خالد أبوبكر يكتب: رسالة إلى المشير طنطاوى.. لقد أحسنت الأبوة فصلح الأبناء.. وأجدت القيادة فأنجبت القيادات.. للمرة الثانية: ألم يحن الوقت كى تتكلم ونستمع؟

الإثنين، 23 يوليو 2018 04:56 م
خالد أبوبكر يكتب: رسالة إلى المشير طنطاوى.. لقد أحسنت الأبوة فصلح الأبناء.. وأجدت القيادة فأنجبت القيادات.. للمرة الثانية: ألم يحن الوقت كى تتكلم ونستمع؟ المحامى الدولى خالد أبو بكر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هذه هي المرة الثانية التي أناشد فيها المشير محمد حسين طنطاوي، وأكتب له مقالاً أطلب فيه صراحة أن يتكلم للشعب وللتاريخ، وأعتبر هذا حقًا لنا وواجبًا عليه، أما حقه هو وواجبه علينا هو أن نشرح (من وجهة نظرنا ووفقًا لما لدينا من معلومات محدودة) للأجيال المقبلة كيف وجد هذا الرجل في أيام قليلة بلدًا في حجم مصر في خطر داهم يأتي وللأسف جزء من هذا الخطر من أبنائها، وهذه هي لحظة ضعف أي قائد فأصعب شىء على القادة العسكريين هى مواجهة شعوبهم، فهم قادرون على سحق أعدائهم أما مع شعوبهم فهم لا يملكون إلا حمايتهم حتى وإن غضبوا أو ثاروا أو حتى اختلط عليهم الأمر.

المشير طنطاوى
المشير طنطاوى
 

كان المشير طنطاوي غير راضٍ على حال مصر في أواخر عهد مبارك، إلا أن حسابات الاستقرار كانت تلعب دورًا كبيرًا، وفجأة وجد نفسه أمام انفلات كبير في الشارع واختلاط في الأفكار وحالة من الاستقطاب والهياج الشعبي، بدأ في تأمين مؤسسات الدولة ونزل إلى ميدان التحرير بنفسه وكان هنا يواجه ضغوطًا إقليمية ودولية حاول فيها الإخوان الضغط عليه وبكل قوة، وأيضًا كان الاحتياطي النقدي يتدهور والرأي العام يأخذ منحنى خطيرًا ضد الثوابت الوطنية ويتم تغييبه، وكانت تفرض عليه معارك الشوارع لحماية مقدرات الشعب فيستغل البعض هذه المواقف كي ينتقم ويزيد الغضب ومن ينظر منا إلى مشهد المشير طنطاوي ومحمد مرسي يرى نظرة المشير وكأنه يقول له: أهذا هو اليوم الذي أعطيك التحية العسكرية !!

أعتقد أن أصعب يوم فى حياة المشير كان يوم أن تولى الإخوان حكم مصر، ومرت هذه الأيام عليه بصعوبة ومرار، إلا أن رصيد القائد الذى ادخره على مدار حياته انصفه فى 30 يونيو كل من فى الجيش ومنهم الرئيس السيسى كان المشير طنطاوى قائدهم ويدينون له بالفضل، وحتى فى أحاديثهم الخاصة يذكرونه بكل خير ويبدو أن المشير كان قد جعل لدى الجيش المصرى خطط طوارئ اقتصادية لمواجهة أى خطر، وقد اعتمدنا على هذه الخطط بعد يناير 2011 واعتمدنا أيضًا على روح الترابط التى هى بين القادة، والاحترام الذى تراه فى المؤسسة العسكرية المصرية، وها هو مشهد جديد يضاف إلى هؤلاء مجتمعين عندما أرى المشير طنطاوى بجوار الرئيس السيسى وقت تخرج دفعة جديدة من الكلية الحربية، وقد أطلق عليها اسم المشير طنطاوى والرئيس السيسى يصفق عندما يسمع اسمه، ويطلب منه برفق أن يقف لتحية الحضور الذين يصفقون له، يا سادة فى دول العالم الثالث ومعظم الدول العربية الرئيس هو الرئيس ولا أحد يظهر، أو تكون له مكانة فى وجود الرئيس هذا ما تعودنا عليه لكن العلاقة بين الرئيس والمشير (والتى كتبت عنها من قبل) هى درس كبير وصورة مشرفة فالرئيس السيسى ابن بار، والمشير أحسن الأبوة وأحسن القيادة فأصبح لديه قادة كبار جميعهم يدينون له بالأستاذية، وأشعر أن الرئيس السيسى قد أخذ بالثأر للمشير طنطاوى وأقسم له أن يعيد الأمور فى نصابها الصحيح (فى كل الاتجاهات ).

تشعر أن رئيس الدولة يريد أن يرسل رسائل بها معانٍ للوفاء والعرفان بالجميل، وتذكر القائد هذه القيم التى تغيب فى وقتنا هذا عن كثير من الدول، لكن سيظل هذا المشهد درسًا لكل الأجيال المقبلة وأخيرًا.. أكرر دعوتى للمشير طنطاوى أن معرفة التاريخ هو حق للأجيال المقبلة، وأنت تملك الكثير، أدعوك بحق محبتك لهذا الشعب أن تكتب أو تسجل شهادتك للتاريخ على كل الأحداث التى مرت فى مصر قبل وبعد يناير 2011، ستظل العسكرية المصرية برجالها فخر لهذا الشعب الذى صنع هؤلاء القادة وسأظل أكتب للمشير طنطاوى وأناشده حتى يأتى يوم يتكلم ونستمع.

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة