مها حسن: لم أستطع إغفال الحرب السورية والأكراد فى رواية "حى الدهشة"

الثلاثاء، 31 يوليو 2018 10:00 م
مها حسن: لم أستطع إغفال الحرب السورية والأكراد فى رواية "حى الدهشة" الكاتبة السورية مها حسن
حاورها بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حى الدهشة.. رواية للكاتبة السورية مها حسن، صدرت عن دار سرد للنشر، وهى الرواية الحادية عشرة فى مسيرتها الإبداعية، وفى حى الدهشة تصطحب مها حسن القارئ إلى أجواء الحارة السورية قبل اندلاع الحرب فى سوريا.

ما بين ذكريات الطفولة، والحب، والأحلام، والقتل بالنية، تتلاعب مها حسن بقلب القارئ كما تتلاعب بأسماء العديد من الروايات التى تجعل منها عناوين للفصول والأحداث الروائية فى "حى الدهشة" مثل "الجريمة والعقاب"، "أولاد حارتنا" وغيرهم.

تغزل مها حسن حكاياتها على مهل بين الحقول والحارة ولهيب الصراعات الإنسانية المعلنة منها وما تحاك من غيرة وحقد فى نفوس البشر الضعيفة، لتضعه أمام حروف ترسم له صورة مشهدية ليوميات الحارة السورية حتى اندلاع الحرب.

حول رواية "حى الدهشة" كان لـ"اليوم السابع" هذا الحوار مع الكاتبة مها حسن:

رواية حى الدهشة للكاتبة مها حسن
 

 

فى البداية.. لماذا حى الدهشة تحديدًا دونًا عن الأحياء الأخرى فى سوريا؟

حى الدهشة هو عينة عشوائية تعبر عن الكثير من الأحياء الشعبية فى حلب، المدينة التى ولدت فيها.

بين "حى الدهشة" و"أولاد حارتنا".. هل سعيت لكتابة الحارة السورية؟

لا أعتقد أننى فعلت هذا، رغم أن بداخلى توق كبير لفعل هذا الفعل الموازى. هناك بعض البذور من حارات القاهرة روائيًا، وربما سأكتب ذات يوم عملى الكامل، ضمن حالة الحارة الحلبية.

تتجلى فى رواية "حى الدهشة" الصورة المشهدية فهل تلقيت أية عروض لتحويلها إلى مسلسل؟

أبدًا.. حظوظ الرواية قليلة فى الدراما. غالبًا يتجه صناع الشاشة إلى سيناريوهات مكتوبة خصيصًا للتليفزيون أو السينما. أتمنى بالتأكيد، خاصة أننى تلقيت الكثير من الآراء التى رأت فى الرواية جسرًا بين الأدب المقروء والمرئى، وأنا أميل كثيرًا إلى تتبع الأعمال الدرامية المأخوذة من روايات، سواء من الأدب الأجنبى، كأعمال ديستويفسكى مثلاً التى تم اقتباسها فى مسلسلات عربية، أو من الأدب العربى، كأعمال طه حسين ونجيب محفوظ وغيرها من روايات.

قلت إن "حى الدهشة" تبتعد بك عن أجواء عن الحرب ولكننا وجدنا العكس فى نهاية الرواية؟

ليس من السهل على أى كاتب سورى اليوم، العبور بأمان من منعطف العنف والحرب. نعم أجواء الرواية بعيدة عن الحرب، فقط دخلت الحرب فى النهاية، وكان لا بد من ذلك، لرد بعض الاعتبار لشخوص روايتى، سواء فى حى الدهشة، أو فى أحياء أخرى فى سوريا، للتأكيد على حجم الخسارات التى طالت البشر والحجر والذكريات والحكايات الجميلة أو حتى المؤلمة، والتى هى كلها جزء من حياتنا التى تحطمت.

من أين جاءتك فكرة استخدام أسماء الروايات كعناوين فرعية فى روايتك؟

لا يمكننى الإجابة على هذا السؤال، هنا تكمن أسرار الكتابة أحيانًا، التى أنا أيضًا أتلقاها كأننى أستقبل هدية من مجهول. هى كيمياء الكتابة، التى تمر بحالات طويلة من الاختمار والتفاعلات، حتى تأتى بقوانينها الخاصة بها.

إذا أخبرتك بأن أحد الأصدقاء قرأ فصلا من الرواية وتحديدا "أولاد حارتنا" فاعتقد أن الكتاب مجموعة قصصية متماسكة وليس رواية؟

سأعتبر هذا الكلام بمثابة إطراء لا العكس. العمل عبارة عن وحدات يمكن فصلها ربما، ويمكن أيضاً التلاعب بترتيب تسلسل ورودها فى الرواية. هذا ناجم عن التكنيك نفسه فى داخل النص. علمًا أننى أتوق دائماً إلى كتابة منفلتة من التأطير، بمعنى أننى أميل لخلط الأنواع الكتابية، أحب دائمًا اللهو مع القارئ الذى يتابعنى، لأكسر توقعاته، ولا أسمح لنفسى، بتقديم أسلوب واحد يجعل القارئ عبره يكتشفنى، فيسأمنى.

ما هى حقيقة رسالة الناشر المرفقة فى نهاية الرواية؟ وهل يمكن اعتبارها بمثابة رسالة موجهة للنقاد؟

أعتقد أنها تعبير عن العقل الصارم، النمطى، المؤدلج داخل مدارس أدبية، خالية من الروح، لهذا جعلت درية، كاتبة الرواية، لا تعبأ برد الناشر، وتترك روايتها كما هى.

بين فصول الرواية ثمة تعريج على ثقافة الأكراد؟

هذا موجود فى أغلب رواياتى، التى أحرص دائمًا على أن تعبر عن تعدد الأصوات فى المجتمع، وكان لابد أيضًا رد الاعتبار، والاعتراف بأدب مجهول إلى حد ما، فى المشهد الثقافى العربى، الأدب الكردى ذى المنابع المتعددة. توقفى مثلا لدى يشار كمال، هو محاولة خفيفة للتذكير بكتاب كبار، من عدة انتماءات.

النية بالقتل.. هل بُنيت الرواية على هذه الفكرة أم ماذا؟

كان العنوان الأول للعمل، حين بدأت بالاشتغال عليه: النوايا القاتلة. نعم، هذه تكاد التيمة الرئيسية المتعلقة بالمضمون الفكرى للعمل، الذى استند على شكل جديد، هو عناوين الفصول.

وهل ثمة تقارب بين مها حسن ودرية شريف والدكتورة هند فى رواية "حى الدهشة"؟

لا أعتقد. لكن درية تشبه كثير من صديقاتى فى الطفولة، اللواتى تركتهن هناك، فى أحياء قديمة، حرمن من متابعة تعليمهن. هذه الرواية أيضًا هى صك وفاء لفتيات سرقت الحياة أحلامهن.

لقد جعلتُ درية تنجو من شرك الزواج القسرى المرتب عائليًا، لآخذها إلى لندن وعالم الدراسة والكتابة، كأننى أنتقم بطريقة هادئة من مصائر صديقاتى اللواتى أجبرن على التخلى عن أحلامهن، والتحول إلى زوجات وأمهات، يفتقدن دائماً لصورهن القديمة، التى محاها الزمن والعائلة والأزواج.

حلب فوق نهر التايمز.. هل هو عنوان روايتك المقبلة؟

هناك مشاريع كثيرة، لا أعرف بعد أية رواية ستكون هى المقبلة.

إضاءة

جدير بالذكر أن مها حسن، روائية سورية مقيمة فى فرنسا، صدر لها: "اللامتناهى - سيرة الآخر" سنة 1995 سوريا، "لوحة الغلاف" سنة 2000 سوريا، وطبعة ثانية فى القاهرة سنة 2016 بعنوان "ذيول الخيبة".

كما صدر لها "تراتيل العدم"، "حبل سرى"، "نفق الوجود" "بنات البرارى" دار الريس للنشر بيروت، "الراويات"، "مترو حلب" دار التنوير بيروت، وصلت روايتاها "حبل سرى" و"الروايات"، إلى اللائحة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية بوكر.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة