دعا الرئيس المنتهية ولايته لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى عدم التضحية بجهود شاقة بذلت على مدى قرن لحظر الأسلحة السامة من أجل تحقيق مكاسب فى نزاعات سياسية آنية.
ودعا أحمد أوزومجو، فى مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس قبل أيام من تركه منصبه، الدول الاعضاء ف المنظمة إلى تخطى الإنقسامات الحادة فى وقت يعمل فريق من المنظمة فى بريطانيا على التحقيق فى هجوم محتمل بواسطة غاز الاعصاب.
وتنص معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية التى وقعت فى 19970 على منع استخدام وإنتاج وتخزين أسلحة مثل غاز الخردل الذى استخدم فى الحرب العالمية الأولى وفي بلدة حلبجة الكردية في 1988.
وقال أوزومجو "احتاج المجتمع الدولي إلى أكثر من مئة عام من أجل التوصل إلى نظام كهذا، من المؤسف جدا التضحية بذلك لمصالح سياسية آنية".
ووقع 193 بلدا معاهدة الانضمام الى المنظمة وتم التخلص من 96 بالمئة من المخزونات العالمية المعلنة. ونسبة 4 بالمئة المتبقية موجودة في الولايات المتحدة ومن المقرر التخلص منها بحلول 2023.
على الرغم من ذلك فقد شهدت الحرب السورية مزاعم متكررة بحصول هجمات كيميائية ضد مدنيين، وتلقت المنظمة 85 تقريرا بحصول هجمات كيميائية تم اثبات 14 منها.
وزُج بمحققي المنظمة الذين عادة ما يعملون خلف الاضواء في نزاع يتابعه العالم وتحت انظار مجتمع دولي قلق.
وقال اوزومجو "اضطررنا لاعادة هيكلة العمل وترتيب الاولويات من جديد... اضطررنا لتحضير طواقمنا وتدريبهم من اجل الذهاب الى مناطق النزاع في سوريا".
وحتى بعد "اكثر الحوادث اثارة للصدمة" عندما تعرض فريق تابع للمنظمة الى هجوم وحوصر في مايو 2014، لم تعان المنظمة من نقص في المتطوعين بما في ذلك الفريق الذي توجه الى بلدة دوما السورية في ابريل.
وفي تقرير فصلي استبعد خبراء فرضية استخدام غاز السارين في مقتل نحو 40 مدنيا في دوما، الا انهم لم يستبعدوا استخدام غاز الكلور.
اكد اوزومجو ان الفرق كانت تعمل انطلاقا من "الاحساس بروح السعي لتحقيق الهدف، فهم يعتقدون انهم يساهمون في قضية نبيلة ويتخلصون من الاسلحة الكيميائية وبالتالي يمنعون استخدامها وايذاء الناس".
الا ان هذه المنظمة التي فازت بجائزة نوبل للسلام بفضل أعمالها، اصبحت تشهد خلافات كثيرة بين الدول الغربية، وروسيا الحليف الرئيسي لسوريا ومؤيديها.
وقال "آمل في ان ينتهي الخلاف بين الدول في وقت قريب جدا وان تتحد مرة اخرى كما كان الوضع سابقا".
وحذر من ان الاسلحة الكيميائية كذلك تتطور حتى ان جهاديي ما يعرف بتنظيم الدولة الاسلامية يستخدمون غاز الخردل.
واضاف ان "خطر انتشار هذه الاسلحة كبير جدا، يجب ان نكون مدركين لذلك" في اشارة بشكل خاص للجهاديين العائدين الى بلدانهم الام. وبعد عملية تصويت مهمة جرت الشهر الماضي اضيفت مسؤولية جديدة للمنظمة هي تحديد الجهة التي تقف وراء اي هجوم في سوريا.
وأكد اوزومجو ان المفتشين سيراجعون كذلك هجمات سابقة مثل تلك التي وقعت في قرية اللطامنة شمال غرب سوريا في اذار/مارس والتي استخدم فيها غازا السارين والكلور، لتحديد الجهة التي تقف خلفهما
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة