تاريخ الشائعات على فيسبوك.. الحكاية بدأت من أيام تحذيرات الإصابة بالسرطان باتصال هاتفى.. هواجس التجسس لم تفارق المستخدمين فى 2009 وعقب 2011 اتجهت للحرب المعلوماتية.. والانتخابات الأمريكية أكدت نهج الموقع السيئ

الإثنين، 16 يوليو 2018 09:00 م
تاريخ الشائعات على فيسبوك.. الحكاية بدأت من أيام تحذيرات الإصابة بالسرطان باتصال هاتفى.. هواجس التجسس لم تفارق المستخدمين فى 2009 وعقب 2011 اتجهت للحرب المعلوماتية.. والانتخابات الأمريكية أكدت نهج الموقع السيئ شائعات على السوشيال ميديا
كتب محمد سالمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رغم تأسيس شركة فيس بوك فى عام 2004 لكن الموقع بدأ يعرف فى الوطن العربى وتحديدًا مصر فى بدايات 2008 تقريبًا حتى بلغ ذروته خلال عامى 2010 و2011 إلا أنه لسوء الحظ تحولت منصة التواصل عن غرضها وتحولت رويدًا إلى ساحة لتبادل المعلومات الخاطئة والمضللة سواء على الصعيد الدولى أو حتى ما نراه فى الشأن المحلى.

 

على مدار السنوات العشر الماضية نلحظ أن الشائعات أو المعلومات الخاطئة التى يتم تداولها عبر فيس بوك تطورت كثيرًا خلال هذا الفترة، وتحول من إطار ساذج بعض الشيء إلى أخبار خاطئة وأشياء مضللة تؤدى إلى كثير من العواقب التى لا تحمد عقباها.

 

تجربة بسيطة يمكنك إجرائها للتأكد من قصة تطور الشائعات أو المعلومات الخاطئة عبر فيس بوك خلال العقد الماضى، فقط قم بكتابة كلمة تحذير أو احذر واحترس فى المكان المخصص للبحث على فيس بوك ثم اختار تاريخ قديمًا، ولتكن بداياتك عام 2008 ستجد أغلب الأمثال لشائعة تبدو ساذجة إلى حد كبير.

مثلا فى عام 2008 كانت إحدى الشائعات البارزة المنتشرة عبر الفضاء المحدود لـ "فيس بوك" هو انتشار أشياء تسىء للدين بالملابس والأحذية المتواجدة بالأسواق، وقد زعم مروجو تلك التحذيرات أنها تأتى فى إطار الحرب على الدين.

 

أيضًا التحذيرات من التجسس الإسرائيلى على الحسابات العربية لم تكن تتوقف، لذا تم بذل كثير من الاجتهادات فى هذا الإطار أبرزها إطلاق تنبيهات لكل من يمتلك حسابات على Hotmail وyahooومفادها إذا جاءت رسالة من شخص معين لا يجب قبوله ويتم عمل بلوك له على الفور لأن هذه الإضافة عبر فيروس يرسله إليك بعض من المراهقين الإسرائيليين.

 

الشائعات من النوعية السابق الإشارة إليها ظلت مستمرة إلى أن دخل عليها بعض الأمور المحلية فى عام 2009 منها بوست تم تداوله بكثرة على العديد من الجروبات خلال تلك الفترة، وقال بالنص :"تحذير هام.. فى حلقة الأمس من برنامج البيت بيتك تم إذاعة تحذير هام لكل مواطن بعدم الرد على أى رقم متصل يبدأ برقم، لأنه عند الرد عليه يرسل موجات سرطانية عبر المحمول ويتسبب فى امراض كثيرة وطبعا مفيش حد هيرد عليك"، مضيفًا: "يا جماعة عدد المصابين فى ازدياد.. يا ريت كله يبلغ اللى يعرفه.. الموضوع ده مهم جدًا".

 

وللعلم فإن تحذيرات من الرقم الذى يصيب بالسرطان تكررت كثيرًا فى أكثر من صيغة لكن الملاحظة أنه تم استخدام اسم برنامج شهير وقتها فى محاولة للتأكيد المعلومة، ويتم تداولها على أوسع نطاق ومن هذه النقطة بالتحديد يمكن أن فكرة الشائعة عبر فيس بوك بدأت تتبلور عبر إيهام المستخدمين بأن المعلومات حقيقة بواسطة وضع أى اسم ربما يكون مصدر ثقة لديهم، وفى هذه الفترة كان اسم البيت بيتك كبرنامج تلفزيونى رائج إلى حد بعيد فى البيوت المصرية.

 

وخلال عام 2010 لم يختلف نوع الشائعات كثيرًا لكنه بدأ فى التطرق إلى أمور مثل التحذيرات من تناول مياه غازية بنوعها بداعى تسببها فى مرض السرطان لكل من يشربها، وأيضًا إطلاق تحذيرات من تناول أغذية لأنها تسبب الأمراض المزمنة أو التحذيرات من بعض المسابقات الوهمية وبعض اللينك مثل اعرف مين زار بروفايلك وأمور وأشياء من هذا القبيل.

 

بعد عام 2011، بدأت الأوضاع تتغير كثيرًا بعدما انبتها الكثيرون إلى منصات التواصل الاجتماعى أثر الأحداث السياسية التى بدأت تدور فى البلاد من مظاهرات واحتجاجات وانتشر العديد من الفصائل السياسية، وقد حاول كل طرف اجتذاب أكبر كم من الأشخاص عبر إطلاق أى معلومات حتى الكاذب منها كان يتم الترويج له طالما سيخدم الغرض الأساسى وهو اجتذاب أكبر عدد إلى صفوفهم ومحاولة إضعاف الأطراف الأخرى.

 

وللعلم فإن حالة فقدان الثقة فى فيس بوك كمصدر لتداول الأخبار لم تكن خلال هذه الفترة محلية فقد كانت على المستوى العالمى أيضًا ففى نوفمبر 2011، اعتذر مارك زوكربيرج، مؤسس موقع فيس بوك بعد اتفاقه مع لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية حول قضية خداع المستخدمين فيما يخص شروط الخصوصية عبر الموقع، قائلا: "أنا أول من يقر بأننا ارتكبنا مجموعة أخطاء، لقد كان فيس بوك دائما ملتزما بالشفافية بشأن المعلومات التى قمتم بتخزينها على الموقع".

 

ومع تنامى وانتشار استخدام فيس بوك فى مصر أصبح تداول المعلومات عليها رغم أنها قد تكون خاطئة بنسبة كبيرة أمر مؤثر نظرًا لتداولها على نطاق واسع فى كثير من الأحيان مما يشعر الآخرين بأن هناك شيء صحيح وهام يحدث، وللأسف فإن النفى أو الخبر الصحيح لا يأخذ نفس حيز الاهتمام بالشائعة!.

 

ما حدث فى السنوات الماضية، يمكن بلورته أو التعرف إلى تأثيراته فى دراسة أجراها البرلمان مؤخرًا وتكشف عن تعداد مستخدمى موقع التواصل الاجتماعى فى مصر، بعد الرجوع للجهات الإحصائية المتخصصة فى هذا الشأن، أن عدد مستخدمى "فيس بوك" مع نهاية 2017 يتراوح بين 55 و58 مليون مستخدم، منهم 10 ملايين مستخدم وهمى أو "fake"، وهى الحسابات التى تستغلها العصابات الإلكترونية، للترويج لأهدافها.

 

ووفقا للجنة الاتصالات بمجلس النواب فإن عدد مستخدمى "فيس بوك" فى مصر ارتفع إلى الرقم المذكور سالفا، مقارنة بما يتراوح بين 35 و40 مليون مستخدم فى 2016، وفى الوقت نفسه تبين أن الحسابات الوهمية، والحسابات التى تديرها عصابات إلكترونية اقتربت من 10 ملايين مستخدم، بعدما تم رصد حوالى 6 ملايين فقط فى العام الماضى.

 

وهنا يشار إلى أن المعاناة من الشائعات والأخبار الكاذبة لم تكن على النطاق المحلى المصرى بل أن كانت هناك أزمات أكبرى على الصعيد العالمى ففى ديسمبر 2016، تم اتهام فيس بوك بشكل صريح بنشر أخبار كاذبة حول مرشحى الانتخابات الأمريكية دونالد ترامب وهيلارى كلينتون، ووقتها قال زوكربيرج :"أعتقد أن فيس بوك شركة تقنية، لكننى أعتذر لأننا نتحمل مسؤولية أكبر من مجرد بناء تكنولوجيا تتدفق من خلالها المعلومات".

 

ما سبق يؤكد على أن منصات التواصل الاجتماعى باتت فى كثيرًا من الأحيان ملجئ لكثير من الشائعات والأخبار الكاذبة، والتى يتم تداولها على نطاق واسع دون التأكد منها أو معرفة أصلها والدواعى وراء ترويجها.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة