تواصل مصر دورها المحورى فى حل الصراعات التى تعصف بالعديد من البلدان العربية وخاصة فى سوريا التى تعمل مصر على إطفاء الحريق الملتهب فى المدن السورية التى تعانى من الخراب والدمار الذى يعصف بالبلاد منذ عدة سنوات، وسط صراعات دولية تجرى على الجسد السورى المنهك.
وكثفت مصر من تحركاتها خلال الأسابيع القليلة الماضية لنزع فتيل الأزمة فى منطقة الساحل السورى، واستكمالا للجهود التى قادتها القاهرة فى تهدئة الأوضاع فى سوريا، وقع عدد من فصائل المعارضة السورية المسلحة فى شمال وشرق سوريا، اتفاقا لوقف إطلاق النار فى القاهرة برعاية مصرية، وبضمانة روسيا الاتحادية، وبوساطة من جانب رئيس تيار الغد السورى أحمد الجربا، حيث شمل الاتفاق المشاركة فى جهود مكافحة الإرهاب والعمل على الوصول إلى تسوية سياسية للأزمة السورية، وعودة اللاجئين والنازحين لمناطقهم والإفراج عن المعتقلين.
الحرب فى سوريا
يأتى هذا الإجراء عقب أسبوعين فقط من توقيع عدد من فصائل المعارضة المسلحة فى الساحل السورى على اتفاقيات مماثلة فى القاهرة، وذلك فى إطار الدور الذى تلعبه مصر لحقن دماء الشعب السورى وإنهاء حالة عدم الاستقرار بالدولة السورية، وبما يسهم فى التوصل لتسوية سياسية، شاملة للأزمة خلال المرحلة القادمة، لاسيما مع سابق توقيع العديد من اتفاقيات الهدنة خلال العام الماضى برعاية القاهرة.
بوتين
وفى هذا الإطار، أكدت فصائل المعارضة السورية أن مصر هى قلعة العروبة والمخولة بإنهاء الأزمة فى سوريا خاصة مع عدم تورطها فى النزاع المسلح بها وعدم انحيازها لأى طرف من أطراف الصراع.
ووجه قادة فصائل المعارضة السورية فى ختام مشاركتهم فى اجتماعات القاهرة، شكرهم العميق للرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية للجهود التى يبذلها لحل الأزمة السورية ورفع المعاناة عن أبناء الشعب السورى.
الجهود المصرية لوقف نزيف الدم السورى لم تتوقف يوما وتأتى فى إطار تحركات نشطة ومستمرة تقودها مؤسسات الدولة المصرية، خاصة جهاز المخابرات العامة لوقف نزيف الدم السورى، والدفع نحو الحل السياسى للأزمة السورية وذلك دعما للقرارات الأممية الصادرة بالخصوص، كان تيار الغد السورى قد أعلن منذ أشهر توقيع اتفاقية هدنة فى الغوطة الشرقية بوساطة مصرية.
يذكر أن مصر قد نجحت بالتعاون مع روسيا فى التوصل لاتفاق هدنة بريف حمص الشمالى بوسط سوريا، حيث شكل هذا الاتفاق نجاحا مصريا جديدا بعد توقيع اتفاق الهدنة فى منطقة الغوطة الشرقية بدمشق، وذلك حرصا من الرئيس عبد الفتاح السيسى على وقف إراقة الدماء فى سوريا وبذل كل جهد ممكن للحفاظ على حياة السوريين.
بشار الأسد
ونجحت مصر فى 12 أكتوبر الماضى، فى التوصل لاتفاق لخفض التصعيد فى حى القدم جنوب العاصمة السورية دمشق، وقال مسئول الهيئة السياسية فى جيش الإسلام السورى محمد علوش، إنه تم التوافق على عقد اتفاق جديد لخفض التصعيد فى منطقة جديدة مهددة بالتهجير القسرى جنوب العاصمة السورية دمشق، وتحديدا فى حى القدم.
وتدعم مصر تفعيل العملية السياسية فى سوريا بشكل كامل وتعمل على اقناع كافة الأطراف بضرورة التوجه نحو الحل السلمى للأزمة، مشددة على ضرورة دعم تطلعات الشعب السورى فى الحرية والديمقراطية، رافضة الصراعات التى تقوم بها بعض الدول الإقليمية والدولية على الكعكة السورية.
وأكدت مصر دوما على دعمها وحدة وسيادة الأراضى السورية ودعم تطلعات الشعب السورى، معربة عن رفضها لأى مشاريع لتقسيم سوريا أو لأى تدخل إقليمى يهدف لتحقيق مصالح شخصية أو أجندة بعينها على حساب دماء الشعب السورى، داعية كافة الميليشيات الأجنبية التى تقاتل فى سوريا للانسحاب بشكل فورى كخطوة أولى للقضاء على الجماعات الإرهابية والدفع نحو الحل السياسى فى سوريا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة