أكرم القصاص - علا الشافعي

الحلقة الأخيرة.. صرخة حسن أرابيسك وصيحة فضة المعداوى وفجيعة ماما نونة ووصمة البخيل وأنا.. أفراح ومآتم فى بيوت مصر.. كيف أثرت الحلقات الأخيرة من المسلسلات فى تشكيل الوجدان المصرى وكيف تحولت لكابوس يخشاه الجميع؟

الجمعة، 20 يوليو 2018 04:49 م
الحلقة الأخيرة.. صرخة حسن أرابيسك وصيحة فضة المعداوى وفجيعة ماما نونة ووصمة البخيل وأنا.. أفراح ومآتم فى بيوت مصر.. كيف أثرت الحلقات الأخيرة من المسلسلات فى تشكيل الوجدان المصرى وكيف تحولت لكابوس يخشاه الجميع؟ مسلسلات
كتب- وائل السمرى - دينا عبدالعليم - أحمد إبراهيم الشريف - أحمد منصور - بلال رمضان - جهاد الدينارى - محمد عبد الرحمن - زينب عبدالمنعم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أقسم لى صديقى المقيم بحى الخانكة أن عمال أحد المصانع اتفقوا فيما بينهم لو مات «حربى» اليوم فلن يأتى أحد فى اليوم التالى، وبالفعل مات حربى، وبالفعل توقفت ماكينات المصنع فى ذات اليوم، ولم يدخله «صريخ ابن يومين»، وربما يكون هذا الأمر مقبولا إذا ما كان حربى هذا صديقهم أو زميلهم فى المصنع، وربما يكون مقبولا أيضا لو كان حربى هذا جارهم فى المصنع أو أحد موردى خاماته، لكن ما لا يمكن تصوره أن يكون حربى هذا هو بطل مسلسل «خالتى صفية والدير» الذى أذيع لأول مرة منذ حوالى 22 عاما، متسببا فى حالة خاصة جدا من الشجن المزمن. 
 
تستطيع من خلال هذا الموقف أن تكتشف مدى تأثير المسلسلات فى حياة الناس فى مصر، وقت أن كان التليفزيون المصرى هو المنصة الوحيدة لمتابعة المسلسلات والنافذة الوحيدة لها، فكان الشعب كله على قلب رجل واحد يتابعون نفس المسلسلات وينفعلون بها نفس الانفعال، متدرجين فى الصراع حتى يصلوا إلى «الحلقة الأخيرة» التى كان الجميع فى انتظارها، وكانت الدموع أيضا فى انتظارها، لا تعرف هل يبكى الناس من مأساوية النهاية، أم يبكون لأنهم سيفارقون أبطال المسلسل الذى عانقوه على مدار شهر أو نصف شهر.
 
الحلقة الأخيرة، 45 دقيقة منتظرة، الشوارع خالية، البيوت على أهبة الاستعداد، الجميع فى الانتظار، أكواب الشاى مرصوصة مصفوفة، وربما السندوتشات جاهزة أيضا، كل شىء معد، كل شىء فى مكانه، وكل صاحب حاجة قضاها قبل تتر البداية والغائب سيفقد شغف المتابعة، الغائب سيضطر إلى الاكتفاء بحكاية القصة دون مشاهدتها وسيصبح كجائع يصف له الشابعون مذاق الطعام، والغائب سيحرم من إلقاء نظرة الوداع على أبطال عاش معهم وأحبهم وانفعل بهم، والغائب سيفقد تلك الـ«ياااااااااااه» التى سيقولها كلما حكى لأحد عن نهاية مصائر أبطال المسلسل الذى عاش معه أياما وليالى.
 
فى هذا الملف نحاول أن نتأمل كيف شكلت الحلقة الأخيرة من مسلسلات تراث الدراما المصرية وجدان المصريين على مدار عشرات السنين، فقد مرت الحلقات الأخيرة لمسلسلات رمضان الماضى سريعة مفاجئة، وهو ما استدعى نهايات مسلسلات تراث الدراما المصرية وما تركته فى نفوس المشاهدين من آثار باقية حتى الآن، ولسنا هنا فى سبيل المقارنة بين الحالتين، فالوقت مازال مبكرا على الحكم على المصير، وأية مقارنة ستكون ظالمة بين الحالتين، لكن من حقنا أن نتساءل: هل سيكسب الزمن حلقات مسلسلات 2018 بريقا إضافيا أم ستتوارى مع الأيام؟ سؤال سوف يجيب عنه الزمن.
 

مسلسل «البخيل.. وأنا».. «مال الكنزى للنزهى»..  فريد شوقى فى أروع أدواره يموت على فراش المال.. والمصريون يفرحون فى «عوض» ويتعاطفون مع أبنائه

 


 
فى تسعينيات القرن الماضى، عندما كنا نشاهد مسلسل «البخيل وأنا»، كنا نحفظ إيفهات «لطفى» الذى كان يجسده الفنان وائل نور، و«عطا» الذى يعتبر نقطة انطلاق لفنان الكوميديا محمد هنيدى، بينما نظل نتأمل فى أداء الفنان الكبير فريد شوقى الذى قدم واحدًا من أشهر أدواره مقدمًا صورة خاصة لـ«البخيل» متميزة فى الدراما المصرية، وربما فى الدراما العالمية.
 
ويشهد المسلسل أحداثًا درامية وكوميدية حول شخصية عوض «فريد شوقى» والذى كان يعمل «كومسيونجى» أو تاجر شنطة، ويعرض منتجاته على الموظفين بالمصالح الحكومية، والذى يكنز المال فى غرفة خاصة بشقته دون علم أسرته، والتى كان يحرمهم من أبسط حقوقهم كى يعيشوا حياة كريمة، لكن عوض فى كل ذلك لم يحسب حساب الموت.
 
قصة البخيل وأنا تحمل الكثير من المعانى والرسائل، المقدمة بفنية عالية، وذلك ما تراه عند متابعتك لأحداث المسلسل الذى لا تمل منه مهما تم عرضه، حيث إنك تشعر فى كل مرة كأنك تراه للمرة الأولى، وتنجذب بكل حواسك لمتابعته وتتشوق لمعرفة ما الذى سيحدث فى الحلقة الأخيرة.
 
ويستمر عوض فى بخله، ولا يستمع إلى نصائح شقيقه التوأم «عبد الرحمن» وهى الشخصية التى يجسدها أيضًا الفنان الراحل فريد شوقى، وطبعا شقيقه على النقيض تمامًا لشخصية عوض، لذا لم يكن أمام أبنائه إلا مواجهة الحياة القاسية كى يهربوا من حرمان أبيهم وبخله، فتتزوج «فردوس» حنان شوقى من رجل فى سن أبيها لمجرد أنه غنى وتفشل فى حياتها الزوجية وتنتهى بالطلاق، ويلجأ ابنه الأصغر «لطفى» لخدمة أصدقائه مقابل قروش قليلة، بينما يكرس الابن الأكبر «جلال» كل طاقته كى يصبح وكيل نيابة، وبالفعل نجح فى تحقيق حلمه، لكن نتيجة قسوة أبيه يقوم ببيع البيت الذى كانوا يسكنونه مقابل المال.
 
وهكذا تتوالى الأحداث والصراعات حول بيع البيت دون علم الأب الذى يعلم الحقيقة فى الحلقة الأخيرة، ويطلب الدخول إلى غرفته المعبأة بالمال، ليموت على فراش المال، وتنتهى مأساة أولاده الذين تركوا عزاء والدهم ليكونوا فى رحاب التركة، وتتلخص أحداث المسلسل فى رسالة مهمة هى «مال الكنزى للنزهى».

الفرق بين نهاية الروايات والمسلسلات..  «فيرتيجو» الراجل بقى «ست».. وسيناريست «حديث الصباح والمساء» كان له تصور «تانى خالص»


 
تزخر الدراما المصرية والعربية، بالعديد من الروايات التى تم تحويلها إلى مسلسلات، إلا أن المفارقة بين الاثنين، تكمن فى رؤية كاتب السيناريو والمخرج، فإذا ما كان الكاتب حرا فى وضع نهاية معينة للرواية، فإن السناريست وكذلك المخرج يكون لهما رأيا آخر.
 
أشهر هذه الأعمال الروائية، التى تحولت إلى مسلسل تليفزيونى، هو رواية «حديث الصباح والمساء»، للكاتب العالمى نجيب محفوظ، الفائز بجائزة نوبل للآداب 1988، التى صدرت لأول مرة عام 1987، وحينما تم تحويلها إلى مسلسل تليفزيونى، جاءت مختلفة تماما عما صدرت عليه فى المسلسل الذى عرض لأول مرة فى 15 من نوفمبر 2001.
 
كتب نجيب محفوظ رواية «حديث الصباح والمساء» معتمدا على فكرة التراجم، وهى فكرة قائمة على سرد سير الشخصيات، والمرتبة وفقا للترتيب الأبجدى، إلا أن نجيب محفوظ أضاف فى رواية «حديث الصباح والمساء» على أسلوب التراجم، فكرة الربط بين الشخصيات، بهدف إمكانية قراءة الرواية من خلال أى شخصية يختارها القارئ، ليجد نفسه يكمل دائرة الأحداث، دونما أن يخل ذلك بالرواية إطلاقا، وعلى العكس جاء المسلسل الذى شاهده الجمهور العربى، بطريقة مختلفة جذرية بعدما تعرض لمعالجة درامية من كاتب السيناريو والمخرج.
 
الرواية الثانية، لشيخ الحكائين خيرى شلبى، وهى رواية «الوتد»، وإذا ما اتفقنا على أن نهاية الرواية لم تختلف عن نهاية المسلسل إلا فى الصورة المشهدية، فإن الكاتب حاتم حافظ أوضح فى تصريحات لـ«اليوم السابع» أن الرسالة الأساسية من الرواية التى سعى إلى إيصالها خيرى شلبى، هى التى تلقاها الجمهور بطريقة مختلفة، ولم يلتفت إليها إلا عدد قليل منهم فهم المغزى من الرواية والمسلسل أيضًا.
 
ويشير حاتم حافظ، إلى أن خيرى شلبى أراد من رواية «الوتد» التأكيد على دلالة الشخص القائد المنفرد، والذى إذا ما رحل، فإن النتيجة المتوقعة والبديهية هى فشل الآخرين فى الإمساك بزمام الأمور من بعده.
 
الرواية الثالثة، للكاتب بهاء طاهر، وهى رواية «واحة الغروب»، التى صدرت فى عام 2006، وتم تحويلها إلى مسلسل فى عام 2017، لم يكن الاختلاف فى النهاية بين الرواية والمسلسل فقط، بل تعمدت كاتبة السيناريست هالة الزغندى تغيير مصائر الأبطال ومنحهم نهايات مختلفة عن الرواية، بهدف المحافظة على شغف المشاهد من أجل المتابعة على مدار شهر رمضان. أما الرواية الرابعة، فهى «فيرتيجو» للكاتب أحمد مراد، والتى صدرت فى عام 2007، وتم تحويلها إلى مسلسل تليفزيونى عام 2012، هذه المرة لم تكن نهاية الرواية مختلفة أو نهاية المسلسل، بل كان التغيير جذريا منذ البداية. ففى رواية «فيرتيجو» تابع القراء مسيرة المصور أحمد كمال، ورحلته المثيرة فى عالم الفساد منذ وجوده بمحض الصدفة فى قاعة «فيرتيجو» والتقاط صور للقاتل أثناء قيامه بعملية تصفية لعدد من الأفراد.
 
فى هذا السياق، جاء مسلسل «فيرتيجو»، إلا أن المسلسل كان مختلفا حينما فوجئ جمهور القراء والدراما بأنه تم استبدال البطل بالبطلة «فريدة» والتى جسدتها الفنانة هند صبرى، ووفقا لهذا حافظ كاتب السيناريو على الخط الأساسى لقضية الرواية دون إحداث أى تغيير فيه، إلا فى حجم مساحات ظهور الشخصيات على الشاشة الفضية وداخل الرواية.

خالتى صفية والدير.. حربى ملحمة مأساوية ماتت فمات كل جميل..  3 أيقونات للحزن.. والشارع المصرى يهتف: «رحت فين يا حربى»


 
 
أربعة وثلاثون دقيقة من بكاء لا ينتهى إلا بالحلقة الأخيرة من مسلسل خالتى صفية والدير، الذى مات بطله الفنان ممدوح عبدالعليم فى بدايته، ثم تركنا الكاتب بهاء طاهر مع الأحزان، فظل البكاء مرافقا لنا فى كل مشهد من الملحمة المأساوية لحياة فارس شاب يدعى حربى. وحربى هو «كريزة البلدة»، الرجل الشهم المحبوب من الجميع، والذى لم يرتكب أى خطأ سوى أنه أحب امرأة وأحبته أخرى، هى الفنانة القديرة بوسى، والتى تزوجها خال حربى «القنصل» فقررت الانتقام منه، وادعت عليه كذبا فربطه الخال الذى جسد دوره الفنان عمر الحريرى، فى شجرة وأخذ يجلده حتى ذاب جلده وحربى يتوسل إليه لذا لم يجد مفرا من قتل الخال لينتهى به الأمر فى السجن. وفى حلقته الأخيرة برزت ثلاث أيقونات للحزن، أولهم الفنان سيد عبدالكريم، الذى جسد دور المقدس بيشوى، وهو الرجل الذى أحب حربى مثل ولده وكان يخدمه وقت مرضه بعد خروجه من السجن، فحزن عليه لدرجة أنه فقد عقله وانطلق فى الشوارع يصرخ باسمه، فقط ينادى من قلبه بصدق «رحت فين ياحربى.. رحت فين ياولدى».
 
الثانى كان الفنان حمدى غيث، وقام بدور الشيخ إبراهيم، والد صفية والحقيقة أنه كان والدا لحربى أيضا، فهو صوت العقل والضمير الذى حاول طوال المسلسل حماية حربى من الحقد الذى يغلى كالنار فى قلب ابنته. الثالثة كانت صفية وجسدت دورها الفنانة بوسى، وظهرت مقهورة من قيام حربى بقتل أحد مطاريد الجبل، والذى حاول قتله بأمر منها، فبدت كالمجنونة، لا تصدق كيف ينجو حربى من كل هذه المحاولات التى تقوم بها لقتله ثم فى نهاية الحلقة وهى مريضة طريحة الفراش، بعد أن قضى عليها خبر موت حربى، فانهزمت من جديد أمام حبه ونسيت تلك السنوات التى تزوجت فيها وكل الأحداث والصراعات حتى نسيت ابنها، ولم تتذكر سوى حربى وظلت تتحدث عن زيارته لطلب يدها من والدها، فمحا الحزن كل هذه الذكريات وترك حربى حيا بداخلها ثم ماتت وانتهت الملحمة.
 

«دنياك سكك حافظ على مسلكك»..  فى الحلقة الأخيرة من «أرابيسك» تحولت قضية حسن إلى قضية قومية وغاب السؤال عن مصير قضية هدم فيلا برهان وحضرت قضية الهوية المصرية


 
مسلسل حسن أرابيسك يعد من عيون الدراما المصرية التى أسهمت بشكل كبير فى تربية الوجدان المصرى والعربى، وزرعت فى القلوب انتماء إلى هذا الوطن.
 
بالنسبة لى صارت شخصية حسن أرابيسك التى صاغها أسامة أنور عكاشة من أهم علامات الشخصية المصرية، فقد تجسدت شخصية ابن البلد فيه، هو ابن البلد، بالألف واللام، شهامته، جدعنته، شجاعته، تصعلكه، أحلامه، خفة دمه، تهوره أحيانا، ميله للصدق حتى ولو على حساب راحته أو حريته، استهزاؤه بالصعاب والمصائب، سخريته من التدنى والتكالب، حتى مشيته العابثة المترنحة، صورته وهو يمشى آخر الليل صارت بالنسبة لى معادلة أيقونية له، يخطو فى الشوارع وكأنه ملكها، يضرب أحجار التعثر فى الأرض وكأنه يؤدبها يربت على البيوت القديمة الدافئة بنظرة من عينه الحانية، يشق الهواء بصدره المفتوح كفارس لا يتهيب من غبار المعارك، يبتسم حتى تكاد تسمع صوت ابتسامته، ثم يتجهم فتكاد تسمع أصوات قبيلة من نحيب، أصله الشارع أو قل هو أصل الشارع.
 
منذ بداية المسلسل والجميع ينتظر ما ستؤول إليه أحوال هذا الرجل الأسطورى بين أخلاق ابن البلد ومجتمع آثر التشويه؟ ففجر «أرابيسك» فى الحلقة الأخيره سؤاله المهم؟ احنا مين؟ وقد ظهر هذا حينما اتفق معه الدكتور برهان على أن يتولى بناء فيلا «تحفة» تجمع تاريخ مصر الطويل، فسخر «أرابيسك» من هذا الاتفاق بينه وبين نفسه، وترك الفيلا التى يعرف أن أساسها متهاو لتسقط فى الزلزال، ولما حبسته السلطة بتهمة هدم بناء دون ترخيص، دافع عن نفسه بخطبة عصماء ألقاها فى السجن أمام المساجين، وكأنه يخاطب مصر كلها التى أصبحت بفعل فاعل داخل الزنزانة، لتتحول القصة كلها إلى رمز لحال مصر، بعد أن أتعبها المخربون وضاق أبناؤها الأوفياء بالزيف والمغالطة، ويضع من حب مصر شرطًا أساسيًا لاقتراح صيغة النهضة.
 
يقول حسن أرابيسك أمام المساجين الذين يعتبرهم قاضيه الحقيقى «سواء كان أنا.. أو الزلزال.. أو التوابع.. فاللى حصل ده كان لازم يحصل، لأنه الترقيع مينفعش، السَلَطة متنفعش، البزرميط مينفعش، وبعدين الفن مهوواش طبيخ، الدكتور برهان جه وقال عايزين نعمل تحفة، ترمز لتاريخ مصر كله، بس تاريخ مصر كبير أوى وطويل، فرعونى على قبطى على رومانى على يونانى على عربى، ومن ناحية تانية بتبص على البحر لكن الذوق غير الذوق، الطعم غير الطعم واللون غير اللون، ومفيش حاجة جت وعجنت ده كله فى بعضه وطلعت فن مصرى نقدر نقول عليه الفن المصراوى اللى بجد، يبقى نعمل اللى احنا عارفينه، وأنا لعبيتى إيه «الأرابيسك» يبقى نتكل على الله ويلا، واحد تانى يقول مصرى مصر دى طول عمرها على البحر وزى ما الأوروبيون عملوا احنا نعمل، الجريك والفرنساويين واليونان أخدوا مننا وهضموا واتطوروا، نعمل زيهم ونطلع لقدام، ماشى مبقولش لأ مادام فاهم وبيحب مصر، والحمد لله إن الفيلا وقعت عشان نرجع ونبتدى مع مصر من أول وجديد على ميه بيضا، لكن المهم نعرف احنا مين وأصلنا إيه وساعة مانعرف احنا مين هنعرف احنا عايزين إيه، وساعتها نتكل على الله».

لماذا لا يحب المصريون النهايات المفتوحة؟.. المشاهدون يرفضونها دينياً «لإن ربنا مابيرضاش بالظلم» ويرون الحلقة الأخيرة «يوم الحساب».. واجتماعياً «لإن الحياة متلخبطة خلقة»


 

 

«الحلقة الأخيرة النهاردة» هذه الجملة شكلت إحدى أهم المقولات الثقافية فى التاريخ المصرى الشعبى، ومنذ أن بدأت الدراما التليفزيونية تعرف طريقها إلى البيوت وحتى اليوم، لكنها بلغت قمة مجدها فى ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، فى زمن الملاحم الدرامية.
 
بالطبع نتذكر فى البدايات، كان المسلسل المصرى لا يتجاوز الثلاث عشرة حلقة، زادت بعد ذلك لخمس عشرة حلقة وصلت إلى ثلاثين، بل تجاوزتها لفكرة المواسم، ومع ذلك فإن كل شىء لا قيمة له ما لم تكن الحلقة الأخيرة مجيبة عن الأسئلة المحيرة التى تشغل المشاهد طوال الحلقات، حيث يظل المشاهد متحملا كل الظلم والإجحاف والتفسيرات غير المفهومة من أجل الحلقة الأخيرة التى حتما سيجد فيها تحقيق العدالة والنجاح ونصرة المظلوم وهلاك الظالم والزواج السعيد.
 
المهم أن أى مسلسل يؤمن بفكرة التجريب، ويحب أن يقدم نهاية مفتوحة فلن يحقق نجاجا يذكر مع الناس، حتى لو أعجب الناس بالحلقات نفسها، ليس هذا فقط بل إنهم حتى لا يحبون النهايات التى لا تتفق مع توقعاتهم، مثل أن يعيش «الظالم» ولا يخضع للعدالة الإنسانية، ومن المسلسلات التى لم تكن نهايتها متوافقة مع الحالة النفسية للمشاهد المصرى مسلسل «سامحونى ما كنش قصدى» للنجم ممدوح عبد العليم والفنانة إلهام شاهين، كذلك مسلسل قديم بطولة نور الشريف وصلاح السعدنى وصفاء أبو السعود وسميحة أيوب اسمه «ولسه بحلم بيوم» إنتاج 1981، فعندما وضع المخرج يوسف مرزوق «نور الشريف» الشرير فى مواجهة مع المغلوب على أمره «صلاح السعدنى» فى الحلقة الأخيرة وترك النهاية مفتوحة ولم ينصر المظلوم بشكل واضح، شعر المشاهد باختلال العدل.
 
والسؤال لماذا لا يحب المصريون النهايات المفتوحة؟ فى ظنى أن جزءا كبيرا من ذلك يرجع إلى «عقيدتهم الدينية» ولأنهم «متدينون بطبيعتهم» فالدين سواء إسلامى أو مسيحى يحتوى على فكرة أن «النهايات» أفضل دائما للمظلومين والمقهورين والحالمين، والحلقة الأخيرة بالنسبة للمشاهدين هى «يوم الحساب» الذى يأخذ كل شخص جزاءه، لذلك هم لا يقبلون سوى بـ«العدل والرزق الواسع».
 
الأمر الثانى لرفض النهايات المفتوحة، هو أن المصريين، ومنذ الحلقة الأولى يبحثون عن التشابهات بينهم وبين شخصيات المسلسل، فيرون أن الأحلام التى يعجزون عن تحقيقها فى الواقع يمكن لأبطالهم الخياليين أن يحققوها، لذا لا يقبلون بهزائم هذه الشخصيات ولا عدم اتضاح نهاياتها لأن ذلك سوف يربكهم بشدة.
 
ثالث الذى يدفع المصريين لعدم قبول النهايات المفتوحة، أنهم رغم إدراكهم الفعلى بأن الحياة، حمالة أوجه، لكنهم لا يحبون ذلك، خاصة الموظفين والعمال، الذين يرون أن رزق الله يرتبط بالعمل والاجتهاد، لا بالاحتمالات غير المتوقعة للحياة، لذا يسعون لرؤيتها فى المسلسلات لأن هذه الاحتمالات تفاجئهم بشكل يومى.
 
لكن الخطورة الكبرى فى عدم حب المصريين للنهايات المفتوحة، أن ذلك يتفق وطبيعة الكسل، وعدم الرغبة فى التفكير وطرح القضايا ذات «الصبغة الفلسفية» والإصرار على الكلمة الأسهل «وخلص على إيه؟».
 

«الليل وآخره».. يا شمس يا منورة غيبى..  وردة فى حضن أخيها البدرى بدار بعد سنوات الهروب من «ذئاب الجبل»


 

 

«وعاشت حسنات 17 سنة فى بيت المنشاوى، جنب رحيم لحد ما ماتت وادفنت جنبه، وبدل البكا عليه تغنيله غنوته اللى كان يحبها، يا شمس يا منورة غيبى وكفاية ضيك يا حبيبى، وودى يا ليالى وجيبى، وانا ألاقى زيك يا حبيبى».. كلمات اختتم بها مسلسل «الليل وآخره» الحلقة الأخيرة، معلنا نهاية قصة حب رحيم المنشاوى «يحيى الفخرانى» وحسنات «نرمين الفقى»، التى أوجعت أخذت بقلوب قلوب المشاهدين على مدار 30 حلقة، لكن تظل «الماستر سين» فى المسلسل عندما ذهبت والدته، التى كانت تؤدى الدور القديرة «هدى سلطان» لإيقاظه من النوم فوجدته ميتا على فراشه، قبل ساعات قليلة من تحقيق حلمه بالزواج من حبيبته الراقصة «حسنات»، بعدما حالت العادات والتقاليد دون ارتباطهما سنوات طويلة.
 
بالطبع فإن الحلقة الأخيرة من «الليل وآخره» لا تعيد إلى الأذهان فور تذكرها، سوى البكاء والحزن على قصة الحب التى لم يأذن القدر باكتمالها، قصة حب رحيم الرجل الأربعينى والأخ الأكبر لـ5 أشقاء لعائلة «عمران المنشاوى» والراقصة حسنات، التى عارضها أهله وأخوته وكافة من حوله، لتلقى الضوء على الكثير من المشاكل التى كان ومازال يعانى منها المجتمع الصعيدى، إذ كان «الليل وآخره» واحدا من أبرز المسلسلات التى تتناول مجموعة من القضايا المجتمعية المهمة.
 
وعلى مدار 30 حلقة، ناقش المسلسل قضية الطبقية والميراث واستبداد الأخ الأكبر الذى يتحكم بكل أمور العائلة، إذ حارب رحيم عائلته واستولى على أموال أخوته انتقاما منهم لرفض زواجه من الراقصة حسنات، التى وقع فى حبها منذ اللحظة الأولى التى رآها فيها بأحد الحفلات الصغيرة، وقرر الزواج منها، متناسيا زوجته وأولاده وأسرته واسم العائلة الذى ضحى لسنوات طويلة لرفعه عاليا بالسماء.
 
وضع المسلسل المشاهد فى صراع كبير بين التعاطف مع حق رحيم فى الزواج من حب حياته الذى التقاه دون حسابات بعد أن كبر سنه بعدما مر العمر به مقدما مصحلة العائلة على رضاه النفسى، إذ تولى مساعدة والده «عمران» منذ طفولته، وضحى بتعليمه وطموحاته لتربية أشقائه، ليصبح الأول طبيبا مشهورا، والثانى مستشارا فى القضاء، والثالث ضابطا، والرابع صحفيا، هذا التعاطف لا يحسمه سوى الموت، الذى يجعلنا نعيد حساباتنا بشكل مختلف، عندما عرفنا بأن كل شىء سينتهى.
 

الحلقة الـ18 اتردت فيها المظالم..  وردة فى حضن أخيها البدرى بدار بعد سنوات الهروب من «ذئاب الجبل»


 

 

«ولابد عن يوم محتوم تترد فيه المظالم أبيض على كل مظلوم وأسود على كل ظالم».. لم تكن هذه الكلمات مجرد أبيات منظومة ومرتبة ضمن مجموعة من الجمل الغنائية لتتر المسلسل الصعيديى الأشهر «ذئاب الجبل»، إنما كانت بمثابة مهدئ ومسكن للجمهور المتابع لحلقاته والمنتظر لهذا اليوم المحتوم الذى تترد به المظالم، وينتصر الحق المتمثل فى شخصية «بدرى بدار» التى لعبها الفنان «أحمد عبدالعزيز» وتثبت براءته فى قضية قتل شقيقته «وردة بدار» التى اتهم بقتلها ظلماً.
وعلى مدار 18 حلقة مدة كل منها 45 دقيقة، كانت هذه الكلمات تتردد فى أذهان الجمهور المتلهف لذلك اليوم الأسود على كل ظالم، وهنا تجسد الشر والظلم فى هيئة «علوان أبوالبكرى» الدور الذى أتقنه الفنان الكبير «عبدالله غيث» الذى كان يطمح فى الحصول على مكانة خاصة بين عائلته هوارة، لكن بطرق غير مشروعة فاستسلم لأهوائه وغرق فى بحر ملذاته وتزوج من خادمة، وبعدما علم بحملها قتلها وتخلص من السبب الذى من الممكن أن يعيق طمعه فى أن يصير كبير عائلته، حيث طعنها عدة طعنات وشوه الجثة تماما، كى يخفى معالمها ويصعب التعرف عليها.
 
وتزامن هذا الفعل الدرامى/ الدموى مع هروب «وردة بدار» رغماً عن أخيها «البدرى» وتحدياً لعادات وتقاليد المجتمع القبلى الرافضة الزواج من أغراب، مما وجه أصابع الاتهام لـ«البدرى» فتم اتهامه بقتل شقيقته واعتقدت المباحث المتمثلة فى شخصية الضابط «عاصم بيه» الذى قدم الدور الفنان الراحل عبدالله محمود، أن جثة الخادمة المشوهة هى جثة وردة، وهنا لم يكن أمام «البدرى» سوى الهروب.
 
اشتدت العقدة الدرامية، وظل الجمهور فى انتظار تغيير الأحداث، وظهور خطوط جديدة تغيير واقع هذا البطل المظلوم وتنصر الخير على الشر، وطالت مدة هروب «البدرى» دون أن تطول معها الحلقات، مما سرع الإيقاع وتوالت الأحداث فى شكل منطقى لاعبة على عنصر التشويق وبعيدة كل البعد عن الملل فى تلهف وانتظار وتشوق للحلقة رقم «18» أو الحلقة الأخيرة.
 
وبالفعل بعد رحلة الهروب والمراحل التى مر بها «البدرى» بداية من تخفيه بين المطاريد فى الجبل، وحتى زواجه من ابنة رجل ثرى وتحوله إلى صاحب إحدى شركات المقاولات الكبرى فى مصر باسم مستعار «فاروق القناوى»، واقترابه من الوصول لشقيقته والتعرف على حقيقة أنها لا تزال حية ترزق، جاءت اللحظة الحاسمة ووصلت الدراما إلى ذروتها، فى الحلقة الأخيرة التى طال انتظارها على الرغم من قصر عدد الحلقات، وتم القبض على «البدرى» وازداد الأمر تعقيداً، لكن فى اللحظة الأخيرة دفعت الغيرة زوجته البدرى للذهاب إلى منزل «وردة» التى لا تعلم أنها شقيقته لتكتشف وقتها قصة زوجها وتتعرف على اسمه الحقيقى، وتصطحبها إلى قسم الشرطة ليتلاقى الأخوان بعد طول غياب، وتتنهى الحلقة وهما فى حضن واحد طويل مثير لبكاء المتفرجين، بينما نستمع التتر للمرة الأخيرة، لكنه متحقق تماما ولا بد من يوم محتوم تترد فيه المظالم.

«يتربى فى عزو».. ماما نونا رمز الأمومة التى أبكت مصر..  رغم الحس الكوميدى.. حمادة عزو يفقد نفسه ويستعيدها بوفاة والدته


 
عندما سأل الشاعر الكبير محمود درويش، الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودى، عن الطقوس التى دعته لكتابة قصيدته الشهيرة «يامنة» قال إنه تذكر إحدى الأكلات التى كانت تعدها عمته يامنة عندما كان صغيرا، فقام بتحضيرها وهو يكتب كلمات تلك القصيدة، هذا هو نفس ما فعله الفنان القدير يحيى الفخرانى، لتذكره محبوبته الأولى أمه «ماما نونا» كريمة مختار، بعد رحيلها أثناء أحداث مسلسل «يتربى فى عزو».
 
يمكننا القول إن مسلسل «يتربى فى عزو» للفنان الكبير يحيى الفخرانى والفنانة الكبيرة الراحلة كريمة مختار، هو التجسيد الحقيقى للأمومة وحنانها وحقيقة أن غياب الأم لا يعوضه أحد، وفقدنها هو فقدان لأهم ما يملك الإنسان فى الدنيا.
 
فى الحلقة الأخيرة فى مسلسل الذى بثه التليفزيون المصرى خلال موسم مسلسلات رمضان عام 2007، الذى ارتبط به الكبار قبل الصغار، وبـ تتره الذى قدمه المطرب الشهير هشام عباس، بدى «حمادة عزو» وكأنه غير مستوعب لرحيل أمه ومصدر قوته وسعادته وأكثر إنسان أحبه فى هذا العالم، ذلك المشهد الذى أسال دموع من شاهدوه، لصدق ما قدمه الفخرانى فى رثاء مفقودته، لذا كان لابد من بقائها بأى صورة كانت وتخليدها، فكانت فكرة تصميم عروسة صغيرة للأطفال على شكلها تحمل تسجيلا صوتيا لها، لتبقى أمامه وليملأ رغبة الإنسان لديه فى بقاء كل شىء جميل لا يتقبل فكرة رحيله.
 
تلك العروسة التى أصبحت فيما بعد أيقونة لعب الأطفال، بعدما اتفق معه إحدى رجال الأعمال «فاروق فلوكس»، من أجل تحويل الفكرة إلى حقيقة، وتكون أكبر ذكرى تخلد تلك الأم العيظمة.
 
«نونا» التى جسدتها باقتدار وعبقرية الأم المصرية الفنانة الكبيرة الراحلة كريمة مختار، كانت لها مفعول السحر فى حياتها وفى رحيلها، فكلما كانت تتمنى أن يجمع «حمادة» أبنائه من حوله وتجمع العائلة من جديد، كانت أحداث وفاتها بمثابة ميلادا جديدا لتلك الأسرة التى تفككت بسبب عناد وأفعال طفلها المدلل «حمادة».
يعود حمادة إلى استكمال عمله وتنفيذ ما كانت توصيه به أمه، فيعيد الحياة إلى مصنعه كما يعيد عماله القدامى، ويعطى لـ«بلوتو» فاروق نجيب، %10 من نسب المصنع كما أوصته نونا قبل رحيلها، كما يعود بابنه إبراهيم «أحمد عزمى»، ويساعده ليقبل فى «الخارجية»، ويتنازل عنه شكوته ضد ابنه الأكبر حسام «ياسر جلال» مع ابنته المقربة «داليا» التى تنجب له حمادة الصغير تلك الطفل الذى يختم به معه أحداث المسلسل، وكأنه يدلل على ميلاد حمادة جديد وسط حب جده حمادة الكبير، ليعطى له جزءا مما أعطته «نونا»، ولينهى كما تقول كلمات الشاعر أيمن بهجت قمر «يتربى فى عزو حمادة عزو».
 

ولا يا حمو التمساحة يلااااا..  بعد 22 سنة من عرض المسلسل.. «الراية البيضاء» تنبأ بتراجع دور المثقف أمام سطوة الجنيه.. وبلدوزر فضة المعداوى يسحق فيلا أبوالغار.. وكله بالقانون


 
«ولا يا حمو التمساحة يلاااا».. كلمات رددتها القديرة الراحلة «سناء جميل» فى دور الحاجة «فضة المعداوى» على مدار 16 حلقة من المسلسل الأكثر مشاهدة وقتها «الراية البيضاء» الذى تم إنتاجه عام 1987 وكان أول بث له فى عام 1988، لينقل للشاشة قصة حقيقة كانت تدور حول الخلاف على فيلا أثرية بين تاجرة وأحد المسؤولين السابقين، وتتنبأ أحداثه بالمستقبل الذى يواجه ذلك المسؤول فى عصر الانفتاح وسيطرة المال على القيم والمبادئ وحتى التراث، مما يجعل هذا البطل الواقعى إلى رفع رايته البيضاء أمام سيطرة السلطة المتمثلة وقتها فى رأس المال.
 
فأحداث المسلسل حقيقية وتمت للواقع بصلة، كما يقولون، واستطاع كاتبها العظيم «أسامة أنور عكاشة» أن يتوقع من خلالها سيناريو هدم فيلا «عثمان باشا محرم» الموجودة على كورنيش الثغر أمام ملهى «كوت دازور»، بعد 22 عاما من عرض المسلسل، حيث جاء الهدم تنفيذاً للقرار رقم 47 لسنة 2010، نتيجة لثغرة فى القانون وإصدار قرار الإزالة قبل قرار تصنيف الفيلا كونها أثرية.
 
فاستطاع صناع العمل أن ينقلوا الواقع بصراعه كما هو وتمكن المخرج «محمد فاضل» فى أن يبث الروح فى شخصياته ليحولها من مجرد تيمات مكتوبة على ورق إلى شخصيات حقيقية لحم ودم، ليمتزج خيال القصة بالواقع وتنقل شخصية مثل «فضة المعداوى» جبروت تاجرة خردة حقيقية فى الإسكندرية مع بعض التعديلات البسيطة فى أبعادها الشكلية والاجتماعية، حيث قدمتها الدراما كتاجرة سمك متحكمة فى سوق السمك بالإسكندرية، وطامعة فى الحصول على فيلا أثرية ربما للصعود بأبراج سحابية تزيد من اموالها أموالاً لتزيد من طغيانها وظلمها وتجبرها.
 
ويقال إن الفنانة «سناء جميل» اندمجت فى هذه الشخصية إلى الحد الذى جعلها تعيشها فى واقعها خلف الكاميرات، ففى أثناء التصوير كانت شخصية حادة جدا قاسية فى التعامل مع زملائها على غير عادتها الودودة مع الأخرين، وظلت على هذا الشكل حتى بعد الانتهاء من التصوير، حتى تعافت مع الوقت من عدوى فضة المعدوى، الشخصية التى تركت بصمتها على الدراما التلفزيونية، وعلى الرغم من مرور 30 عاما على عرض المسلسل، مازالت جملتها «ولا يا حمو التمساحة يلا» التى رددتها طوال الحلقات، خاصة فى الحلقة الاخيرة و«الإكو» أو التأثير الصوتى الذى أدخل عليها فى آخر مشاهد الحلقة يتردد فى أذننا ونتذكره جيدا.
 
والممثلون جميعا كانوا أداة ناجحة جداً من أدوات المخرج ولا نستطيع أن نغفل أهمية كل من القدير «جميل راتب» الذى عرف بأدوار الشر، وكانت المرة الأولى له التى يتخلى فيها عن شخصية الفيلم، ويجسد دور السفير مفيد أبو الغار صدق فنى، أيضاً سمية الألفى بدور الصحفية أمل صبور، هشام سليم بدور الفنان هشام أنيس، هادى الجيار بدور أستاذ الفلسفة العربى حنفى، فجميعهم قدموا ملحمة درامية سابقت الوقع وتنبأت بالمستقبل وجسدت تحكم رأس المال فى فترة زمنية تراجع بها دور المثقف أمام «الجنيه».

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة