أكرم القصاص - علا الشافعي

قراءة فى قمة هلسنكى.. بوتين يضع حل الأزمة السورية بملعب ترامب.. الرئيس الأمريكى يقف فى صف الروس ويعادى أجهزة بلاده.. وكبير الكرملين يقتنص "غمزة" رجل البيت الأبيض.. و3 مستويات تحليلية تفسر مضمون اللقاء التاريخي

الإثنين، 16 يوليو 2018 10:39 م
قراءة فى قمة هلسنكى.. بوتين يضع حل الأزمة السورية بملعب ترامب.. الرئيس الأمريكى يقف فى صف الروس ويعادى أجهزة بلاده.. وكبير الكرملين يقتنص "غمزة" رجل البيت الأبيض.. و3 مستويات تحليلية تفسر مضمون اللقاء التاريخي جانب من وقائع القمة
كتب: محمد محسن أبو النور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى العلاقات الأمريكية ـ الروسية، يقف رئيسا البلدين تاريخيا على طرفى نقيض، غير أن هذا الثابت السياسى تغير فى قمة هلسنكى، تلك التى بدا فيه الرئيسان الأمريكى دونالد ترامب والروسى فلاديمير بوتين، فى حالة وفاق لم تشهدها العلاقات الثنائية بين بلديهما فى التاريخ الحديث، وظهر الرجلان أمام الكاميرات كصديقين أكثر منهما زعيمين لدولتين متنافستين فى كل المجالات على مر العصور.

 

المستوى الأول: وقائع مؤتمر صحفى صاخب

على هذا النحو يمكن قراءة قمة هلسنكى فى ضوء عدة مستويات تحليلية يتدحرج المستوى الأول نحو فهم ما حدث فى المؤتمر الصحفى المشترك للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ونظيره الأمريكى دونالد ترامب، فى ختام القمة التاريخية بين البلدين، حيث حرص الزعيمان على توجيه الرسائل الضمنية ليس لكل طرف منهما فحسب، بل إلى أطراف متعددة أخرى.

 

الأطراف الأخرى هى مكمن الحديث فى هذا المستوى فقد أهدى الرئيس الروسى نظيره الأمريكى كرة قدم من تلك التى خاضت بها الفيفا نهائيات كأس العالم فى روسيا، وقال له إن الكرة الآن فى ملعبك، ما اعتبر نأى روسيا بالنفس عن الأزمة السورية واعتبار موسكو نفسها جزءا من الحل وليست جزءا من المشكلة.

 

ويمكن قراءة تلك الحالة فى ضوء التصارعات العنيفة الداخلية بالإدارة الأمريكية، وفى تلك الحالة سيفهم من قول بوتين أن ترامب لا يملك من أمر إدارته شيئا وأنه لا يملك تغيير سياسات المؤسسات الأمريكية حول سوريا، تم هذا بعد أن هنأ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، نظيره الروسى، بنجاح تنظيم فعاليات كأس العالم 2018 فى روسيا.

 

المستوى الثانى: مضمون خطاب زعيمين

أما مضمون الخطاب، فيمكن بسهولة تحريه من خلال نوعية التصريحات التى حرص الجانبان على الإدلاء بها، وبدا كم كان ترامب وبوتين تواقين لوئام بعد عقود من التنافر وأن موسكو وواشنطن فى حاجة إلى بعضهما البعض فى مجالات الدفاع والحرب السيبرانية لمواجهة الأخطار الدولية وعلى رأسها الإرهاب والوضع فى الشرق الأوسط.

 

إذا لاحظنا ما قاله الرئيس الروسى فلاديمير بوتين من أنه "آن الأوان للتباحث بطريقة جوهرية"، فالدولتان تواجهان تحديات مشتركة. وأضاف بوتين، أن التعاون المشترك بين روسيا وأمريكا كفيل بحل الأزمة السورية، وتابع: "إحلال السلام فى سوريا يمكن أن يكون مثالا للتعاون بين البلدين"، وفقا لنص حديثه يتبين لنا هذا المضمون.

 

ويبدو واضحا، أن هناك رغبة حاسمة من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لإعادة أوجه العمل المشتركة بالكامل مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ما يمكن ملاحظته من خلال قول بوتين "نستهدف أن نعيد مجموعة العمل المشتركة بين الجانبين لمكافحة الإرهاب، لأن الجيشين الأمريكى والروسى لديهما خبرة فى التعاون الوثيق من خلال قنوات الاتصال والتى سمحت بمنع العديد من التصادم على الأرض وفى السماء"، فى إشارة إلى خبرات سابقة فى الشرق الأوسط وخبراء فى عدد من ميادين التنافس الاستراتيجى بين الدولتين.

 

المستوى الثالث: أجواء عابرة للبروتوكول بالقمة

أمريكيا، حرص ترامب على تغليف القمة بروح الدعابة من جانبه، حيث أرسل غمزة بإحدى عينيه إلى بوتين وهو ما أثار جدلا واسعا بين الإعلاميين من مختلف أنحاء العالم الذين تجمعوا يوم الاثنين فى المركز الإعلامى بالعاصمة الفنلندية لتغطية القمة الأولى من نوعها بين الرئيسين، بعد فترة توتر امتدت عددا كبيرا من السنين، ولم يتوقع المحللون أن تكون القمة بهذا الشكل من الأريحية.

 

واختلف المتابعون لأعمال القمة فى تفسيراتهم لهذه اللحظة، حيث اعتبر بعضهم أن الرئيس الأمريكى وجه رسالة لنظيره الروسى من خلال هذه الغمزة، فيما قال البعض الآخر إنه قام بهذه الحركة بصورة غير متعمدة، وهنا نميل إلى أن طبيعة ترامب غير المتحفظة العابرة للبروتوكول مع من يريد أن يكسر معهم حدة اللقاءات الرسمية جعلته يفعل أمرا كهذا وهو دليل على نية لا تخطئها عين فى البيت الأبيض لتغيير منحى العلاقات مع الكرملين.

 

بوتين، كان حاد الذكاء والتقط هذه النزعة فى ترامب لذلك طالعناه يقول: "خطونا خطوة أولى مهمة، وموسكو لم تتدخل بالانتخابات الرئاسية الأمريكية التى أجريت مؤخراً، ويجب عودة العلاقات بين موسكو وواشنطن إلى سابق عهدها"، مضيفا أن اجتماعه مع نظيره الأمريكى ـ الذى عادى أجهزة بلاده ورفض الحديث عن اتهام روسيا بالتدخل فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية ـ كان إيجابياً فى العديد من الملفات، وتابع: "اتفقنا على تشكيل مجلس مشترك بين رجال الأعمال الروس والأمريكيين".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة