سيطرة فكرية ولا حنين عثمانى؟.. تركيا تغزو سوريا بـ الكتاتيب

السبت، 28 يوليو 2018 09:00 م
سيطرة فكرية ولا حنين عثمانى؟.. تركيا تغزو سوريا بـ الكتاتيب الكتاتيب تعود لسوريا
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كبار السن يعرفون "الكُتّاب" ويعرفون كيف كانت حالة الكتاتيب وكيف كان نوع التعليم الذى تقدمه، وربما بعضهم تكونت ثقافته التعليمية كلها من إحدى هذه الكتاتيب، وكانت هى مدرسته "فك الخط"، لكن مع مرور الزمن وتطور العلمية التعليمية والثقافية اندثرت تلك الكتاتيب، وأصبح وجودها مقتصرا على المدن الريفية، من أجل تحفيظ الأطفال الصغار القرآن يوم الجمعة.
 
 
ومؤخرا بدأت الكتاتيب تظهر بكثرة من جديد فى سوريا، بعدما انتشر عدد كبير من الحلقات الدينية تحمل اسم "الكتاب" فى عدد من المساجد السورية، وذلك دعم من الوقف التركى، تشرف عليها مكاتب الإفتاء فى كل مدينة من مناطق الريف الشمالى.
 
أطفال سوريا من المدارس إلى الكتاتيب
أطفال سوريا من المدارس إلى الكتاتيب
 
والكُتّاب بدأ ظهوره فى عهد الدولة الإسلامية منذ العصر الأموى وانتشر بشكل كبير فى العصر العثمانى، والذى اهتم به اهتماما واسعا، واقتصرت آنذاك على بعض المساجد لقلتها، وكانت هى المراكز الوحيدة فى تعليم اللغة العربية، ثم بنت الدولة العثمانية المدارس فى المدن الكبرى فقط، وتكشف وثائق تركية كيف كان يتبرع الأهالى بالأماكن من عمل الكتاتيب، وظلت موجودة بكثرة حتى سقطت دولة العثمانية وأسس مصطفى كمال أتاتورك الدولة التركية الحديثة.
 
لكن بعد أكثر من 94 عاما على سقوط دولة العثمانيين، وتأسيس دولة تركيا، وتوالى الحكومات عليها، حتى وصلت إلى حكومة أردوغان، ذات المرجعية الإسلامية المحافظة والمؤيدة لأفكار جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية عادت الكتاتيب، فما الهدف الذى ترغب فيه تركيا من إعادة مثل هذه الكتاتيب؟ وما هى الأفكار التى تستهدف تقدمها تركيا للأطفال فى شمال سوريا؟
 
أطفال سوريون
أطفال سوريون
 
فى البداية فإن أغلب هذه الكتاتيب تخضع لإشراف كامل من وقف الديانة التركى، حيث يدعم هذه المراكز التى تقام فى مساجد منطقة درع الفرات، ليشرف عليها بشكل مباشر عن طريق مكاتب الإفتاء فى كل مدينة أو منطقة.
 
وبحسب تصريحات يبرزها موقع "عربى بوست"، لمدير مكتب المراقبة والتقييم فى دار الإفتاء بمدينة مارع، الشيخ على الخطيب: "بدأت العمل فى الكتاب منذ عام وأكثر، وفكرة وجود هذه الحلقات قديمة، قبل إشراف تركيا عليها، ولكنّ وقف الديانة التركى أعطاها أهمية كبيرة نتيجة التعليم الذى تقدمه".
 
ويعد الكتّاب الآن أحد المراكز التعليمية المستمرة فى العُطل الصيفية للمدارس الرسمية العامة، كما كان يحظى سابقاً بإشراف هيئات إسلامية سورية عدة، من بينها رابطة العلماء السوريين، وهيئة الشام الإسلامية، ومجمع سلطان العلماء، ومؤسسة نور، إضافة إلى مؤسسة جيل القرآن.
 
أحد الكتاتيب
أحد الكتاتيب
 
ويوضح "الخطيب": أن المنهاج الذى يدرس فى حلقات القرآن "الكُّتاب" يعتمد على عدة كتب؛ منها "فتح الرحمن فى تعليم لغة القرآن"، لتعلم مبادئ قراءة القرآن، ثم ينتقل المتعلم إلى عدة مراحل الأولى "السفَرة" لإتقان تلاوة القرآن على الحاضر، يتأهل بعدها لـ "إجازة ضبط"، وآخر مرحلة "الماهر" وهى إجازة فى تلاوة القرآن غيبا، ويشمل المنهج الدراسى عدة كتيبات منها كتاب "إتقان دينى"، وكتاب فى العقيدة يسمى "عقيدتنا"، والأخلاق يدعى "أخلاقنا"، والسيرة، وكتيب "إسلامنا"، وعلاوة على ذلك يدرس كتاب الفقه المنهجى للإمام الشافعى، وذلك نظراً إلى مذهب المنطقة بشكل عام.
 
ويبدو أنه بخروج داعش وتركيز الجيش السورى فى القضاء على المعاقل الإرهابية المتبقية هناك أن الساحة السورية مفتوحة أمام التدخلات الأخرى، ويبدو أن المزاج السياسى تغلب على تلك الحلقات، فغير تركيا، انتشرت خلال الشهور المنقضية، صورا لحُسينيات شيعية تتلقى تمويلاً إيرانياً تعلم الأطفال الفقه الشيعى، وخاصة فى مدينة حلب، وغيرها من مراكز المدن الكبيرة التى تستوعب أعداداً هائلة من السوريين، فكيف ترى أطفال سوريا المستقبل، وكيف سيكون توجهاته؟









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة