الأنبا أغاثون مرشد جماعة "حماة الإيمان" يعلن الحرب على تيار الإصلاح.. ويتحدى البابا مؤكدا: نحن نحمى الإيمان والرب كلفنا بالوكالة عنه والتجديد مرفوض.. ويرد على قرار وقف الكهنوت: لا غنى عنه مطلقا فى الكنيسة

الأحد، 12 أغسطس 2018 08:00 م
الأنبا أغاثون مرشد جماعة "حماة الإيمان" يعلن الحرب على تيار الإصلاح.. ويتحدى البابا مؤكدا: نحن نحمى الإيمان والرب كلفنا بالوكالة عنه والتجديد مرفوض.. ويرد على قرار وقف الكهنوت: لا غنى عنه مطلقا فى الكنيسة الأنبا أغاثون مرشد جماعة "حماة الإيمان" يعلن الحرب على تيار الإصلاح
سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا يتوقف الأنبا أغاثون أسقف مغاغة عن محاربة البابا تواضروس وتوجهاته الإصلاحية، ولا يترك أى مناسبة أو فرصة يمكن استغلالها لتحدى البابا إلا ويستخدمها ضده، فى الوقت الذى هاجم فيه البابا جماعة كنسية تلقب نفسها بـ"حماة الإيمان" دأبت على الهجوم على توجهات البابا وأفكاره عبر صفحات السوشيال ميديا، وأرسل لهم رسالة واضحة فى عظته الأسبوعية الأخيرة، حيث قال: "الإيمان ليس سلعة لكى نحميه وحامى الإيمان هو المسيح"، أراد الأنبا أغاثون الرد على تلك العظة بل وقرارات لجنة شئون الأديرة التى سبقتها على طريقته.

كيف بيت أسقف مغاغا النية للهجوم على البابا تواضروس؟

تبدو نية أسقف مغاغة للهجوم على البابا واضحة بل ومبيتة، حيث جرى التنسيق مع قناة "مى سات" الكنسية التى تبث فضائيًا ويشاهدها الملايين لنقل عظته من أحد كنائس مغاغا فى نهضة السيدة العذراء، رغم إن القناة تبث يوميًا احتفالات دير السيدة العذراء بدرنكة، إلا إنها انتقلت بمعداتها وفنييها إليه من أجل إذاعة تلك العظة التى كانت بمثابة دقة جديدة فى طبول الحرب العلنية بين الأسقف والبابا التى بدأها من ناحيته دون أن يرد البابا عليه ولو تلميحًا.

الأنبا أغاثون: نحن حماة الإيمان ووكلاء الله

الانبا اغاثون
الأنبا أغاثون

 

فى عظة الأنبا أغاثون المثيرة للجدل التى حملت اسم "أعمدة الكنيسة الخمسة" والتى لم تكن عظة ارتجالية بل كان الأسقف يقرأها من ورق أعده مسبقًا قال إن الكتاب المقدس وصف رسله "بالفلاحين والمزارعين والسقاة والفعلة وحماة الإيمان" معقبًا "صحيح حامى الإيمان هو الرب، ولكن من آئتمنه الله على الإيمان لا بد أن يحميه ويحرسه، الحارس هو الرب لكن من خلال الوكلاء، بولس قال إنه حامى الإنجيل".

واستشهد الأنبا أغاثون برسالة بولس الرسول لأهل فيلبى حين قال :هناك آية وردت مرتين فى رسالة بولس لأهل فيلبى "كَمَا يَحِقُّ لِي أَنْ أَفْتَكِرَ هذَا مِنْ جِهَةِ جَمِيعِكُمْ، لأَنِّي حَافِظُكُمْ فِي قَلْبِي، فِي وُثُقِي، وَفِي الْمُحَامَاةِ عَنِ الإِنْجِيلِ وَتَثْبِيتِهِ" معقبًا: الرسل والكهنوت حماة للإيمان

واعتبر أسقف مغاغا إن هؤلاء الآباء - ويقصد آباء الكنيسة - مسئولين أمام الله عن أملاكها ونفوسها وعقائدها وإيمانها وتمثيل الكنيسة نيابة عنها، مضيفًا: "لذلك المطلوب منا كآباء وشعب من جهة إيمان كنيستنا وعقائدها إن نعيش الإيمان بالأفعال والأقوال لا بالتشكيك".

 

أسقف مغاغة يحذر مما أسماه المدارس الحديثة والتيارات الكنسية الخاطئة

وحذر الأنبا أغاثون مما وصفه بالمدارس الحديثة والتيارات الفكرية الخاطئة، ويمكن تفسير حديثه فى الوقت الذى يروج فيه الكلام عن مدرستين كنسيتين الأولى التقليدية والثانية مدرسة التجديد التى ينتمى لها البابا تواضروس، فيقول الأسقف: "مطلوب مننا ليس فقط أن نعيش الإيمان بل أن نحافظ على إيمان الكنيسة من المدارس والتيارات الخاطئة الحديثة، كما أوصانا المسيح بواسطة رسله"، حين قال: "علموهم أن يحفظوا ما أوصيتكم به"، الحفظ هنا يعنى التطبيق، والحفاظ عليه، نحن مطالبون بالحفاظ على إيمان كنيستنا كما سلم لنا.

الأنبا أغاثون: الإيمان ليس نظريات علمية تحتاج لتجديد

 وفسر أسقف مغاغة حديثه قائلًا: لأن الإيمان ليس نظريات علمية، تحتاج تبديل وتطوير تناسب الإنسان وعصره، والتجديد فى ثوابت الإيمان مرفوض، لأنه يتسبب فى هدم الإيمان وضياع روحيات الناس والإلحاد، مضيفًا: "نجدد فى الأسلوب أو الطريقة مفيش مانع، ونجدد فى الأشخاص مفيش مانع، إنما نجدد فى الثوابت لا مينفعش".

وعاد الأنبا أغاثون للاستشهاد بأقوال بولس الرسول وهو حين خاطب أحد تلاميذه قائلًا: "مقدما فى التعليم نقاوة"، موضحًا: "يعنى متبقاش حاجة داخلة فى التعليم مش مظبوطة، الإيمان أودعه الله لأناس أكفاء يكونوا أمناء ليعلموا آخرين أيضا، لكى يوصلوا إيمان الكنيسة، لكن ميبقاش واحد إيمانه مش مظبوط ونقوله عالم  دا هيبوظ الإيمان".

وزاد الأنبا أغاثون قائلًا: "لا تفرط فى إيمانك أبدا ولا تسمع لمن يعلم خطأ، نحن مطالبون بالدفاع عن إيماننا فى أوقات الهجوم عليه والتشكيك فيه وذلك بتقديم التعليم الصحيح وبالطرق المشروعة".

أسقف مغاغة: لا غنى عن الكهنوت فى الكنيسة مطلقًا

فى حين واصل الأنبا أغاثون هجومه على قرارات المجمع المقدس والتى كان آخرها إيقاف الدرجات الكهنوتية بين الرهبان لمدة ثلاث سنوات، معتبرًا الكهنوت أحد أعمدة الكنيسة، قائلًا: "من خلال الكهنوت وعمله يتم تقديس الأسرار الكنسية، والصلوات الطقسية ويصل خلاص المسيح للناس، فلا غنى إطلاقا عن الكهنوت وعمله فى الرعاية والخدمة".

استغل الأنبا أغاثون الهجوم الضارى الذى يشنه التقليديون على القس الدكتور باسيليوس صبحى وكيل الكلية الإكليريكية وهى الكلية التى تقدم العلم اللاهوتى والدينى للكهنة، وقال إن الكنيسة تحتاج لمناهج تتماشى مع إيمان الكنيسة وعقائدها وليس العكس، وتحدث عن معلمى الكلية الإكليريكية ملمحًا: "ولا يكون لهم علاقات أو ميول مع المدارس الحديثة والتيارات الخاطئة، لكى يستطيع أن يقدموا تعاليم صحيحة تعد قادة فى رتب الكهنوت لخدمة الكنيسة وشعبها، وتواجه المدارس الخاطئة وأصحابها".

كيف كانت عظة الأنبا أغاثون استمرارا لحرب علنية ضد البابا تواضروس؟

لجنة شئون الرهبنة
لجنة شئون الرهبنة

فى العاميين الأخيرين، دأب الأنبا أغاثون بنفسه أو عبر رابطة أطلق عليها رابطة خريجى الكلية الأكليريكية الهجوم على البابا تواضروس ومن ذلك ما جرى فى اجتماعات اللجان التحضيرية للمجمع المقدس للكنيسة الذى عقد فى مايو الماضى بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، حيث كشفت مصادر كنسية عن مطالبة البابا تواضروس لرابطة خريجى الكلية الإكليريكية بالتوقف عن إصدار البيانات فما كان من الأنبا أغاثون إلا أن أصدر بيانًا جديدًا أكد فيه خشية رابطة الكلية الإكليريكية، ما وصفه بالتعاليم الخاطئة التى بدأت تنتشر فى الكنيسة مثل التفاسير الشخصية للكتاب المقدس والتشكيك فى قصص العهد القديم، مؤكدا أن تلك التعاليم قد تدفع البعض إلى ترك الكنيسة الأرثوذكسية أو الإلحاد.

كذلك فإن الأنبا أغاثون قد سبق وأصدر بيانًا يعلن فيه تضامنه مع البيان الذى وقعه 12 من أساقفة المهجر عقب اجتماعهم فى كندا، مؤكدًا تضامنه مع تعاليم الكنيسة القبطية ومع الآباء الأساقف فى المهجر، الذين رفضوا تصريحات الأنبا أنجيلوس عن رمزية بعض قصص الإنجيل، رغم أن الأخير عمد إلى تفسير ذلك بوجود مدرسة رمزية فى قراءة قصص العهد القديم وهو ما لم يعجب الأنبا أغاثون واستمر فى مهاجمته.

هجوم ضارى على البابا تواضروس بعد زيارة بابا الفاتيكان لمصر

عقب زيارة بابا الفاتيكان لمصر على ذلك، فالأسقف أصدر بيانا اتهم فيه الكنيسة الكاثوليكية بالهرطقة، وألمح إلى أن توقيع البابا على بيان قبول معمودية الكاثوليك فيه تنازل عن الإيمان الأرثوذكسى.

وكان الأنبا أغاثون من أوائل من سارعوا لإصدار دراسة بحثية يفند فيها ما قاله الأنبا بفنوتيوس الذى أباح تناول المرأة من الأسرار المقدسة أثناء الحيض، واعتبر الأمر انحراف فى التعاليم أيضا، بالإضافة إلى موقفه من أزمة الأنبا مايكل أسقف فيرجينيا الذى اختلف مع البابا تواضروس حين قرر الأخير رسامة الأنبا بيتر اسقفا على كنائس ساوث ونورث كارولينا بالولايات المتحدة فاعتبرها الأنبا مايكل تابعة له وهدد باللجوء للقضاء الأمريكى، وهو ما دفع الأنبا أغاثون ورابطة خريجى الكلية الإكليريكية للتضامن معه وإصدار بيانات تؤكد على عدم أحقية البابا فى رسامة أسقف على هذه الكنائس.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة