"البيئة" تكشف غموض زيادة أعداد الثعابين بالوجه البحرى وتؤكد: الزحف العمرانى والخلل البيئى السبب.. استخدام البيض المسموم والتدخل بعشوائية يقود لظواهر بيئية أكثر خطورة.. ونحاول تخفيض أعدادها وليس القضاء عليها

الجمعة، 27 يوليو 2018 07:16 ص
"البيئة" تكشف غموض زيادة أعداد الثعابين بالوجه البحرى وتؤكد: الزحف العمرانى والخلل البيئى السبب.. استخدام البيض المسموم والتدخل بعشوائية يقود لظواهر بيئية أكثر خطورة.. ونحاول تخفيض أعدادها وليس القضاء عليها انتشار الثعابين بالوجه البحرى مشكلة كبيرة - أرشيفية
كتبت آية دعبس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

×× أكثر من 95% من الزواحف فى بداية حياتها تموت بسبب الافتراس الطبيعى

×× ظاهرة دخول الثعابين بالقرب من المناطق السكنية حدثت فى أغلب دول العالم كأمريكا واستراليا وسنغافور وماليزيا

قال الدكتور محمد سالم مدير الإدارة المركزية للتنوع البيولوجى بوزارة البيئة، إن ظاهرة دخول الثعابين بالقرب من المناطق السكنية لم تشهدها مصر وحدها، بل حدثت فى أغلب دول العالم التى تتشابه طبيعة بيئها مع البيئة المصرية، كأمريكا واستراليا وسنغافورا وماليزيا، حيث يظهر أعداد كبيرة من الثعابين بشكل غير معتاد بالقرب من التجمعات السكانية، والتى يتم التعامل معها على مستوى العالم بطرق معروفة وثابتة، مؤكدا أنه جار حاليا التنسيق مع كافة الجهات المعنية بالمشكلة، خاصة أن جهاز شئون البيئة جهاز تنسيقى وليس تنفيذى، لوضع رؤى مشتركة للتعامل مع المشكلة.
 
 

المشكلة تعود إلى عشرات السنوات

وأضاف سالم، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن أسباب المشكلة فى مصر، لن تبتعد عن عدة احتمالات محددة، أولها: أن الثعابين التى ظهرت أعمارها كبيرة نسبيا، قد يصل إلى 10 سنوات، فثعابين الكوبرا التى تصل أطوالها إلى متر ونصف، ليست وليدة اليومين الماضيين، لكن ذلك يعنى أنه أمر حدث منذ 10 سنوات، ونتيجة حدوثه، ظهرت تلك الظاهرة الآن، وبالتالى لابد من الوقوف على ما حدث قبل تلك الفترة، دفع تلك الكائنات تظهر فى الوقت الحالى، كما أن أحد أهم الأسباب المتوقعة، هو البناء والزحف العمرانى العشوائى، وإقامة منشآت بمناطق لم يكن بها مبان أو عمران قبل ذلك، مما يعنى أن الثعبان لم يخرج من بيئته، لكن المواطنين هم من اقتربوا من بيئة الثعابين الطبيعية.
 
 

خلل بالمفترسات ساهم فى ظهور الثعابين بأعداد غير مسبوقة

وتابع: أما الاحتمال الثانى، فهو أن المفترسات الطبيعية للثعابين، بسبب الزحف العمرانى قد تكون تأثرت أيضا، فهناك عددا من الكائنات المعروف عنها التغذية على تلك الثعابين فى المراحل الأولية من حياتها، وطالما تم التأثير على عملية الافتراس ومعدلات الافتراس على هذه الكائنات فى بداية حياتها، لابد من توقع تلك النتيجة، حيث أن أكثر من 95% من الزواحف فى بداية حياتها تموت بسبب الافتراس الطبيعى، وهى علاقة خلقها الله بين الكائنات وبعضها، وما يتبقى منها تكون أعداد محدودة تتناسب مع قدرة البيئة لاستيعابها، لكن عند حدوث خلل فى عملية افتراس لهذا الكائن فى بداية حياته، لابد أن يؤدى ذلك إلى انتاج أعداد أكبر من الطبيعى عند وصوله لمرحلة النضوج التى نشهدها حاليا، وبالتالى لابد من إعادة بحث تلك المشكلة واستكشاف، إلى أى مدى تم التأثير على الكائنات التى تضم الكثير من الثدييات والطيور الجارحة التى تتغذى على الثعابين فى بداية عمرها بشكل أو بآخر.
 

البيض المسموم يفاقم الأزمة

وحول طرق مواجهة الثعابين بالبيض المسموم، قال: وفق الأراء البيئية، فإن استخدام سموم للقضاء على تلك الكائنات يتنافى مع الأسس التى يتعامل بها كل دول العالم مع تلك الظاهرة، لأنه من الممكن مثلما سممنا الحيوان المستهدف، أن يتسمم حيوان آخر على ذلك الحيوان عقب نفوقه، وبالتالى من الممكن أن يتم القضاء على حيوانات أخرى لا علاقة بها بالأمر، ويؤدى ذلك إلى تفاقم الأزمة وليس حلها، وكل دول العالم لديها سياسة مختلفة للتعامل مع تلك المشكلة، منها الجمع اليدوى من خلال الخبراء والمتخصيين فى التعامل مع تلك النوعية من الكائنات، واستخدام مصائد مصممة خصيصا لتلك الأمور، حيث يتم وضع طعوم حية بها، وبالتالى من الممكن أن يتم الإمساك بها وتجميعها حية، والاستفادة منها فى المجال الطبى كصناعة أمصال ضد السموم، أو إعادة توطينها فى الأماكن الطبيعية لها، والتى قد تكون تأثرت بشكل أو بآخر بعد تركها لبيئتها، أو غيرها من المجالات.
 

إعادة إدارة أعداد الثعابين للحفاظ على البيئة

واستطرد: لا نستهدف القضاء على الثعابين، ونحاول إعادة إدارة المخزون من الثعابين وأعدادها، وتخفيضها للمستويات التى يمكن للبيئة أن تستوعبها، لكن التدخل ليس للقضاء عليها، خاصة أن ذلك قد يؤدى إلى ظاهرة بيئية واقتصادية أكثر خطورة مما قد نكون بصدده الآن، مؤكدا أن وزارة البيئة مازالت تعمل على دراسة تلك الظاهرة، مشيرا إلى أنها ستحتاج إلى وقت كاف، لإصدار نتائج، لافتا إلى أنه جار مقارنة المشكلة فى مصر بما حدث بدول العالم التى تعرضت لتلك النوعيات من الظواهر، لمهعرفة أفضل الطرق للتعامل مع تلك الظاهرة، بالإضافة إلى بحث تلك المناطق التى قد تكون وفرت حماية غير طيبيعية لها، وأصبحت بؤرة لتكاثر الكائنات بشكل غير طبيعيى، وبالتالى وفرت لها حماية من الافتراس.
 

الأهالى ساهموا فى خلق بيئة مناسبة للثعابين

من ناحية أخرى، الدكتور شرف الدين فيصل شرف، عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين، قال لـ"اليوم السابع"، إنه تقدم بمقترح للتعامل مع مشكلة الثعابين لمحافظة البحيرة، حيث صمم مصائد للتعامل معها، ووضع طعوم حية اعتادت الثعابين التغذية عليها مثل الفئران أو الضفادع، موضحا أن القرية التى ظهرت بها الثعابين فى البحيرة، حيازتها 900 فدان، أغلبهم جنائن، مضيفا: كل صاحب قطعة أرض يصنع لنفسه سور من البوص لتحديد منطقته، أدى ذلك إلى وصول البوص إلى طبقات عميقة من الأرض، مما ساهمت فى عمل حفر وأصبحت سكن مناسب للكوبرا المصرية، والتى تبيض فى المرة الواحدة من 30 إلى 50 بيضة فى الموسم، وينشطون مرتين فى العام أول أبريل مع بداية الربيع لأن ذلك موسم التزاوج والبيض، وشهر يونيو وأغسطس يظهر نتيجة لارتفاع درجات الحرارة بحثا عن المجارى المائية".
 
 
وأشار إلى أن كان هناك محاولات لمواجهة الثعابين بكراكات ولوادر للتطهير، إلا أنه تدخل لوقفها، مؤكدا على ضرورة مواجهة ذلك وفق الإجراءات البيولوجية، خاصة أنه مع بداية التطهير ستبحث الثعابين عن مناطق جديدة لها، فإما أن تزحف على المنازل، وإما أن تتجه إلى محافظات وتخلق بؤرا جديدة لها، قائلا: وبالفعل وجدنا أن هناك لدغات بدأت تظهر فى بعض مناطق جديدة فى البحيرة، مثل ديروط، هذا بالإضافة إلى أن ذلك قد يحول طبيعة الثعابين من أنها لا تلدغ، إلى الهجوم، وبالتالى فور مشهادته لأى شخص سيبادر بالهجوم عليه، وأعتقد أن الأمر أمامه 15 يوما، ثم يهدأ، خاصة أنه كلما انخفضت درجة الحرارة تختبئ الثعابين".
 
 






مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة