خريجو التعليم الفنى يرفعون شعار "نحن مستقبل الوطن".. "سيف" ابتكر جهازا يتغذى على الطحالب وينتج سمادا عضويا.. و"علاء" اخترع ماكينة لقطع وتشكيل المعادن بالبلازما.. إبراهيم أحبطته أسرته فرد بجهاز للتحكم فى الرى

الإثنين، 13 أغسطس 2018 07:00 م
خريجو التعليم الفنى يرفعون شعار "نحن مستقبل الوطن".. "سيف" ابتكر جهازا يتغذى على الطحالب وينتج سمادا عضويا.. و"علاء" اخترع ماكينة لقطع وتشكيل المعادن بالبلازما.. إبراهيم أحبطته أسرته فرد بجهاز للتحكم فى الرى أبطال التعليم الفنى
هدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم تعد الصورة النمطية الراسخة فى أذهان البعض تجاه التعليم الفنى والملتحقين به، هى المتحكمة فى المشهد الآن فالجميع بات يدرك أن سر تقدم أى دولة ونهوضها يقف ورائه الملتحقون بهذا المجال والدليل على ذلك تجارب الدول المتقدمة التى ولت التعليم الفنى اهتماما خاصا تماشيا مع متطلبات سوق العمل.

 

واليوم أصبح صناع القرار فى مصر على درجة عالية من الوعى والإدراك بضرورة تشجيع الطلاب على تنميه قدراتهم ومواهبهم المختلفة فى شتى مجالات التعليم الفنى فلم يعد الالتحاق بكليات القمة هو فقط ما يشغل بال الطلاب بل أيضا دخول المعاهد والكليات الفنية حلم يراود الكثيرون منهم خاصة بعد الحديث المتكرر للرئيس عبد الفتاح السيسى عن أهمية هذا النوع من التعليم وقدرته على النهوض بهذا البلد.

 

فى الأسطر القادمة نستعرض نماذج لعدد من الطلاب الذين التحقوا بمجال التعليم الفنى وقدموا من خلاله نماذج لاختراعات عديدة قد تسهم بدورها فى حل الكثير من المشكلات التى نواجهها تلك الفترة.

 

"أحمد" التحق بالتعليم الفنى ليرحم والده من مصاريف الدروس الخصوصية

أسبوع فقط، هو الفاصل الزمنى بين تقديم أوراقه الرسمية فى إحدى مدارس الثانوية العامة، وسحبها لتقديمها فى أخرى للتعليم الفنى، لم يكترث فى البداية بحديث والديه ورسائل الإحباط التى تحملها كلماتهم طوال الوقت: " قالوا لى أنت فاشل وستصبح فى نهاية الأمر مجرد حامل لشهادة دبلوم صنايع"، هكذا بدأ أحمد طالب الهندسة حديثه عن رحلته مع التعليم الفنى ونظرة أسرته للمجال الذى اختار أن يتخصص فيه والطريق الذى قرر أن يسلكه.

 

وقال أحمد: "حصلت على مجموع مرتفع فى الصف الثالث الإعدادى وكان أصدقائى وأقاربى لا يتحدثون عن شيء سوى الالتحاق بالثانوية العامة ولكننى قررت أن التحق بمجال مختلف وهذا ما حدث، تخصصت فى مجال الكهرباء وهو القسم الأعلى فى المدرسة التى كنت أدرس بها، وواظبت على الحضور ولم أتخلف يوما اجتهدت فى المذاكرة وحصلت على 77 % فى الصف الثالث الثانوى، وبعد ذلك التحقت بمعهد فنى صناعى بمدينة الزقازيق وتخرجت فيه بمجموع 90 % وبعد تخرجى التحقت فى النهاية بمعهد هندسة خاص".

 

أبرز المشكلات التى واجهت أحمد طالب الفرقة الثالثة، ووقفت عائق حال دون تحقيق حلمه فى دخول كلية الهندسة جامعة القاهرة هو رفع درجات التنسيق لخريجى التعليم الفنى للالتحاق بالكليات، مضيفًا: "كانت أقل كلية تقبل من 92% وتم رفع نسبة قبولنا فى الجامعات من 10 إلى 20% وبناء عليه قدمنا شكاوى فى رئاسة الوزراء ومجلس النواب ولم يتم النظر فى الأمر حتى وقتنا هذا".

 

وتابع أحمد: "كان هدفى من كل هذا ألا أضيف أعباء جديدة على والدى والتحق بالثانوية العامة حيث زيادة مصاريف الدروس الخصوصية خصوصا وإن أشقائى توقفوا فى مراحل تعليمية مختلفة بسبب ضيق اليد".

 

"إبراهيم" أسس مبادرة التعليم الفنى مستقبل وطن

قصة أخرى بطلها "إبراهيم"، والذى التحق بأحدى المدارس الفنية الصناعية بعدما رأى نموذجا ناجحا أمام عينه يتجسد فى شخصية ابن عمه: "كان أمامى نموذجا ناجحا وشخصا أنهى تعليمه الفنى والتحق بكلية الهندسة ثم سافر للعمل فى إحدى دول الخليج فقررت أن أفعل مثله".

 

5 سنوات أنهاهم إبراهيم بمجموع وصل إلى 91% فقرر أن يلتحق بكلية التربية النوعية، وفى عامه الأخير من الجامعة قرر أن يؤسس لمبادرة "التعلم الفنى مستقبل وطن" وهدفها مساعدة طلاب وخريجى التعليم الفنى على وضع أهداف لهم فى الحياة والبحث عن فرص للعمل، قائلا: "ناس كتير تنهى تعليمها الفنى دون أن تدرك ما الذى بإمكانها أن تفعله لذلك اطلقنا هذه المبادرة بمساعدة 48 دكتور جامعة و3 عمداء كليات لمساعدتهم ونقل الخبرات إليهم خاصة وأن غالبية أساتذة الجامعة هم فى الأصل خريجى تعليم فنى أيضا ".

 

"سيف" اخترع جهاز يتغذى على الطحالب وينتج سماد عضوى

حلم طلبة التعليم الفنى ليس فقط فى التحاقهم بكليات القمة أسوة بخريجى الثانوية العامة، ولكن تميز كثيرا منهم بقدرته على الابتكار والاختراع وتوظيف ما تعلموه وتدربوا عليه لتقديم ما ينفع هذا البلد والدليل على ذلك ما قدمه سيف الدين طالب مدرسة السويس الفنية الصناعية والذى ابتكر جهاز يسمى "طاقة الطحالب" تكون مدخلاته عبارة عن طحالب ومخرجاته عبارة عن ثلاثة منتجات وهى الوقود الحيوى أو بديل السولار وغاز الميثان والسماد الطبيعى " مخصبات التربة" إضافة إلى أن الجهاز يزيد من الكفاءة الحرارية لغاز الميثان عن طريق وحده تنقية فترتفع من 70 إلى 95 %.

 

"سيف" الذى يحلم بدخول كلية الهندسة قسم ميكانيكا، قال عن رحلته فى التعليم الفنى: "انهيت المرحلة الإعدادية بمجموع مرتفع وقتها كان هناك قسم حديث الإنشاء يسمى قسم البتروكيماويات وهو أعلى الأقسام من حيث مجموع القبول، طلبت من أسرتى أن التحق بهذا القسم خاصة بعدما سمعت عن التعليم الفنى أنه يهتم بالجانب العملى المعرفى أكثر من النظرى على عكس نظيره العام فى البداية رفضت أسرتى وأخبرنى والدى فى حالة فشلى فى اختبار القبول بالقسم سألتحق بالتعليم الثانوى العام على الرغم من أن التعليم الفنى يقبل بمجموع أعلى من التعليم الثانوى فى محافظة السويس".

 

وأضاف سيف الدين: "أكثر شيء استفدت منه خلال دراستى بهذا القسم إننا كنا ندرس وفقا لمنهجية ستيم وهى تعنى التعليم القائم على المشروعات ومن خلال هذه المنهجية نجحنا فى تنفيذ الاختراع سابق الذكر وشاركنا من خلاله فى عدة مسابقات دولية وحصلنا على مراكز متقدمة ولا ينقصنا سوى اعتراف وزارة التربية والتعليم بهذه المنهجية".

WhatsApp Image 2018-08-13 at 11.52.01 AM

 

"علاء" اخترع ماكينة لقطع وتشكيل المعادن بالبلازما

" كان حلمى الالتحاق بكلية الهندسة وفى نفس الوقت كنت شاهدا على تجربة سيئة عاشها إخوتى خريجين الثانوية العامة عندما عجزوا عن الالتحاق بالكلية التى يرغبون فيها بسبب المجموع وقتها سمعت عن مدرسة فنية فى منطقة مدينة نصر الجميع كان يمدح فى نظامها "العسكرى" ومدى الالتزام الذى انعكس على سلوك الطلبة هناك فقررت الالتحاق بها وبالمناسبة كان مجموعى فى المرحلة الإعدادية 95 % أى أننى لست إنسان فاشل"..  بهذه الكلمات بدأ "علاء" حديثه عن كيفية دخوله مجال التعليم الفنى الذى فضله عن نظيره العام بسبب اعتماد الأول على التفكير وليس التلقين.

 

وتابع علاء: "كان تحدى كبير بالنسبة لى أن اعتمد على نفسى، اخترت الدراسة فى مدرسة داخلى كل شيء فيها بنظام ويسير وفقا لمواعيد محددة الأكل، النوم، المذاكرة  وهكذا، هذا بخلاف أن كل ما درسناه قمنا بتنفيذه من خلال الورش الملحقة بالمدرسة وهذا هو الجانب العملى الذى يفتقده نظام التعليم العام ورغم كل هذا كانت اسرتى فى البداية ترى أن قرارى خطأ وان هذا هو تعليم الفشلة ولكننى قلت لهم كلمة واحدة نحن لم نجرب التعليم الفنى لنحكم عليه".

 

وشغف علاء وعشقه للتجربة دفعه لاختراع ماكينة لقطع وتشكيل المعادن بالبلازما بدلا من استيرادها بملايين الجنيهات، وقال: " نجحنا فى إنتاجها بمكونات محلية ووفرناها فى السوق المصرى بقيمة لا تتجاوز 50 ألف جنيه".

 

WhatsApp Image 2018-08-13 at 11.54.12 AM
 
WhatsApp Image 2018-08-13 at 11.54.14 AM
 

إبراهيم أحبطته اسرته فأخترع جهاز للتحكم فى الرى

هو أول شخص فى عائلته يقرر الالتحاق بالتعليم الفنى، الجميع ينتظر مروره بالمسار التقليدى وانتقاله من المرحلة الإعدادية إلى الثانوية العامة، فى البداية قدم أوراقه الرسمية فى إحدى المدارس وبعد مرور الشهر الأول قرر العدول عن رأيه ودخول إحدى مدارس التدريب المهنى "النوع الأخير يتميز بكثرة الجانب العملى وقلة المواد النظرية".. بهذه الكلمات بدأ ابراهيم طالب المعهد الفنى للعلوم والتكنولوجيا حديثه موضحًا أن هناك صورة سلبية يتم ترويجها عن طلبة التعليم الفنى على الرغم من أننا مستقبل مصر فخريجو الثانوية العامة كثر ومجالات عملهم شائعة اما خريجو التعليم الفنى فهم الأكثر طلبا فى سوق العمل خاصة فى الخارج.

 

رسائل الإحباط التى يتلقاها إبراهيم بين الحين والآخر والصورة السلبية المتداولة عن طلبة التعليم الفنى كما ذكر لم تمنعه من استكمال حلمه واختراع جهاز عبارة عن وحدة تحكم بالرى يعتمد على جهازDLC  وهو جهاز يستخدم فى المجال الصناعى والتجارى ولأول مرة من خلال هذا المشروع يستخدم فى مجال الزراعة.

 

وأوضح إبراهيم، أن هذا الجهاز مزود بمراكز إحساس توضع فى الأرض الزراعية وتوضح من خلال المؤشرات مستوى الرطوبة فى التربة وإن كانت مشبعة بالمياه أم جافة، متابعًا: "ضيفنا أيضا فى نفس الجهاز وحدة رفع ومزج الأسمدة وهى عبارة عن علبة يوضع فيها السماد وتسير فى مجرى ويوضع فيها السماد والذى ينتقل بدوره داخل خزان المياه ليختلط بها ويروى التربة بعد ذلك وهى عملية توفر 75% من المياه و50% سماد و45% مجهود".

 

WhatsApp Image 2018-08-13 at 12.49.14 PM

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة