يستهدف برنامج عمل الحكومة لعام 2018/2019 – 2021/2022، الذى حمل عنوان "مصر تنطلق"، التوسع فى إنشاء المدارس اليابانية، بإنشاء 100 مدرسة جديدة، تطبق التجربة اليابانية فى التعليم، والتى يراعى من خلالها تصميم المناهج، بهدف التنمية الشاملة للطفل، من خلال 3 ركائز أساسية هى: القاعدة الأكاديمية الصلبة، والصحة الجسمانية، والشخصية السوية.
وبحسب ما جاء ببرنامج الحكومة، فإن خطة الحكومة تشمل تجهيز وتطوير 112 مدرسة قائمة لتطبيق التجربة اليابانية، بخلاف 12 مدرسة يابانية حالية بإجمالى تكلفة تطوير تتجاوز 6.5 مليار جنيه، جاء ذلك تزامنًا مع تأكيد وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، أن مصروفات المدارس المصرية اليابانية 8 آلاف جنيه بالإضافة إلى 2000 جنيه للأنشطة، بإجمالى مبلغ 10 آلاف جنيه مصرى للطالب، كل ذلك جعل هناك عدة أسئلة لابد من طرحها، والتى من بينها: ما رأى أولياء الأمور فى المدارس اليابانية فى البداية؟ وهل سيكون هناك إقبال عليها فى عامها الأول؟
مطالبات بتطبيق الدمج
قالت خلود فاروق، ولي أمر تلميذ، إنها قدمت لطفلها من ذوى الإعاقة "متلازمة داون" بالمدرسة، مشيرة إلى أنها ما زالت حتى الآن لا تعلم إن كانت المدرسة ستقبل ابنها أم لا نظرًا لحالته الخاصة، موضحة أنها وجدت فى المدرسة اليابانية فرصة أفضل فى التعلم، مضيفة: "أنا أصرف بشكل كبير على أبنى للتخاطب وتنمية المهارات والسباحة وغيرها من الأمور، وأى تجربة جديدة عادة تكون فى البداية جيدة، لذا اهتممت بالتقديم بها، بجانب أن الدراسة بها باللغة العربية ستكون مناسبة لابنى، بخلاف أننى سأشعر بالأمان عليه أثناء وجوده بها.
وأضافت خلود، لـ"اليوم السابع": أغلب أولياء الأمور لا ينظرون إلى مميزاتها، فقط يركزون اهتمامهم فى الدراسة باللغة الأجنبية، رغم أن هناك العديد من المميزات بها، على رأسها أن الطالب لن يحتاج إلى دروس خصوصية، والمعلمين لن يتركوا طالبًا إلا بعد التأكد من إلمامه بالمعلومات، كما أن اعتماد الطلاب على أنفسهم لتنظيف المدرسة ليست إهانة أبدًا لهم، بالإضافة إلى طلبها لأولياء الأمور بالتواجد فى المدرسة ومشاركتهم شىء أجده إيجابيًا، ويثقل شخصية الأطفال، هذا بجانب أن ارتفاع المصروفات فى صالح استقرار مستوى الدراسة بها، خاصة أن 10 آلاف جنيه، ستجعل من يتقدم لها حريص على إيجاد مستوى دراسة جيد بصرف النظر عن المستوى الاجتماعى، وأتمنى أن تقبل المدارس اليابانية أطفال الدمج، خاصة أنه إذا لم يقبلوا ابنى سأشعر بصدمة وقتها.
تخوفات من زيادة مصروفاتها سنويا
ومن ناحيته، قال سامح عمارة، ولي أمر، إنه قدم فى المدارس اليابانية لابنته، لكنه فوجئ بالارتفاع الكبير فى المصروفات، لافتا إلى أن 10 آلاف جنيه بداية للدراسة بها، يجعل من الصعب الاستمرار بها، خاصة أن مصروفاتها مؤهلة للزيادة فى كل عام، ولفت إلى أن ذلك جعله يتقدم لابنته بعد انتقالهم إلى محافظة أخرى بإحدى المدارس التجريبية رغم أن فرصة التحاقها بها ضعيفة، مضيفًا: أعتقد أنه لن يكون هناك استفادة من المدارس اليابانية أكثر من كونها مبنى نظيفًا، ونظامًا جديدًا للدراسة، خاصة أن المناهج باللغة العربية بها، وكنا نرجو أن تنخفض المصروفات عن ذلك لتتيح الفرصة بشكل أكبر للطلاب.
فرصة جيدة للتعليم بديلة عن التجريبيات
فيما قال محمود عثمان، ولى أمر أحد الطلاب، من محافظة الدقهلية، إنه تقدم لأربعة أطفال فى مرحلة KG2، سبق التقديم لهم بالمدارس التجريبية، ونظرًا لأن أعمارهم من الممكن ألا تتيح لهم الحق فى الالتحاق بها، لبلوغهم 5 سنوات وشهرين، وجدنا فى المدارس اليابانية فرصة أخرى لتوفير عام كامل عليهم، بالإضافة إلى الاهتمام بوجود أنشطة بشكل ثابت فى المدارس.
أحمد وفاء، ولى أمر، قال لـ"اليوم السابع": اهتممت بتلك التجربة، وتقدمت بابنى العام الماضى، ونتيجة لأنه سيتم فى أكتوبر المقبل 5 سنوات و11 يوم، وبعدها فوجئت أنهم أعلنوا أنه حتى 5 سنوات سيدرس فى KG1، وفوق 5 سنوات سيلتحق بـKG2، ما يعنى أنه لن تكون لديه فرصة فى الإلتحاق بالصفين، نظرًا للأعداد الكبيرة المتقدمة للدراسة بها، هذا بجانب أن سببًا أساسيًا فى التقدم كان الدراسة باللغات، ولكن بعد إرساء نظام الدراسة باللغة العربية تراجعت عنها، هذا بجانب أننى وجدت أن أفضل المدارس الخاصة للغات بالإسماعيلية، مصروفاتها 10 آلاف جنيه، وبالتالى المدارس الخاصة ستكون أفضل.
خضوع نظام التعليم للتقييم المستمر
ولفت وفاء، إلى أن وزارة التربية والتعليم لا تهتم بالترويج للمدارس اليابانية بشكل كافٍ، والتعريف بما سيتم بها، أو الإعلان عن تخصيصها لفترة قبل بدء الدراسة بها فعليًا، وبالتالى تعد مغامرة بالنسبة لأى طالب، على حد قوله.
وعددت هبة شعبان، ولي أمر، مميزات المدارس اليابانية، فى وضع ضوابط لاختيار المعلمين الذين سيدرسون بها، وبأعمار أقل من 40 عامًا، مؤكدة أن الدراسة باللغة العربية أو الأجنبية أمر لا يمثل فارق كبير بالنسبة إليها، حيث خاصة أنه مع تطبيق النظام الجديد للدراسة فأن اللغة الأجنبية ستبدأ من الصف الأول الإعدادى فى كل الأحوال، لافته إلى أن المدرسة اليابانية هى الفرصة المتاحة الوحيدة بالنسبة لابنتها، نظرًا لعدم وجود أى مدارس قريبة لها بمستوى جيد، مستنكرة عدم إغلاق باب التقدم للطلاب حتى الآن، ما يهدد فرصة ابنتها بالالتحاق بالمدرسة.
توضيح مصير طلاب المدارس اليابانية
واستنكرت تقدم بعض أولياء الأمور للمدارس اليابانية، وحجز أماكن لأبنائهم على أمل تخفيض المصروفات الدراسية عن 10 آلاف جنيه، فى حين أنهم حال استمرارها بهذا المبلغ لن يلتحقوا، مطالبة وزارة التربية والتعليم بغلق باب التقدم للمدارس، للحد من الأعداد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة