"شينخوا": طموح إنشاء قوة فضائية أمريكية سيحول "حرب النجوم" إلى واقع

الأحد، 12 أغسطس 2018 08:49 ص
"شينخوا": طموح إنشاء قوة فضائية أمريكية سيحول "حرب النجوم" إلى واقع ترامب
بكين(أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اعتبرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن طموح الولايات المتحدة الأمريكية بإنشاء قوة فضائية سيحول "حرب النجوم" إلى واقع، فى الوقت الذى لن تحقق هذه الحرب ما تصبو إليه أمريكا.

واقتبست الوكالة الصينية الرسمية –فى تعليق بثته اليوم الأحد، حول خطط واشنطن إنشاء قوة فضائية- جملة شهيرة قالتها شخصية "يودا" فى فيلم "حرب النجوم 2" الذى اجتاح شاشات السينما حول العالم من خلال عرضه لحرب خيالية شرسة دارت فى الفضاء، وهى: "الحرب لن تصنع شخصا عظيما".

وقالت (ِشينخوا) "لكن من الواضح أن الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب" وإدارته لم يستوعبا هذه العبارة.. فقد أزاح نائب الرئيس الأمريكى "مايك بنس" مؤخرا الستار عن تفاصيل خطط واشنطن لإنشاء قوة فضائية يمكن أن تصبح الفرع السادس من الجيش الأمريكى، قائلا: إن الوقت حان للاستعداد لساحة المعركة المقبلة".

وأضافت أن هذا الإعلان ليس بالأمر المفاجيء، فقد طرح ترامب فى يونيو الماضى خطة إنشاء قوة فضائية، قائلا: إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تحتاج هذه القوة لمعالجة نقاط الضعف فى الفضاء، وتأكيد هيمنة الولايات المتحدة فى الفضاء، مشيرة إلى أنه بعد شهرين منذ هذا الطرح، ووسط الخلاف الداخلى داخل الكونجرس الأمريكى حول هذه المسألة، يؤكد مرة ثانية فى تغريدة له "القوة الفضائية بالتأكيد".

وتعقيبا على ذلك، قالت الخبيرة العسكرية الصينية "لى لي" فى مقابلة أجرتها معها شبكة التليفزيون المركزى الصينى، إن إنشاء قوة فضائية ليس بالأمر السهل حيث يحتاج إلى مراحل عديدة حتى يتم الانتهاء منه، مشيرة إلى أن عدد الجنود والضباط المتخصصين فى مجال الفضاء بالقوات الأمريكية يقدر بـ30 ألفا فى الوقت الحالى وقد يزداد ليصل إلى حوالى 100 ألف، وعلاوة على ذلك، ستحتاج القوة الجديدة إلى هيكل عمل محدد ومفصل.

واعتبرت (شينخوا) أن هذا الإعلان الجديد عن إنشاء قوة فضائية يذكر بـ"خطة حرب النجوم" التى طرحها الرئيس الأمريكى الأسبق "رونالد ريجان" فى عام 1983، حيث أشارت تقارير حينها إلى أن الولايات المتحدة كانت تنوى استثمار ما يقدر بـ800 مليار دولار أمريكى بالمجمل لتطوير قواتها الفضائية لمواجهة هجمات صاروخية فضائية وكان من المخطط نشرها بحلول عام 1994 فى الفضاء، ولكنها أعلنت إلغاء الخطة فى بداية التسعينات من القرن الماضي.

وأشارت الوكالة الصينية إلى أن روسيا من جانبها بذلت قصارى جهدها لتطوير نفسها فى مواجهة هذه الخطة التى وصفها البعض بـ"الوهمية" وبالهادفة إلى فرض عبء ثقيل على الاقتصاد الروسى بسبب التكلفة الهائلة للعمل على تطوير هذا المجال.

ولفتت إلى أن خطة "حرب النجوم" الأمريكية عادت مرة أخرى إلى الواجهة، ولكن هذه المرة فى ظل آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة، حيث صار الفضاء يلعب دورا فعالا فى كل مجال من مجالات الحرب الحديثة بعدما أصبحت العديد من التقنيات العسكرية تعتمد على شبكة من المجسات والأقمار الاصطناعية التى تسبح فى مدار الأرض.

وتابعت أنه بالإضافة إلى ذلك، نجحت الولايات المتحدة فى تطوير أسلحة يمكن أن تطلق من قواعد فضائية، من بينها بعض الأسلحة التى تفوق الخيال مثل (Rods from God)، وهى عصا مصنوعة من معدن التنجستن أو التيتانيوم أو اليورانيوم، تبلغ زنتها عدة أطنان وتستطيع عند إطلاقها من منصة على قمر اصطناعى يدور فى الفضاء، إصابة أى هدف على الكرة الأرضية فى أى وقت وبقوة مماثلة للقنبلة النووية.

وذكرت (شينخوا) أنه مع سلسلة التحركات المزعجة التى يشهدها النظام العالمى حاليا ومن بينها العقوبات المتعاقبة، التى تفرضها ما وصفتها بـ "مصدرة الأوامر" بتدمير حرية التجارة العالمية على إيران وروسيا وتركيا، كشفت إدارة ترمب عن إدمانها للسلوك الاستفزازى وأيديولوجية الهيمنة، وذلك تحت ذريعة توفير "الأمن التام" للولايات المتحدة فى المجالات الاقتصادية والتجارية والعسكرية فى آن واحد.ولكن الواقع يشير إلى أن الولايات المتحدة ترسم منذ حملة ترمب الانتخابية فى مخيلتها صورة "عدو وهمي"، وتصرح علنا الآن بأن خطط إنشاء قوة فضائية تهدف إلى "مواجهة روسيا والصين" بزعم أنهما تعملان "بشكل جاد" لبناء قدرات مضادة للأقمار الاصطناعية.

وأشارت الوكالة إلى أن الصين أكدت فى يونيو الماضى على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها "جينج شوانج" أنها تؤيد دائما الاستخدام السلمى للفضاء الخارجى، وأعربت عن معارضتها لتسليح الفضاء الخارجى وإقامة سباق تسلح فيه، أو استخدامه كساحة معركة، انطلاقا من أن "الفضاء الخارجى ملكية مشتركة للبشرية جميعا".

وعادت الوكالة الصينية الرسمية لاقتباس جملة شهيرة أخرى فى سلسلة أفلام "حرب النجوم" تقول " إذا لم تتحول، سيتم تدميرك"، وطرحت تساؤلا: مع نمو الطموحات العسكرية الأمريكية، هل سيجد كل فرد على وجه الكرة الأرضية نفسه أمام سيناريوهات "حرب نجوم" حقيقية فى الفضاء الهادىء؟.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة