الدكتور كرم علام يكتب: العيوب الخلقية للأطفال بين التوعية والعلاج

الأربعاء، 25 يوليو 2018 05:33 م
الدكتور كرم علام يكتب: العيوب الخلقية للأطفال بين التوعية والعلاج العيوب الخلقية للأطفال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحياة ليست مجرد أيام نحياها ولكن ما فى هذه الأيام من حياة وسعادة، كثير من يحيا حياة مؤرقة يتمنى معها الموت كل يوم أو يتمنى لو لم يولد من الأساس، أن تعيش بين الناس وأنت تشعر بنفورهم منك، أن تحس بالفجوة التى يضعونها بينهم وبينك شعوريا أو لا شعوريا، لا تستطيع أن تخطو لكسرها لأنه ما تقراه على وجوههم صنع بينك وبينهم الحواجز.
 
وأن تشعر بأنك معاقب وفرصك فى الحياة منقوصة بلا ذنب ارتكبته، لا تستطيع أن تنال الفرص الكاملة لأى انسان طبيعى فى الحياة والتعليم والعمل والزواج والعلاقات الاجتماعية لا لشئ إلا لأنه شكلك مختلف، ولدت بعيب خلقى شوه مظهرك فأصبحت الناس تتلاشاك أو تقرأ فى عيونهم الشفقة، نفورهم منك يؤلمك، نظراتهم اليك تعذب روحك، لا ذنب لك ولا حيلة، لم يكن قرارك أن تولد هكذا ولا أن تظل فى الحياة على هذه الصورة.
 
هذه قصة تتكرر كثيرا فى الحياة اليومية ونراها مع مرضى العيوب الخلقية فى الوجه والجمجمة وأسرهم، طفل يولد باختلاف تكوينى فى الوجه أو الجمجمة فى مجتمع لم تصل فيه الرعاية الصحية والوعى الصحى والثقافة المجتمعية إلى المرحلة التى تمكنه من التعامل مع تلك المشكلة على الوجه الأمثل، يصبح الطفل ضحية لمجموعة من العوامل بدأت من نقص الوعى الصحى بتلك المشكلات وأسبابها منذ زواج أبويه مرورا بالحمل وحتى الولادة، ثم جهل الأسرة بالمشكلة أو حجمها وانصرافهم عن طلب الحل المناسب لها لدى مقدمى الرعاية الصحية، أو جهل بعض مقدمى الرعاية الصحية بالطريقة الأمثل للتعامل مع تلك المشكلات، أو علم بعضهم بالطريقة الأمثل وافتقادهم للمقومات والإمكانيات التى تساعدهم على حل مشكلات ذلك الطفل وإلحاقه بركب المجتمع عضوا طبيعيا قادر على المشاركة الفاعلة والعطاء وكذلك نيل كافة حقوقه فى الحياة.
 
الوجه والرأس بوابة تواصل الفرد مع الحياة والناس وكل ما يمس هذه البوابة لا يغير فقط الشكل ويؤثر على الوظيفة ولكن قد يسجن الفرد فى عزلة اختيارية لتفادى ألم مواجهة العالم بوجه مختلف، من يمد يد العون لهؤلاء الأطفال انما يهبهم حياة جديدة ويكون كمن قال فيهم الله عز وجل "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

لونا أنور

الفهم الإنساني

يا ريت نقدر نتعامل مع كل المشكلات الصحية بالفهم الإنساني

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة