شنت وسائل إعلام فرنسية هجوما حادا على قوات الشرطة ، بعد حادث مقتل شاب بالرصاص على يدى شرطى الثلاثاء الماضى بمدينة نانت ، الأمر الذى أدى لاندلاع مسيرات ومظاهرات استمرت حتى اليوم تندد باستخدام القوة المفرطة من قبل الشرطة الفرنسية، خاصة بعد تعامل الشرطة بعنف مفرط مع المحتجين ، حسب تقارير وسائل الإعلام الفرنسية
وأعلنت وسائل الإعلام الفرنسية، أن أعمال عنف قد اندلعت فى عدد من أحياء مدينة نانت فى غرب فرنسا، ليل الثلاثاء، إثر مقتل شاب يبلغ من العمر 22 عاما برصاص شرطى أطلق عليه النار بعدما صدم بسيارته شرطيا آخر اثناء محاولته الفرار من حاجز أمنى.
وقال مدير شرطة المدينة جان كريستوف برتران، إنه فى قرابة الساعة الثامنة من مساء الثلاثاء، أوقف عناصر الشرطة سيارة لارتكابها مخالفة، إذ صدم السائق موظفا فى الشرطة، ما أسفر عن إصابته بجروح طفيفة فى ركبتيه "فأطلق أحد زملائه الشرطيين النار وأصاب الشاب الذى مات لسوء الحظ".
وبحسب مصادر أمنية فإن الشاب أصيب فى الشريان السباتى وأعلنت وفاته لدى وصوله إلى المستشفى.
ومن جهته، قال المدعى العام فى نانت بيار سينيس لوكالة فرانس برس، إنه تم فتح تحقيق "لتحديد الظروف التى دفعت الشرطى لاستخدام سلاحه".
استمرار أعمال العنف
وفور شيوع نبأ وفاة الشاب اندلعت أعمال عنف فى عدد من الأحياء فى المدينة، حيث نزل إلى الشوارع شبان مسلحون بقنابل حارقة وأضرموا النيران فى سيارات وأحرقوا جزئيا مركزا تجاريا، بحسب ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.
وعلى إثر الحادث أبدت وسائل الإعلام الفرنسية قلقها البالغ من زيادة وتيرة التعامل العنيف من قبل قوات الشرطة مع المدنيين ، ونشرت عدة صحف فرنسية تقارير تكشف سجل العنف الشرطى مع المواطنين الفرنسيين منذ 2013 وحتى الآن ، حيث أفادت تلك التقارير تعرض عديد من المواطنين لتجاوزات خطيرة منها الضرب والاغتصاب والتعذيب، ومنها واقعة الشاب ثيو الذى تم اغتصابه عن طريق إدخال هراوة فى شرجه مما تسبب له فى تهتكات وإصابات قطعية شديدة، وهى ليست الواقعة الأولى التى يرتكب فيها الأمن الفرنسى هذا العمل، وأن الاعتداء والانتهاك الجنسى بالنسبة لهم منهجاً فى خطواتهم الأولى مع المشتبه بهم.
كما أشارت التقارير الإعلامية إلى واقعة أخرى فى شهر فبراير من عام 2017، تعدى أربعة من ضباط الشرطة الفرنسية على شاب أسود يدعى "ثيو" بعد استيقافه خلال عملية أمنية فى منطقة اولناى سو بوا فى العاصمة باريس، وقام 3 منهم بالتعدى عليه بالضرب المبرح مسببين له إصابات، بينما قام الرابع بالتهجم عليه جنسيا، ووضع هراوته فى شرج المتهم، وهو ما استوجب نقله إلى المستشفى لإصابته بـ"جرح طولى فى القناة الشرجية" و"تمزّق فى العضلة العاصرة"، ويلزم العلاج انقطاعه عن العمل او الحركة لعدة شهور.
اغتصاب شاب
وسلطت وسائل الإعلام الفرنسية الضوء على واقعة الاعتداء على شاب يدعى أليكسندر ويبلغ من عمره 29 عاما فى ضاحية سان دونى، يوم 29 أكتوبر من عام 2015، وتعدى الضابط عليه بالضرب وأدخل هراوته فى شرج الشاب بعد مشادة بينهما رفض الأخير فيها ركوب سيارة الشرطة ، واعتبرت هذه الواقعة دليلا على اتجاه قوات الشرطة لاعتماد العنف فى التعامل مع المواطنين
كما أشارت التقارير إلى واقعة أخرى فى 23 أبريل 2014،حيث ذكرت صحيفة "لوموند"، أن 4 أفراد من شرطة باريس اغتصبوا امرأة كندية تدعى "سوفى أوباديا" تبلغ من العمر 34 عامًا، بعد مرافقتها من ملهى ليلى إلى مقر عملهم بالشرطة القضائية المعروفة بـ"36" ،وبحسب إذاعة "فرانس آنفو" فإن كاميرا مراقبة بالشوارع وبداخل مكاتب الشرطة القضائية نفسها، أوضحت أن السيدة الكندية دخلت مع رجال الشرطة الأربعة لتخرج بعدها وحيدة، متهمة رجال الشرطة باغتصابها، الأمر الذى نفاه المتهمون.
كما سلطت التقارير الإعلامية الضوء على تجاوزات القوات الفرنسية فى الخارج ، حيث أبرزت وثيقة من الأمم المتحدة تثبت اغتصاب ضباط بالجيش الفرنسى لأطفال بجنوب أفريقيا من أجل إعطائهم الأموال أو لجلب الطعام لهم.
وبحسب تقرير الأمم المتحدة فإن هذه الأحداث تمت فى الفترة بين ديسمبر من عام 2013 ويونيو عام 2014 بمطار مبوكو بجنوب إفريقيا، واحتوى على شهادات 6 أطفال تعرضوا لانتهاكات، وقد أعلن النائب العام الفرنسى وقتها فرنسوا مولان، فتح تحقيقات فى هذا الشأن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة