قبل ظهور نتيجة الثانوية العامة.. روشتة الطب النفسى حتى لا يتكرر موسم انتحار الطلاب السنوى.. نسيان هاجس كليات القمة والتفكير فى سوق العمل بصورة أوسع.. وضرورة تنبه الأهل لعدم تحمل المراهقين الضغط واللوم الشديد

الأحد، 08 يوليو 2018 05:00 ص
قبل ظهور نتيجة الثانوية العامة.. روشتة الطب النفسى حتى لا يتكرر موسم انتحار الطلاب السنوى.. نسيان هاجس كليات القمة والتفكير فى سوق العمل بصورة أوسع.. وضرورة تنبه الأهل لعدم تحمل المراهقين الضغط واللوم الشديد انتحار طلاب الثانوية العامة
كتب محمد سالمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أيام قليلة تفصلنا عن ظهور نتيجة الثانوية العامة التى تنتظرها كثير من البيوت المصرية بفارغ الصبر لاعتبارها "شهادة" أو مرحلة فارقة فى حياة أبنائهم، وبناءً عليه يترقب الجميع التحاق أبنائه بكليات القمة وعندما يحدث العكس نجد حالات من الحزن العميق والضغط النفسى تتطور فى بعض الأوقات لإقدام الطلاب على الانتحار!.

 

انتحار الطلاب بسبب الثانوية العامة سواء صعوبة الامتحانات أو بسبب النتائج السيئة بات أمرًا شائعًا خلال السنوات الماضية خاصة مع الضغط الذى يمارسه الأهالى على أبنائهم لتحقيق نتائج تتناسب مع أنفقوه من وقت لرعايتهم وكذلك أموال طائلة كتكلفة للدروس الخصوصية، ومن آخر الحالات طالبة بالإسكندرية فى الصف الثالث السنوى ألقت بنفسها من شرفة المنزل فى 3 يونيو الماضى أى أثناء فترة الامتحانات بسبب معاناته من حالة نفسية وعدم قدرتها على استكمال الاختبارات.

 

حالات الانتحار لا تتوقف

وبعد انتحار طالبة الاسكندرية بفترة قليلة، تداولت التقارير الصحفية قصة انتحار طالبة بمركز دمنهور بالبحيرة، إثر تناولها حبوب حفظ الغلال السامة على خلفية مرورها بحالة نفسية سيئة  وصلت إلى حد الانهيار العصبى بسبب صعوبة الامتحانات خاصة مادة الفيزياء.

 

الحالتان السابقتان الإشارة لهما، حدثا خلال موسم الامتحانات، إنما السنوات الماضية شهدت العديد من حالات الانتحار بسبب ظهور النتيجة ومنها على سبيل المثال لا الحصر، فى 12 يوليو الماضى، أقدمت طالبة بالمنيا على الانتحار عبر تناول سم فئران بمنزلها، وذلك بعد حصولها على مجموع 65% فى نتيجة امتحانات الثانوية العامة.

 

وإذا أردنا البحث عن حالات الانتحار لطلاب الثانوية فى السنوات الماضية، سنجد الكثير منها، وبناءً عليه نرصد أهم نصائح الطب النفسى الذى يجب أن يتبعها الجميع سواء طلاب أو أولياء أمور حتى لا تتكرر تلك الحالات المأساوية.

 

روشتة الطب النفسى

الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى، قال إنه يجب تأهيل الأهل فى المقام الأول للتعامل مع نتيجة الثانوية حتى لا تتكرر الحالات المأساوية التى نراها كل عام، لافتًا إلى أن الطلاب هم مراهقين، وعلميًا فى هذه الفترة عندما يتعرض الولد أو الفتاة لضغوط نفسية كبيرة فإنه يفكر بنسبة 80% للانتحار كوسيلة للهرب من المسئولية أو للضغط على الأهل وللأسف تنجح محاولات الانتحار فى بعض الأوقات رغم أنها لم تكن جادة بالأساس.

 

ويضيف استشارى الطب النفسى :"المراهق دائمًا يحتاج للتواصل معه وعدم لومه باستمرار، مثلما نرى من حديث الأمهات مع بناتها الدائم عن تكلفة الدروس الخصوصية التى حصلت عليها، ومع ابنها مثلا عن العقاب والوعيد الذى سيلقاه من والده بعد ظهور النتيجة، والمحصلة النهائية تكون أحيانًا انتحار الطالب أو الطالبة بأى وسيلة من الوسائل المتاحة أمامه".

 

دكتور جمال فرويز 

وحول الطريقة الأمثل للتعامل يقول فرويز: "عندما تتعامل مع شخصية مراهقة فى موقف حصوله على نتيجة سيئة ينبغى أن تقول له أنت لم تحصل على مجموع كبير وتدخل كلية من كليات القمة لكن قادر على التميز فى الكلية التى ستدخلها، وهناك كليات سوق عملها أفضل مليون مرة من لأن البلد لا تحتاج فقط كليات طب وهندسة وصيدلية وإعلام بل تحتاج تخصصات أخرى".

 

وتابع استشارى الطب النفسى حديثه، قائلاً :"كل ما اتمناه من الأهل أنفسهم أن يكونوا مدركين حقيقة هام وهى أن شهادة الثانوية مرحلة مثل أى مرحلة أخرى، وينبغى عليهم دعم أبنائهم بالكورسات لتطوير مهاراتهم فى المجال الذى سيلتحقون به وليس فقط دفعهم من أجل الالتحاق بكليات القمة فالحياة لا تقف عليها كما قلت من قبل لكنى أريد التأكيد على هذه الفكرة".

 

على نفس النهج، سارت الدكتور أسماء عبد العظيم، أخصائى العلاج النفسى والعلاقات الأسرية، قائلة :"أوجه رسالة إلى أولياء الأمور أنهم يجب عليهم العلم بشكل لا شك فيه أن نتيجة الثانوية العامة غير متوقعة وأن أبنائهم فعلوا ما عليهم، لذا يجب تقبل النتيجة أيا كانت"، مضيفة: "الاهتمام المبالغ فيه من الأهل بنتيجة الثانوية العامة يمكن أن يدفع أبنائهم ليؤذون أنفسهم، رغم أن نتيجة الثانوية ليست مقياس للمستقبل هناك مهارات يمكن تنميتها واكتشافها بهم فالحياة ليست طب وهندسية فقط".

 

دكتورة أسماء عبد العظيم 

وتابعت أخصائى العلاج النفسى والعلاقات الأسرية حديثها، قائلة: "على الآباء والأمهات يدركون الاختلاف بين المهن فالعالم ليس كله أطباء وصيادلة ومهندسين، إنما هناك مهن فى غاية التأثير يمكن الاجتهاد فيها والإبداع فيها فجائزة نوبل لا تمنح فقط فى العلوم إنما هناك مجالات أخرى كالأدب وبنفس الكيفية يمكن القول أن هناك مجالات أخرى هامة مثل الرسم أو الموسيقى، وهناك كليات يمكن الالتحاق وتطوير النفس بها ليصبح الشخص أفضل من أن يكون طبيبا ويصبح محور اهتمام"، مضيفًا :"إذا نظر الأهل للموضوع بهذه الطريقة سيتقبلون النتيجة أيا كانت، لن يهمهم التحاق ابنهم بكلية التجارة أو التربية المهم أن ينجح فى اختياره بالنهاية".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة