أكرم القصاص - علا الشافعي

دندراوى الهوارى

القدس.. عمر بن الخطاب حررها.. وأمير المؤمنين أردوغان يبنى فيها سفارة أمريكا!!

الإثنين، 23 يوليو 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى عام 634 ميلادية، توفى أبوبكر الصديق، أول الخلفاء الراشدين، بعد أن أخمد كل الفتن التى أشعلها المرتدون، وأعاد بسط نفوذ الجيش الإسلامى على كامل ما كان يسيطر عليه إبان الفتوحات فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 
وجاء عمر بن الخطاب خلفا لأبوبكر، وفى عهده وتحديدا فى مايو 636 ميلادية، وبمجرد توليه المسؤولية، قرر الإمبراطور الرومانى «هرقل» تسيير حملة كبيرة لاستعادة الأراضى التى سيطر عليها الجيش الإسلامى، والتقى الجيشان فى معركة اليرموك عام 636 وتلقى الجيش الرومانى هزيمة منكرة.
 
وتنبه أبوعبيدة بن الجراح، قائد جيش المسلمين فى سوريا حينذاك، إلى أهمية مدينة القدس، وكم كانت عصية على كل محاولات المسلمين فتحها، فكتب إلى أمير المؤمنين عمر، قائلا: «غير قادر على اتخاذ قرار بشأن هذه المسألة وأنتظر التعليمات»، ورد الفاروق عليه بأنه يأمره وجيشه بفتح القدس.
توجه القائد أبوعبيدة بجيشه للقدس، وحاصر المدينة المحصنة تحصينا قويا من البيزنطيين، واستمر الحصار 4 أشهر كاملة، ومنع وصول الإمدادات العسكرية والغذائية، ما دفع البطريرك صفرونيوس إلى الاستسلام وتسليم المدينة ودفع الجزية، مشترطا أن يحضر أمير المؤمنين إلى القدس للتوقيع على اتفاق وقبول الاستسلام، فكتب أبوعبيدة إلى عمر عن الوضع، ودعاه للقدوم إلى القدس لقبول استسلام المدينة.
 
وبالفعل قرر أمير المؤمنين عمر التوجه إلى فلسطين، واستقبله كل من أبوعبيدة وخالد بن الوليد، الذى كان قد سافر مع مرافقه لاستقباله، وعند وصول عمر للقدس، تمت صياغة العهدة العمرية، واستسلمت المدينة بعد حصولها على ضمانات الحرية المدنية والدينية للمسيحيين فى مقابل الجزية، ووقع عليها الخليفة عمر نيابة عن المسلمين، وشهدها خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبدالرحمن بن عوف ومعاوية بن أبى سفيان، وذلك فى إبريل 637 ميلادية.
 
وخطب عمر بن الخطاب فى أهل بيت المقدس قائلا: «يا أهل إيلياء لكم ما لنا وعليكم ما علينا»، ثم دعاه البطريرك صفرونيوس لتفقد كنيسة القيامة، فلبى عمر دعوته، وأدركته الصلاة وهو فيها فالتفت إلى البطريرك وقال له: «أين أصلى؟ فقال: «مكانك صل» فقال: «ما كان لعمر أن يصلى فى كنيسة فيأتى المسلمون من بعدى ويقولون هنا صلى عمر ويبنون عليه مسجدا»، وابتعد عنها رمية حجر وفرش عباءته وصلى، وقد بنى مسجدا بالفعل فى مكان ما صلى فيه..!!
 
وبعد مرور 1381 سنة بالتمام والكمال من تحرير أمير المؤمنين عمر للقدس، جاء رجب طيب أردوغان، الذى نصبته جماعة الإخوان الإرهابية وحلفاؤها من التنظيمات الأخرى «أميرا للمؤمنين»، ليدفع بإحدى شركات بلاده للمساهمة فى بناء السفارة الأمريكية فى القدس، ليسلم المدينة تسليم مفتاح لإسرائيل رسميا.
 
والقصة بدأت عندما كشف موقع «المونيتور» الإخبارى الأمريكى عن مفاجأة مدوية، يوم 12 يوليو الجارى، عن فوز ائتلاف يضم شركة «ليماك» التركية بعقد تطوير النظام الأمنى لمبنى السفارة الأمريكية فى مدينة القدس بقيمة تجاوزت 21 مليون دولار، وهو ما أثار غضب المسلمين والعرب فى العالم.
 
وبعد حملة الغضب الكبيرة، سواء فى الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعى، أعلنت شركة «ليماك» التركية أنها لا تشارك فى بناء السفارة الأمريكية، وذلك على لسان المسؤول الإعلامى فى تصريحات له للموقع التركى «ديسبلد».
 
وهو التصريح المتناقض تماما مع ما أعلنه براكاش هوسادورجا، مدير شركة «ديسبلد» لموقع المونيتور الأمريكى، الذى أكد فيه أن شركته أسست مع «ليماك» التركية شركة محاصصة قبل نحو خمس سنوات لتنفيذ مشاريع بناء فى العاصمة العراقية بغداد، وحصلت «ديسبلد ليماك» قبل سنتين على عقد مدته 5 سنوات من الحكومة الأمريكية لتنفيذ مشاريع إنشائية، مؤكدا أن «ديسبلد ليماك» تعمل على تنفيذ مشروع السفارة الأمريكية فى القدس.
 
هنا تتضح الحقيقة، أن ليماك التركية التى يمتلكها أحد المقربين من رجب طيب أردوغان، دخلت فى شراكة مع شركة «ديسبلد» الأمريكية، لتنفيذ مشروعات فى العراق وغيرها من الدول، ومن بينها بناء السفارة الأمريكية فى القدس، وذلك لإبعاد الأنظار عنها، وتضليل الرأى العام التركى من ناحية، والإسلامى والعربى من ناحية ثانية.
 
جماعة الإخوان الإرهابية أعطت ظهرها للقدس وأهميتها، وتنصلت من شعاراتها التى صدعتنا بها طوال عهد مبارك وقبل سرطان 25 يناير 2011، للقدس رايحين.. شهداء بالملايين، وجعلوا من إسطنبول مدينة مقدسة، أكثر قدسية من مكة والمدينة والقدس، واعتبروا أن المسافة بين مكة وبيت المقدس، هى نفس المسافة بين مكة وإسطنبول، ما يعد إعجازًا مهمًا، ولا نعرف الربط بين المسافتين، اللهم إلا محاولة عبثية للضحك على البسطاء وإقناعهم بقدسية إسطنبول، مدينة الدعارة الأكبر فى العالم!!
 
هكذا الإخوان يجعلون ممن تتعانق مصالحهم مع مصالحه، أميرا للمؤمنين، الذى لا ينطق عن الهوى، ويعتبرون بلاده مقدسة، بينما يعتبرون كل ما يتقاطع مع مخططاتهم ومصالحهم، عدوا للدين وكافرا، يجب قتاله، واستباحة دمائه، وعرضه وماله، وإلصاق به كل الموبقات..!!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة