ولدت فى الولايات المتحدة الأمريكية، لأب يعمل رجل أعمال وأم محامية، تحملت المسؤولية فى ظل ظروف فرضت عليها فى غربتها، فكانت الأم والأخت الكبرى والطالبة المجتهدة التى تسعى بكل طاقتها لتحقق أحلامها، فحصلت على الماجستير بامتياز فى هندسة تصميم برمجيات الكمبيوتر فى جامعة نيو چرسى الأمريكية، بنفس العام الذى حصلت فيه على البكالوريوس ونفس التخصص لتثبت للجميع أنها قادرة على تحمل المسؤولية، إنها «دينا أيمن»، الفتاة المصرية التى لا يتعدى عمرها 24 عامًا.
اختارت «دينا» تخصصها الصعب لشعورها أنه مجال اختص به الرجال، ومن النادر أن تعمل به فتاة مثلما قالت «مجال ذكورى بحت» لا تقترب منه الفتاة إلا نادرًا، لذلك تحدت به الجميع وصممت على النجاح والعمل فى مجال هندسة تصميم برمجيات الكمبيوتر.
وتعتمد جامعة نيو جيرسى نظام التعليم المعجل، الذى يسمح للطالب المتفوق الذى يحصل على معدل تراكمى 3.0 أن يقوم بدراسة مواد أكثر من مواد المراحل الدراسية الأعلى منه، وكلما حافظ على معدله التراكمى مرتفعا فذلك يسمح له بدراسة مواد أكثر من مواد الماجستير، وبالتالى فى سنة تخرجه يحصل على درجة البكالوريوس مع شهادة الماجستير، وهذا النظام ينطبق كذلك على درجة الدكتوراه، ولكن فى تلك الحالة يشترط أن يكون معدله التراكمى أعلى من 3.5.
دينا حصلت على أعلى الدرجات فى مراحلها الدراسية المختلفة، وبعد دخولها الجامعة خطف ذكاؤها أنظار أساتذتها، فتم ترشيحها لتحضير الماجستير قبل حصولها على درجة البكالوريوس، وبدأت فى تحضيره فى نفس الوقت، وكانت الاختيار الأول لهم فى المشاركة بالمؤتمرات الكبرى للشركات العالمية أثناء الدراسة، ظلت «دينا» على قدر كبير من المسؤولية واجتازت الاثنان«البكالوريوس والماجستير» بتفوق كبير وتميزت على جميع الجنسيات المختلفة التى كانت معها، مما شجع كبار الشركات التكنولوجية العالمية لانضمامها لهم والعمل معهم.
لا يوجد نجاح بدون معوقات كما قالت الفتاة التى أضافت: «كنت أقضى ما يقارب من 10 ساعات متواصلة فى المذاكرة، وذلك بدعم من أسرتى التى لم تبخل عليا بشىء، فأتاحت لى كل الإمكانيات للنجاح، رغم بُعد أمى عنى فى تلك الفترة بسبب ظروف تتعلق بالجنسية الأمريكية، فقمت بدور الأم والأخت الكبرى لأخوتى وتحملت مسؤولية البيت كاملة، وفى نفس الوقت كنت الفتاة التى تسعى لتحقيق أحلامها فى ظل أناس لا يقتنعون أنى قادرة على تحقيق النجاح فى هذا التخصص الصعب».
حلم العمل فى الشركات العالمية لا يفارقها، فتقدمت بالسيرة الذاتية الخاصة بها، وأجرت مقابلات شخصية فى العديد من تلك الشركات واجتازتها بنجاح، ما حدا بشركات حماية الأمن القومى الأمريكى إلى تقديم عروض عمل لها، ولكنها رفضت تخوفًا من استخدامهم لها فى أشياء ممكن أن تؤذى بلدها مصر. تعمل دينا الأن فى إحدى الشركات الأمريكية العالمية الخاصة بصيانة وبرمجيات الكمبيوتر، ومقرها الولايات المتحدة، وتأمل فى العودة إلى مصر لتطبق علمها وخبرتها فى بلدها التى تحلم أن تكون فى قمة العالم، خاصة، وأن بها عقول عبقرية لا تعرف المستحيل، أمثال دكتور مجدى يعقوب قدوتها الذى تحتذى به.