كشف تقرير حديث للبنك الدولى، عن استمرار الفجوة فى أداء الخدمات اللوجستية بين البلدان مرتفعة الدخل والأخرى منخفضة الدخل، إذ سجلت الأولى فى المتوسط درجات أفضل بنسبة 48% على مؤشر أداء الخدمات اللوجستية من البلدان منخفضة الدخل.
وأشار العدد السادس من تقرير "الترابط من أجل المنافسة"، إلى أن حجم صناعة الخدمات اللوجستية يبلغ 4.3 تريليون دولار تؤثر على كل بلدان العالم تقريبًا.
ما هى الخدمات اللوجستية؟
الخدمات اللوجستية هى شبكة الخدمات التى تدعم الحركة المادية للبضائع داخل الحدود وعبرها، وتضم مجموعة من الأنشطة من بينها النقل والتخزين والوساطة والتسليم السريع وعمليات المحطات النهائية وحتى إدارة البيانات والمعلومات، وتعد درجة كفاءة نقل السلع عبر هذه الأنظمة إلى وجهاتها النهائية عنصرًا رئيسيًّا فى إتاحة الفرص التجارية للبلد.
تتصل الخدمات اللوجستية بمدى كفاءة البلدان فى نقل السلع المادية عبر الحدود وداخلها، فيمكن لأداء البلد فى هذا المجال تحديد كيفية مشاركته فى الأسواق الدولية.
تتضمن الاتجاهات الناشئة فى مجال الخدمات اللوجستية خيارات لوجستية صديقة للبيئة، ونقصًا فى العمالة فى البلدان المتقدمة والنامية على السواء، والتأهب للتهديدات السيبرانية.
كيف تؤثر الخدمات اللوجستية فى حياتنا
انظر عن كثب إلى هاتفك الذكى للحظة. ماذا ترى؟ شاشة زجاجية وزرًّا مجهزًا يسمح بالتعرف على بصمات الأصابع، وعدسة كاميرا ومصباحًا يدويًّا وميكروفونًا ومكبر صوت. ويتم الحصول على كل هذه المكونات وغيرها - بما فى ذلك الرقائق ومعدات المعالجة والبطاريات – كلٌ على حدة من شركات كائنة فى جميع أنحاء العالم ويتم تجميعها فى منتج نهائى فى مصانع غالبًا ما تكون فى الصين. ومن المرجح أن يمر أى هاتف ذكى تبتاعه ومكوناته أيضًا عبر الجمارك عدة مرات ويصل إلى عدة بلدان وقارات وتتناقله أيادى عمال لا تحصى ولا تعد.. كل ذلك ممكن بفضل الخدمات اللوجستية.
وقالت كارولين فرويند، مديرة الاقتصاد الكلى والتجارة العالمية والاستثمار فى مجموعة البنك الدولى إلى أن "الخدمات اللوجستية تمثل العمود الفقرى للتجارة العالمية، وفى ظل زيادة انتشار سلاسل التوريد على مستوى العالم، فإن جودة الخدمات اللوجستية فى بلد ما يمكنه من تحديد إمكانية مشاركته فى الاقتصاد العالمى من عدمها".
وقال التقرير إن البلدان مرتفعة الدخل، وخاصة فى أوروبا الغربية، تتصدر الدول فى مجال الخدمات اللوجستية، حيث سجلت البلدان مرتفعة الدخل فى المتوسط درجات أفضل بنسبة 48 ٪ على مؤشر أداء الخدمات اللوجستية من البلدان منخفضة الدخل. فمن بين الثلاثين بلدًا ذات الأداء الأعلى، هناك 24 بلدًا أعضاء فى منظمة التعاون والتنمية فى الميدان الاقتصادي.
ويوضح جان فرانسوا-أرفيس، الخبير الاقتصادى فى مجموعة البنك الدولى والمشارك فى كتابة التقرير: "رأينا معظم البلدان تستثمر فى الإصلاحات الخاصة بالخدمات اللوجستية، خاصة فى مجالات بناء البنية التحتية وتيسير التبادل التجار، ورغم الجهد المبذول لتحديث الخدمات، ولا زالت البلدان النامية تواجه العديد من الصعوبات، وهذا يفسر استمرار الفجوة بين البلدان مرتفعة الدخل والأخرى منخفضة الدخل على مستوى أداء الخدمات اللوجستية".
إلا أن الدخل لا يشكل وحده العنصر المحدد للدرجات المسجلة على مؤشر أداء الخدمات اللوجستية لبلد ما، فقد تفوق أداء كل من فيتنام وتايلاند ورواندا والصين والهند مقارنة بغيرها من فئات الدخل التى تتبعها. فهذه البلدان تتمتع بقدرة على الوصول إلى الموانئ البحرية أو مراكز النقل الدولية الكبيرة.
النتائج الرئيسية
ظلت البلدان العشرة الأعلى أداءً محافظة على أداء ثابت نسبيًّا على مدار بضع سنوات مضت وهى فى العادة بلدان مرتفعة الدخل فى أوروبا. فمن بين الثلاثين بلدًا ذات الأداء الأعلى، هناك 24 بلدًا أعضاء فى منظمة التعاون والتنمية فى الميدان الاقتصادي.البلدان العشرة التى جاءت فى ذيل قائمة الترتيب هى ذات دخل منخفض وأقل دخلًا فى المتوسط. وهى إما بلدان هشة متأثرة بصراعات مسلحة أو كوارث طبيعية أو اضطرابات سياسية أو بلدان غير ساحلية تواجه بطبيعتها تحديات من جانب الجغرافيا أو وفورات الحجم عند التواصل مع سلاسل التوريد العالمية.
وتتجاوز درجات مؤشر أداء الخدمات اللوجستية للبلدان مرتفعة الدخل البلدان منخفضة الدخل فى المتوسط بنسبة 48%.
من بين البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، تتميز البلدان ذات الاقتصاد الضخم مثل الهند وإندونيسيا وبلدان الأسواق الناشئة مثل فيتنام وكوت ديفوار بأعلى أداء. ويحظى معظم هذه البلدان بفرص وصول إلى البحر أو يقع بالقرب من مراكز نقل رئيسية.يوجد حاليًّا نقص على مستوى المهنيين فى مجال الخدمات اللوجستية فى البلدان المتقدمة والنامية. وتحتاج البلدان المتقدمة إلى مزيد من العمال اليدويين، مثل سائقى الشاحنات، بينما تبحث البلدان النامية أكثر عن موظفين يشغلون مناصب إدارية.يرى عدد أكبر من البلدان أن تهديدات الأمن الإلكترونى تشكل خطرًا على الخدمات اللوجستية. بيد أن 78 % من البلدان مرتفعة الدخل عززت تأهبها، فى الوقت الذى حذت حذوها 26% فقط من البلدان ذات الدخل المنخفض.
-بالنظر إﻟﯽ أن 23% ﻣن جميع انبعاثات ثانى أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة يمكن أن ﺗﻌزى إﻟﯽ اﻟﻧﻘل، تعد الاستدامة البيئية للخدمات اللوجستية اتجاها ناشئًا مهمًّا. ومن الأرجح أن يبحث أصحاب الأداء القوى فى مجال الخدمات اللوجستية عن خيارات شحن صديقة للبيئة. ففى البلدان الواقعة فى الخُمْس الأعلى على مؤشر أداء الخدمات اللوجستية، أشار 28% من المستجيبين إلى أن شركات الشحن غالبًا ما تطلب خيارات شحن صديقة للبيئة. أما بالنسبة للخُمْس الأدنى، فتنخفض هذه النسبة إلى 5%فقط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة