كل شىء عن "الكاتينج".. المرضى بتجريح أنفسهم يروون حكاياتهم مع الاضطراب النفسى.. إحدى المصابات: شوهت جسمى تقليدا لصديقاتى.. وآخر: لا أشعر بالراحة إلا بعد نزول الدم.. وأطباء يحذرون: حالة عاجلة تحتاج إلى تدخل سريع

الأربعاء، 01 أغسطس 2018 06:00 م
كل شىء عن "الكاتينج".. المرضى بتجريح أنفسهم يروون حكاياتهم مع الاضطراب النفسى.. إحدى المصابات: شوهت جسمى تقليدا لصديقاتى.. وآخر: لا أشعر بالراحة إلا بعد نزول الدم.. وأطباء يحذرون: حالة عاجلة تحتاج إلى تدخل سريع الكاتينج
كتبت مروة محمود إلياس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى الأفلام نجد بعض المجرمين يحاولون صدم أدمغتهم فى الحائط، وتقطيع أجسامهم بالسكين، فقد كان هدفهم اتهام شخص ما أنه ألحق الضرر بهم، هنا قد تجد تفسيرا منطقيا بعض الشىء لهذا الإيذاء المتعمد للنفس من جانبهم.

لكن خلال الآونة الأخيرة أصبح "الكاتينج" - إيذاء النفس - "موضة"، يقوم بها أعضاء "الشلة" الواحدة، فيقوم الشخص بإيذاء نفسه ويجرح ويقطع ويحدث تشريطات فى يديه وجسمه، حتى تنزف دما، لا تندهش، فقد أصبح بعضهم يصورون هذه العمليات ويتبادلون الصور على مواقع التواصل الاجتماعى.

هل صادفت يوما هذا النمط من الأشخاص فى مرحلة ما من حياتك؟! هل رأيت صورا على فيس بوك بالصدفة لشخص يجرح يديه ويتمتع بذلك؟! إذا عليك قراءة السطور التالية.

كاتينج 3
كاتينج

 

"الكاتينج".. جرح الجسم وتقطيع الجلد

"الكاتنيج" CUTTING أو جرح النفس، أو إيذائها كما يطلق عليها الطب هى حالة من مراحل الإيذاء الحاد للنفس، تكشف لك جوانب شخصية اضطرابية تعانى خللا ما ولا تشعر بالراحة النفسية ولا تنعم بدرجة من السلام النفسى البسيط، وحسب موقع "mayoclinic"، فإن أغلب هؤلاء المرضى بهذا النمط المؤذى للنفس يعانون من ندوب دائمة بالجسم، وعلامات ظاهرة على أطرافهم، بل يصل هذا الأمر إلى تشوه أجسادهم بشكل ملحوظ، ويتطلب الأمر للتشخيص عبر أطباء بدنيين وعقليين ومتخصصين فى الصحة العقلية فى كثير من الحالات.

جسد هزيل، أيدى مغطاه، "كم" البلوزة يتدلى حتى أطراف الأصابع، تجلس "ندى" مترددة لا تتعايش بسلام مع جسدها، تعتبره عورة للرائى وتخجل ومطأطأة الرأس والأكتاف، منذ الوهلة الأولى لرؤيتك أيدى ندى تستنج المأساة التى عاشتها بالماضى، فآثار الجروح والتشريط فى اليد عميقة وقديمة، ومع ذلك لم ولن تختفى.

كاتينج 2
كاتينج
 

ندى: آثار الكاتينج لم ولن تندمل وستظل شاهدة على أسوء فترة فى حياتى

تحكى "ندى"، إحدى المرضى، عن تجربتها القاسية مع "الكاتينج"، فتقول "عانيت فى المرحلة الثانوية من اهتزاز فى الشخصية لشدة أمى وصرامتها فى تربيتى، كنت مهزوزة ومكسورة فكنت أقلد صديقاتى بتشريط اليد بالكاتر أو السكين أو الدبابيس، ووصل الأمر حينها لكتابة بعض الكلمات على يدى تقليدا لهم باستخدام الدبوس والكاتر، كنت أنزف ولا يهمنى سوى الانخراط معهم، لكنى بعد أن ابتعدت فى الجامعة عن هذه الشلة، أدركت مدى الجرم الذى فعلته بجسدى، الذى أصبحت عليه آثار لا ولن تندمل أو تذهب أبدا، وأنا نادمة حتى الآن على هذه الفترة من حياتى، لكنى أحاول التصالح مع جسدى وقبول ما أحدثته به قدر الإمكان حتى لا أصاب بالانهيار.

كاتينج
كاتينج

 

عادل: لا أرتاح إلا بعد رؤية الدم يخرج من جراحى

أما "عادل"، أحد المرضى، فيحكى تجربته مع هذا "المرض" على حد وصفه، مؤكدا أنه لا يشعر بالراحة إلا بعد أن يرى الدم متدفقا من جراحة، فلم يعد بجسده مكانا لم يجرحه على حد وصفه، لذا لجأ إلى طبيب نفسى بعد أن أخبرته شريكة حياته بضرورة هذا الإجراء بعد أن اعترف لها بهذا الفعل "المخجل" كما يقول، ويسترسل "عادل" مستشرا بالعلاج موضحا أنه أصبح أقل رغبة فى تقطيع جسمه، وبدأ يشعر بالراحة عند القيام بأمور أخرى وبديلة ومنتجة أكثر فى حياته، كالرياضة فى الجسم.

 

موضة لابد من إيقافها.. والأسرة لابد لها من تدخل

أما عن رأى الطب فى مثل هذه الظاهرة، فيقول الدكتور محمد هانى استشارى الصحة النفسية أن "CUTTING" هو دليل على اضطراب فى الشخصية يحتاج إلى تدخل سريع وعلاج، شخص يعانى ثقة حادة بذاته.

المشكلة تكمن حسب "هانى" فى تلك الموضة التى انتشرت تلك الأيام بأن يقلد الشباب والمراهقون بشكل خاص بعضهم بعضا بجرح الجسم، ويصورونها ويتبادلون الصور على مواقع التواصل الاجتماعى، ما يهدد بخطر تقليدهم من قبل أعداد أخرى من الشباب، لذا لابد من الرقابة الأسرية والمجتمعية.

ويوضح "هانى" أن هذا النمط من الشخصيات المتلذذة فى تعذيب النفس، السيكوباتيين، يعانون من هذه المشكلة خاصة أثناء الانفعال والعصبية، ويحتاجون لعلاج نفسى سريع، والرغبة فى التقليد والعزلة الدائمة للأطفال والمراهقين سبب كبير فى هذه المشكلة.

العلاج
العلاج

 

العلاج بالبعد عن أسباب التى تدفع صاحبها لجرح نفسه

وفى الصدد ذاته، يذكر موقع "mayoclinic" أن هذه الحالات لابد من علاجها بشكل جيد، للتخلص من هذه الرغبة فى تقطيع الجسم، ويساعد كثيرا زيادة الرغبة فى العلاج لدى المريض من سرعة الشفاء، وكذلك تحديد ما إذا كان هذا السلوك يصاحبه اضطراب نفسى كالاكتئاب وغيره، فيكون العلاج قائم على علاج الجزئيتين معا.

وأضاف الموقع المذكور سلفا أن العلاج لمثل هذه الحالات، يتمثل فى تحسين وتعزيز مهاراتهم تجاه مجتمعاتهم ومن حولهم، وكذلك فى كيفية السيطرة على هذا الاضطرابات والبعد عن المشكلات التى تجعل هذا الشخص يقوم بجرح نفسه.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة