أزمات البريكست تتصاعد.. الوزير المكلف بملف الخروج يستقيل اعتراضا على خطط تعاون ما بعد المغادرة.. ديفيس يحتج على "مخالفة إرادة البريطانيين".. وماى تقبل الاستقالة.. وتوقعات بمزيد من الانقسامات

الإثنين، 09 يوليو 2018 11:07 ص
أزمات البريكست تتصاعد.. الوزير المكلف بملف الخروج يستقيل اعتراضا على خطط تعاون ما بعد المغادرة.. ديفيس يحتج على "مخالفة إرادة البريطانيين".. وماى تقبل الاستقالة.. وتوقعات بمزيد من الانقسامات
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد أيام من ضمان رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماى، دعم مجلس الوزراء لخطتها للبريكست أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، التى يصفها منتقدون بأنها "متساهلة"، قدم ديفيد ديفيس، الوزير المسئول عن ملف خروج بلاده من التكتل الأوروبى استقالته من منصبه الوزارى فى الحكومة البريطانية، وهى الاستقالة التى قبلتها "ماى" متقدمة بالشكر للوزير المستقيل عما قدمه طوال فترة عمله فى حكومتها.

ورحب المتحمسون للخروج من الاتحاد الأوروبى باستقالة ديفيس الذى تم تعيينه فى عام 2016 لإدارة ملف مفاوضات لندن مع الاتحاد الأوروبى لوضع اللمسات النهائية الخاصة بالخروج البريطانى، حيث أكد العديد من الساسة البريطانيين المؤيدين للانفصال أن قرار الوزير المستقيل "شجاع".

ديفيس أربك حسابات رئيسة الوزراء قبل يوم حاسم أمام البرلمان

 

وفى خطوة للتأكيد على تأييد ديفيس، تقدم نائبه ستيفن بيكر باستقالته صباح الاثنين، قبل ساعات من جلسة رئيسة الوزراء البريطانية مع البرلمان لمناقشة خطة الخروج .

ونقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن ديفيس قوله إنه لا يريد أن تتنحى تيريزا ماى عن منصبها وأنه يدعمها لكنه يرغب فى الضغط عليها حتى تضع أفضل خطة للخروج، موضحا أنها يجب أن تختار وزيرا للمنصب يؤمن بإستراتيجيتها لأنه لم يكن لينفذها كما ترغب.

وأعتبر ديفيس القيادى فى الحزب المحافظ ، أن الطريق الذى تتبعه الحكومة البريطانية فى ملف الخروج مع عضوية الاتحاد الأوروبى، "لن يوصل إلى ما كان البريطانيون قد صوتوا من أجله"، فى إشارة للاستفتاء الذى تم إجراءه بشأن عملية مغادرة لندن لعضوية الاتحاد الأوروبى.

 

أنصار الخروج يتراجعون مع اقتراب ماى من تنفيذ بنود بريكست

وكتب ديفيس: "فى أحسن الأحوال، سنكون فى موقع ضعيف للتفاوض مع بروكسل"، فى إشارة إلى رفض مؤيدى بريكست الأكثر تشددا ما تخطط له الحكومة من إنشاء منطقة تجارة حرة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بعد انسحابها منه، ووضع سجل مشترك للسلع الصناعية والمنتجات الزراعية.

وأضاف ديفيس فى رسالته التى نشرتها الحكومة: "المصلحة الوطنية تتطلب وجود وزير لـ"بريكست" يؤمن بشدة بنهجكم وليس مجرد جندي متردد"

وقال النائب عن حزب المحافظين، بيتر بون إن ديفيس " فعل الأمر الصواب"، مضيفا أن "مقترحات رئيسة الوزراء للخروج من الاتحاد الأوروبى نظرية فقط وغير مقبولة".

وقال مدير حزب العمال إيان لافرى "إنها فوضى مطلقة، وتيريزا ماى لم تتبق لها سلطة".

مظاهرات سابقة فى لندن للمطالبة بالتراجع عن قرار بريكست

ويتوقع أن تبلغ ماى النواب بأن استراتيجيتها، التى اتفق مجلس الوزراء على تأييدها فى اجتماع فى منزلها الريفى فى تشيكرز الجمعة، هي خطة الخروج الصائبة لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقالت مراسلة صحيفة ديلى إكسبريس سارة أوجرادي وزوجة مستشاره الخاص ستيوارت جاكسون إن "ديفيس قرر أنه لا يستطيع بيع بلاده".

كان أكثر من 100 من قادة الأعمال ومؤسسى الشركات البريطانية انتقدوا محاولات رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماى، لتوحيد حزبها وحكومتها خلف خطة جديدة، لتنظيم الخروج من الاتحاد الأوروبى (بريكست)، واصفين تلك الخطة بأنها "غير عملية"، الأمر الذى يضفى ضغوطا حادة على تلك الخطة.

كما حذر نواب البرلمان المحافظين من المناهضين المتشددين للبقاء داخل الاتحاد الأوروبى من أن خطة ماى الجديدة قد تعنى أن النتيجة ستكون أسوأ من عدم التوصل لاتفاق على الإطلاق مع بروكسل، بحسب صحيفة الأوبزرفر البريطانية.

عجوز بريطانية تحمل لافتة "بريكست خطأ"

وقالت الصحيفة فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى، إن ثمة علامات على عدم إعجاب بروكسل بخطة ماى الجديدة بعد دراسة مبدئية لتلك الخطة، والتى جرى التوصل إليها والموافقة عليها من جانب جميع أعضاء مجلس الوزراء، أمس الأول، فيما وُصف آنذاك بأنه تقدم كبير أحرزته ماى فى سعيها لتوحيد الموقف الحكومى من خطط ما بعد الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.

كانت ماى قد أعلنت  من مقر إقامتها الريفى فى تيشكرز أن فريق وزراءها توصل إلى "موقف جماعي" بشأن المفاوضات مع بروكسل، مشيرة إلى أن بلادها ستسعى إلى الحصول على اتفاق يشبه كثيرا اتفاق السوق المشتركة للبضائع واتفاق بشأن تيسير الرسوم الجمركية، والذى كشفت عنه الحكومة البريطانية، الأسبوع الماضي.

وأفادت تقارير بأن وزير الخارجية البريطانى بوريس جونسون انتقد بشدة أحدث مقترحات رئيسة الوزراء تيريزا ماى بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبى قبل أن يتفق مع زملائه على مساندة حل وسط يوم الجمعة.

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" أن وزير الخارجية، وهو داعم رئيسى لانفصال بريطانيا بشكل حاسم عن الاتحاد الأوروبي، قال إن خطة ماى "المؤيدة للأعمال" هى "روث" يتعين "تجميله" من أجل تسويقه للشعب.

وأدلى جونسون، المعروف بأسلوبه الساخر، بهذه التصريحات خلال محادثات استمرت ثمانى ساعات فى مقر إقامة ماى الريفى، وانتهت بتوقيع أعضاء مجلس الوزراء، بمن فيهم جونسون، على الخطة.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة