سليمان شفيق

رحلة العائلة المقدسة وعودة أسيوط للسياحة العالمية

الثلاثاء، 31 يوليو 2018 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كتبت من قبل بـ«اليوم السابع» ثلاثة مقالات، الأول كان بعنوان: «طريق العائلة المقدسة مهمة دولية بقيادة مصرية» طالبت فيه أن تعقد مصر مؤتمرا دوليا من أجل رحلة العائلة المقدسة مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والفاتيكان واليونسكو، وتدعو له الدول المعنية بالرحلة، مثلما فعلت مع معبد فيلا 1960، وفى المقال الثانى: «طريق العائلة المقدسة حماس ينتظر التنفيذ» أكدت بالأرقام والإحصائيات أن السياحة الدينية المسيحية يتحرك لها سنويا 100 مليون سائح وليس كما يرى بعض خبراء السياحة أنها ليست مربحة، ثم المقال الثالث: «رحلة العائلة المقدسة وعودة المنيا للخريطة السياحية» وطرحنا فيه كيف أن المنيا بها كل العصور الأثرية ولكنها منذ تسعينيات القرن الماضى ليست على الخريطة السياحية!!!
 
المقال الرابع نكتبه عن أسيوط التى تضم أهم المناطق التى توقفت بها العائلة المقدسة القوصية- دير المحرق، وجلست فيها العائلة 190 يوما، وبها مثل المنيا كل العصور الأثرية، ولكنها منذ تسعينيات القرن الماضى ليست على الخريطة السياحية.
 
قبل أن نتوقف أمام أسيوط نذكر بأن هناك كثيرين يحاولون العمل من أجل رحلة العائلة المقدسة من منظور سياحى وبلا رؤية أو دراسات علمية عن كيفية إزالة المعوقات التى تعوق التقدم فى هذا المسار، لأن هذا الضجيج بلا طحن، لفت نظر النائب مجدى ملك، فتقدم بطلب إحاطة الشهر الماضى، بشأن عدم اتخاذ خطوات جادة وعاجلة نحو تطوير الأماكن والمعالم الأثرية لرحلة العائلة المقدسة ببعض المحافظات خاصة المنيا وأسيوط، وما يترتب على ذلك من آثار سلبية لعدم استغلال الدفعة القوية، والجهود التى بذلت لتفعيل الحج إلى هذه المناطق. وبناء على هذا الطلب استدعت لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب ممثلين لوزارات الثقافة والآثار والسياحة والتنمية المحلية والمالية، للوقوف على الخطوات التى اتخذتها الحكومة بشأن مسار رحلة العائلة المقدسة ببعض المحافظات، فضلًا عن رؤية الوزراء تجاه دعم قطاع السياحة والاقتصاد المصرى، وقال النائب أسامة هيكل، رئيس اللجنة، فى اجتماعها: «إن اللجنة لا تشعر بجدية الحكومة تجاه تسويق مسار العائلة المقدسة بالشكل المطلوب، ومن ثم توصى بتشكيل لجنة وزارية يرأسها رئيس الحكومة لوضع خطة زمنية فى هذا الصدد».
 
نتوقف أمام أسيوط المحافظة الأهم فى المسار، وقدماء المصريين قد أقاموا مدينة أسيوط على نهر النيل وكان اسمها فى ذلك الوقت سيوط، وهو مشتق من كلمة «سأوت»، وتعنى الحارس باللغة المصرية القديمة، وقد أضاف العرب إلى الاسم حرف الألف فأصبحت أسيوط وهكذا احتفظت أسيوط باسمها كما احتفظت بمكانتها كعاصمة عبر العصور، فكانت فى عهد الفراعنة قاعدة للإقليم الـ13 وكان يسكنها نائب الملك، وفى عهد الإغريق قسمت مصر إلى الدلتا ومصر الوسطى ومصر العليا، وكانت أسيوط عاصمة أحد هذه الأقسام، كما كانت عاصمة للقسم الشمالى فى عهد الرومان، وفى عهد محمد على قسمت مصر إلى سبع ولايات إحداها تضم جرجا وأسيوط وسميت نصف أول وجه قبلى وعاصمتها أسيوط.
 
تضم أسيوط، آثارا من مختلف العصور، سواء من العصر الفرعونى أو الرومانى والقبطى والإسلامى: ومنها حضارة دير تاسا، حضارة البدارى، وأثار مير- آثار قصير العمارنة- آثار جبل أسيوط الغربى- آثار دير ريفا- آثار شطب- لوحات حدود مدينة إخناتون- آثار كوم دارا بعرب العمايم- آثار الهمامية- آثار عزبة يوسف- آثار دير الجبراوى- آثار عرب العطيات- آثار المعابدة.
 
من العصر القبطى: دير المحرق بالقوصية- دير العذراء بجبل أسيوط الغربى- دير الأنبا صرابامون بديروط الشريف- دير الشهيد مارمينا «الشهير بالدير المعلق» بأبنوب- دير الأنبا تواضروس المشرقى بصنبو- دير السيدة العذراء بدير الجنادلة- دير الأنبا تادرس الشطبى بمنفلوط.
 
ومن العصر الإسلامى: الوكايل بمدينة أسيوط- حمام ثابت بمدينة أسيوط- قنطرة المجذوب بمدينة أسيوط- جبانة المجذوب بمدينة أسيوط- المعهد الدينى «معهد فؤاد الأول» بمدينة أسيوط- مسجد المجاهدين بمدينة أسيوط- مسجد جلال الدين السيوطى بمدينة أسيوط- مسجد أبوالعيون بدشلوط- ديروط.
 
رغم ذلك لا يوجد فى أسيوط أى فندق مؤهل سواء خمسة أو أربعة أو حتى ثلاثة نجوم، وجميع الطرق إلى الأماكن الأثرية تحتاج إلى تأهيل، وما يخص دير المحرق لا توجد بالقوصية فنادق مؤهلة لاستقبال السياح من مختلف الدول، مع احترامى للأماكن التى تستقبل الزوار المصريين مسلمين وأقباطا، والذين يصلون للملايين ولكنهم يقطنون أماكن ديرية لا تصلح لاستقبال غير المصريين، كما لا يوجد مرسى على النيل فى أقرب مكان لدير المحرق على النيل، رغم أن القوصية مدينة «كوزموبوليتان» ولكن رؤوس أموالهم لم يتم جذبها للاستثمار فى هذا المجال.
 
كل تلك التحديات ليست على الخريطة للمؤسسات العلمية بجامعة أسيوط سواء كلية السياحة أو قسم الآثار بكلية الآداب، ويتوقف العمل فقط على إمكانيات الدير للإعداد للمولد، ويتم التعامل معه أمنيا واقتصاديا، هكذا نحن أمام عقبات تواجه أهم مكانين توقفت بهما العائلة المقدسة «دير العذراء بجبل الطير بالمنيا ودير المحرق بأسيوط» وتتبلور فى: أولا: عدم وجودهما على الخريطة السياحية منذ تسعينيات القرن الماضى. ثانيا: عدم تأهل البيئة المحيطة بالأماكن السياحية سواء طرق أو فنادق أو مرشدين سياحيين.. إلخ. ثالثا: عدم إدراك الرؤية التى تؤهل إدراك الفرق بين المولد والسياحة الخارجية. ناهيك عن أن الإمكانيات المتوفرة للمحافظتين على صعيد الإدارة المحلية والسياحة غير مؤهلة نتيجة عدم توفر الإمكانيات.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة