وائل السمرى

النكران لا يليق بنا

الخميس، 26 يوليو 2018 12:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في زيارة قصيرة لمدينة الإسكندرية العظيمة، ذهبت لأرى ذلك الكنز التاريخى المهم الذى اكتشفه فريق العمل فى متحف الإسكندرية للفنون الجميلة، برئاسة الفنان على سعيد مدير المتحف، فقد كان بدروم المتحف ممتلئا بالكثير من الأوراق القديمة ودفاتر الحضور والانصراف منتهية الصلاحية، وسعى عمال المتحف إلى تنظيف هذا البدروم مما يحتويه من "نفايات"، وقبل إلقاء هذه الأوراق عديمة الفائدة طالع "على سعيد" بعض الكراتين التى خرجت من رحم البدروم، وفجأة عثر على إحدى الكراتين التى أوحى شكلها بأنها عتيقة قديمة، ففتحها ليجد أنها تختلف تمام الاختلاف عن بقية الكراتين التى تمتلئ بالكثير من الأوراق التافهة مثل توقيعات الحضور والانصراف وطلبات الأجازات الاعتيادية والسنوية، وفجأة أدرك "سعيد" أنه على موعد من "كنز" يختبئ داخل المتحف منذ ما يقرب من 100 عام.

 

كانت هذه "الكرتونة" تحتوى على العديد من الوثائق التاريخية المهمة التى تؤرخ لمراحل عمل المتحف والتغيرات التى حدثت له، منذ أن كان تحت اسم "متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية" ثم "متحف فاروق الأول، ثم حسين صبحى، ثم متحف الفنون الجميلة مرة أخرى، وقد افتتح هذا المتحف بالفعل فى 1954، لكن تاريخه الحقيقي يسبق هذا التاريخ بعشرات السنين، فقد أهدى  الفنان الألمانى إدوارد فريد هايم فى عام 1904 بلدية إسكندرية 210 أعمال فنية من مقتنياته الشخصية إلى بلدية الإسكندرية بشرط اختيار مكان أمين لحفظ هذه الأعمال، التى وصفها بأنها من أعظم الأعمال لأكبر الفنانين الغربيين، وفى الثلاثينيات أهدى أحد الأثرياء السكندريين، واسمه البارون دي منشا، بلدية الإسكندرية قصرا كبيرا بحى محرم بك، للاحتفاظ فيه بكافة الأعمال الفنية سواء المصرية أو القادمة من الدول الغربية ، لكن للأسف تعرض القصر لضربات قاضية بعد قيام الحرب العالمية الثانية، مما أثر على بنيان حتى تم بناء هذا المبنى الموجود الآن، والذي افتتح بعد ذلك فى "عصر الثورة" .

 

فى فترة من الفترات سمى هذا المتحف باسم المعمارى "حسين صبحى" تخليدا لدوره فى بناء المتحف، لكنى لم أعثر على أى شىء من شأنه تخليد اسم صاحب فكرة المتحف من الأساس وواضع لبنته الأولى الألمانى "إدوارد فريد هايم" ولا اسم من تبرع من ماله الخاص وأرضه الخاصة لبناء المتحف وهو البارون "دي منشا" قس على هذا عشرات المنشآت وعشرات المشاريع وعشرات الأفكار، صنعها أصحابها بدافع من حماسة وشغف وتضحية، ثم أتينا نحن لننكر فضلهم خاصة إن كان أصحاب هذا الفضل ينتمون إلى العصر الملكي المغضوب عليه منذ 23 يوليو.

 

أناشد هنا وزارة الثقافة بتخليد اسم صناع هذا الصرح الكبير ولو بإطلاق اسميهما على قاعتين من قاعة المتحف، لكى لا يضيع بيننا الحق.

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة