هاشم الفخرانى

التوريث على الطريقة الأردوغانية

الثلاثاء، 17 يوليو 2018 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مر مرور الكرام على المتابعين للشأن التركى خبر تعيين صهر الرئيس التركى رجب طيب برات البيراك بالمجلس الشورى العسكرى الأعلى، بمرسوم رئاسى يتم بموجبه إعادة هيكلة المجلس وتعيين وزراء مدنيين بالمجلس الذى يعقد لترقية وإعفاء قيادات عسكرية من الخدمة بالجيش، فى إطار توسيع صلاحيات "أردوغان" وضم هيئة الإركان لوزير الدفاع " خلوصى أكار" صديق أردوغان الذى استخدمه كدمية فى ليلة تحرك الجيش التركى فى 15 يوليو 2016  .

وبحكم تعيين "البيراك " وزيرا  للمالية والخزانة فى الحكومة التركية الجديدة وقبل وضعه فى أى منصب يكفى أنه صهر للدكتاتور العثمانى فهو متزوج من ابنة "أردوغان" الكبرى منذ 14 عاماً ، فقد وافق المجلس على ضمه رغم وجود وزراء آخرين أكثر منه خبرة وأكبر منه سناً ، بل تم رفض وزير الداخلية "سليمان صولوا " وتمت الموافقة على "البيراك" ووزير التعليم الجديد ضياء سلجوق ، ولا أدرى ما أهمية تعيين وزير للتعليم فى مجلس يختار قيادات عسكرية كبرى ؟

وحتى كتابة هذة السطور لم يعلن "أردوغان" عن نائبه بالمجلس الأهم فى الجيش التركى لكن جميع المؤشرات تذهب نحو صهره  الذى لا يفارقه مثل ظله فى جميع المؤتمرات أو الجولات الخارجية ، بزعم وتحت مظلة تجديد الدماء فى المجلس العسكرى الأعلى واتاحة الفرصة للشباب لقيادة شئون البلاد .

وعلى أية حال فإن الهدف الخبيث من وراء تعيين صهر أردوغان بهذا المجلس هو وضع قدمه داخل المجمع الرئاسى ، حيث يخطط الدكتاتور العثمانى لجعله خليفة له بعد أن ينقضى أمره إما بالوفاة أو  بمحاولة اغتيال ولا سيما أن"أردوغان" تعرض لأكثر من 250 محاولة اغتيال منذ أن أصبح رئيسا للوزراء فى عام 2002

 

وإذا ما قرر "أردوغان"التنحى بحكم تقدم عمره ، فإنه لن يجد أفضل من صهره الذى علمه السحر وفنون اللعبة فى دعم الإرهاب والتطرف والمنظمات الإرهابية التى لم تجد أدفىء من حضن أردوغان ترتمى فيه ، عقب هزائمها المتوالية فى العراق بمدينة الموصل وسوريا فى مدينة الرقة  .

كما سيضمن "أردوغان" رقبته ورقبة أسرته بتولى صهره مقاليد البلاد ، ولاسيما بعد الجرائم التى ارتكبها بحق الشعب التركى من عمليات تنكيل بالمعارضين واعتقالات للمدنيين والعسكريين والصاق التهم بكل من سولت له نفسه ابداء رأيه ضد السياسة الأردوغانية.

لكن يبقى السؤال الصعب هل سيقف الجيش والشعب التركى أمام هذة المسرحية الهزلية وتحول الدكتاتور العثمانى تركيا من دولة إلى شركة ينقل ملكيتها إلى من يشاء وقتما شاء من دون تدخل العسكريين .. هذا ما ستظهره الأيام المقبلة .







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة