعى جهاز التنسيق الحضارى برئاسة المهندس محمد أبو سعدة لتنفيذ مبادرة هى الاولى من نوعها لتجميل ميادين مصر بمختلف محافظاتها وكان ذلك فى مارس 2016 ، وبالفعل لاقت المبادرة ترحاب واسع من قبل مجموعة من الفنانين التشكيليين والنحاتين وصلوا إلى 20 فنان شاركوا فيها جميعا من اجل ازالة القبح عن عيون المارة والاحتفاظ بجمال البلد،

وعلى الرغم من البدء فى تنفيذ اولى خطوات المبادرة التى كانت برعاية " اليوم السابع" ، من حيث زيارة المواقع ميدانيا وبداية رسم  الماكيتات الاولية لها  وصناعه المجسمات والتواصل مع الأحياء المختلفة التى تقع تلك الميادين تحت اشرافها المباشر لتقديم الدعم اللازم لعملية التنفيذ إلا ان المبادرة توقفت فجأة دون ابداء اسباب واضحة وفقا لما جاء على لسان عدد من المشاركين فيها ، الذين انطفأت بداخلهم شرارة الحماس والرغبة فى التغيير بسبب وتحولت إلى حالة من التراخى وتفضيل للانسحاب من المشهد كاملة ، بسبب عمليات التسويف من قبل الجهات المعنية وإهدار الوقت والجهد على حد قولهم .

الفنانون المشاركون : لن نعاود التجربة

حوالى 15 ميدان موزعين فى عدد من المحافظات وهى " القاهرة والقليوبية والجيزة والإسكندرية " كمرحلة اولى ، كانوا نقطة انطلاق ما يقرب من 20 فنان تشكيلى ونحات مصرى رأوا جميعا ان المشاركة فى مثل تلك المبادرة " المشروع الوطنى لتطوير ميادين مصر " واجب عليهم وذلك نتيجة أعمال التشويه التى باتت ميادين مصر تشاهدها مؤخرا مما أضر بسمعتها الفنية.

عقدت مجموعة الفنانين السابقة عدة اجتماعات واستقروا على الميادين وقاموا بتوزيع مسؤولية تجميلها على بعضهم البعض ، مارسوا جميعا عملهم وهم يعتقدون ان هناك تسهيلات ستقدم من رؤساء الاحياء فى تلك المحافظات اليهم ليتموا مهمتهم بنجاح على حد قولهم ولكن هذا ما لم يحدث على ارض الواقع واصطدمت المبادرة بأولى احجار البيروقراطية وكانت النتيجة هى توقفها فجأة بعدما كان من المفترض ان هناك جهات ترعاها وتقدم لها الدعم الكافى مثل الجمعيات الأهلية ، والمستثمرين المدعوين للمشاركة وفقا لما جاء فى تصريحات صحفية سابقة للمهندس محمد ابو سعدة رئيس جهاز التنسيق الحضارى .

وأمام حالة التراجع تلك ابدى عدد من الفنانين المشاركين فى المبادرة استياءهم رافضين تكرار التجربة إلا فى حالة اسناد المشروع لإحدى مؤسسات الدولة القوية وفقا لتعبيرهم.

الفنان النحات ناثان دوس ، يقول لا شك اننا نعانى من تشوه بصرى فى الميادين وعلى الرغم من اننا دولة مؤسسات إلا ان الجهات المعنية بالأمر من وزارة ثقافة ونظيرتها تنمية محلية ومسؤولى الأحياء وغيرهم كل منهم يعمل فى منأى عن الآخر، وأضاف لدينا فنانين جديرين بعمل تماثيل رائعة ولكن لا يتم الاستعانة بهم او لو حدث ذلك يتوقف المشروع فجأة دون إبداء أسباب مثلما حدث مع المبادرة.

وتابع : من عام ونصف اشتركت فى تلك المبادرة واسند لى مهمة تصميم تمثال أمام متحف الحضارة ، وبالفعل نفذت الماكيت الخاص به وبذلنا وقت وجهد وتوقف المشروع فجأة وإذا كان السبب يتعلق بأمور مادية او ان تكلفة المشروع ستكون عالية فعلينا ان نعى جيدا ان تنفيذ المشروع كان سيقوم على جهد انسانى ومواد خام جيدة لننتج شئ يليق بمصر وحضارتها وحتى لا نجد انفسنا امام المزيد من الأعمال القبيحة . قائلا : من المهم ان يكون هناك مقابل مرضى للفنان والتطوع لا يصنع فن ولا حضارة.

واتفق معه الفنان عصام درويش قائلا : تحمسنا للتجربة فى بدايتها بشدة ولكنه سرعان ما بدأ هذا الحماس يقل تدريجيا بسبب الإجراءات البيروقراطية ، كان لدينا اصرار ان نقدم اعمال محترمة وبالتأكيد هذا سيتكلف مبالغ كثيرة واعتقد انه توقف لهذا السبب.

ويقول درويش الذى اسند اليه مهمة تجميل ميدان روكسي قائلا ، قدمت ماكيت للتمثال الخاص بتلك المنطقة وتحمس القائمين على جهاز التنسيق الحضارى له كثيرا وتم تقديمه للحى لإيجاد الدعم اللازم له لبدء مرحلة التنفيذ وكالعادة توقف كل شيء.

وتابع : لو عرض على مرة اخرى المشاركة فى مثل تلك المبادرات فلن اشارك الا اذا تولت مسؤوليتها احدى مؤسسات الدولة القوية لتذليل كافة العقبات امامنا وإتمام مهمتنا بنجاح دون اهدار للوقت والمجهود.

الحل فى تخصيص ميزانية لتنفيذ المشروع :

من جانبه يقول المهندس محمد ابوسعدة ، رئيس جهاز التنسيق الحضارى مطلق المبادرة ، ان الجهاز والفنانين المشاركين فى المشروع انتهوا من وضع التصورات الفنية المتعلقة بالميادين المختارة ولكن تنفيذ تلك الرؤية هو أمر بيد المحافظات والمجالس المحلية وقد يكون السبب فى نقص الامكانيات المادية ومخصصات كل محافظة .

وأضاف : اول ميدان بدأت تدخل الرؤية الفنية الخاصة به حيز التنفيذ هو ميدان الإسماعيلية بمنطقة مصر الجديدة وبشكل عام نحن بحاجة لرصد ميزانية خاصة لتنفيذ هذا المشروع على الأقل فى المناطق والميادين الحيوية فى المحافظات وبعدها ننتقل إلى القرى ليعم المظهر الجمالى فى جميع أنحاء الجمهورية

 وردا على هذا يقول المهندس ابراهيم صابر ، رئيس حى مصر الجديدة ، يجب ان يكون هناك ايمان بالفكرة والموضوع وأهميه التجميل والتطوير  اولا من قبل رئيس الحى لتذليل اى عقبات وبالفعل سبق وان تعاونا مع جهاز التنسيق الحضارى فى العديد من المشاريع المتعلقة بحماية التراث والحفاظ عليه اما فيما يرتبط بتماثيل الميادين فالأمر مرتبط بالإمكانيات المادية الذى احاول التغلب عليه من خلال المشاركات المجتمعية .

واتفق معه المهندس محمد زين العابدين رئيس حى مصر القديمة ، نافيا ان يكون قد عرض عليه اى نماذج لماكيتات خاص بتماثيل لتجميل ميادين مصر القديمة قائلا : وزارة التخطيط تحدد لنا اوجه انفاق المخصصات المالية الخاصة بالمحافظة من طرق وأعمدة انارة وغيره ولا يوجد فيها بند خاص بتجميل الميادين او تطويرها اضافه إلى انه لم يعرض على من الأساس ماكيتات اعمال فنية خاصة بعمليات التطوير .

 

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة