صلاح فضل: معايير نجاح الجوائز الكبرى لا تتوفر فى "نوبل الموازية"

الخميس، 05 يوليو 2018 12:10 ص
صلاح فضل: معايير نجاح الجوائز الكبرى لا تتوفر فى "نوبل الموازية" الدكتور صلاح فضل
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الناقد الكبير الدكتور صلاح فضل، إن معايير نجاح الجوائز الكبرى لا تتوفر فى جائزة نوبل للآداب الموازية، التى أطلقها ما يزيد عن 100 مثقف وفنان وكاتب فى السويد، احتجاجا على حجب الأكاديمية السويدية للجائزة لعامى 2018 و2019 بعد الفضيحة الجنسية التى هزت أركان الأكاديمية.
 
وقال الناقد الدكتور صلاح فضل، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" هذه مبادرة تشف عن وعى عميق من الكتاب السويديين وإحساس بالمسئولية التاريخية تجاه الأدب العالمى، ورغبة فى أن يستمر اسم وطنهم عاليا يقرر هو من الذى يوضع على القمة فى الإبداع الإنسانى فى كل عام.
 
وأضاف صلاح فضل: ربما تكون قوة الدفع التى اكتسبتها جائزة نوبل والرصيد الضخم لها، من المصداقية فى معظم الأحيان هى الدافع الحقيقة وراء هذه المبادرة، ولكن لا أحسب أنها يمكن أن تنجح كجائزة موازية لجائزة نوبل للآداب، لأنه لا تقف ورائها مؤسسة ذات تقاليد عريقة ولا نعرف إن كان الرصيد المادى الذى يعتمدون عليه كافيا لتغطية هذا الطموح الفائق، وفى تقديرى أن الجوائز بحاجة إلى ثلاثة عناصر جوهرية لكى تحقق نجاحا مرموقا.
 
وأضح صلاح فضل أن العنصر الأول هو أن تكون ذات طابع إنسانى، برئ من العنصرية، والتحيز، والغلو، وأن تستهدف رفع منظومة القيم المؤسسة للثقافة البشرية، وقد أوجزها اليونان فى ثلاثة قيم، هى: الحق والخير والجمال، وضمت إليها الثورة الفرنسية الحرية والعدل والمساواة، وامتصتها الحضارة المعاصرة لتضيف العلم والتنوع الثقافى، واحترام الاختلاف.
 
وأشار صلاح فضل إلى أنه من الممكن أن تتوفر منظمة القيم هذه فى المبادرة الجديدة لجائزة نوبل للآداب، لكن الضلع الثانى، وهو دقة وعدالة ونزاهة التحكيم، وكفاءة معايير التفاضل، لا يمكن أن تكون متوفرة بالنوايا فحسب، ولكن لا بد من اختبارها عند التطبيق، وكثير من الجوائز لا تقوى على بناء قيمتها إذ لا تظفر بهذا المستوى من النزاهة والكفاءة والدقة فى المعايير التى تعتمد عليها فى التحكيم.
 
أما عن الضلع الثالث، فقال صلاح فضل: لا أستطيع القول بأنه يتوفر فى المبادرة السويدية لأنه لا يتم البرهنة عليه، سوى بالتجربة العملية، وهو اكتساب الثقة من أبناء الثقافات المختلفة، وتقدم المستحقين للترشح عبر هيئات جديرة بتحمل مسئولية هذا الترشح وهذا الجانب أيضًا لا يتوفر فى أية مبادرة جديدة لأنه يصنع تدريجيا ويبنى بمرور الأعوام، وبالتالى فى تقديرى أن نسية نجاح هذه المبادرة واحتمال تبوؤها مكانة موازية لجائزة نوبل للآداب فى بدايتها لا يزيد عن 30%.
 
وختم صلاح فضل رأيه قائلا: ما أود أن ألتفت النظر إليه، هو حاجتنا الماسة فى الثقافة العربية، لمثل هذا الطموح الإنسانى والمعرفى والجمالى، وكان سيصبح من دواعى بهجتى الحقيقة أن تكون أسماء المبدعين المائة من صفوف أبناء الثقافة العربية.








الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة