أحمد المالكى

فى الكون أمال

الأحد، 15 يوليو 2018 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"لا تمضوا فى طريق اليأس ففى الكون آمال.. ولا تتجهوا نحو الظلمات ففى الأكوان شموس"
كم مرة جاءت الرياح بغير ما تشتهى سفينتك؟
كم طريقًا سلكته ثم وجدته غير مُمهد أو مُغلق ببعض الصخور؟
كم أمنية تمنيتها أو حلمًا حلمت به ثم صدمك الواقع؟
جميعنا حدث معه هذا أو بعض منه، ولكن.. ما العمل حينها؟
بالطبع عليك حينها أن تختار طريقًا آخر، أو تحاول مرة أخرى، أو تختار من الأدوات ما يساعدك على تحقيق حلمك. وكن على يقين دائمًا بأن «أمرك كله خير»، وأنه حين يُمنع عنك شىء أردته، إنما هو لخير لك. فحين يؤخر الله تحقيق حلم لك، وتتقبل الأمر بنفس راضية، وتبدأ تهدأ وتعيد ترتيب أوراقك وحساباتك، ستجد نفسك وقد ظهرت أمامك آفاق جديدة، وتقول لنفسك: حقًا هذا ما كان علىّ فعله!
 
وتبدأ من جديد بخطوات أوسع وأكثر ثباتًا، وقد اكتسبت خبرة مما مرّ بك.. فلا تيأس..
«أنا مصمم على بلوغ الهدف، فإما أن أنجح، وإما أن أنجح»، ديل كارنيجى.
 
فى بعض الأحيان قد تهيئ نفسك جيدًا، وقد تستعد استعدادًا قويًا وتمضى فى طريقك بخطوات محسوبة، ثم...!
ثم تجد المسير قد توقف فجأة، وتعقدت الأمور على غير إرادتك وغير ما هو مُتوقع، وبدأ بعض ضعاف النفوس يصفونك بالفشل.
 
فماذا أنت فاعل؟ صدقنى، لن تكون فاشلًا إلا إذا صدقتهم واعتقدت فى نفسك ذلك، فأنت قد تُحَارب.. قد تُثبط.. قد تُظلم، ولكن يبقى رصيد قلبك من النور يضىء لك الطريق. هذا النور هو يقينك بأن منع الله شيئًا عنك هو نفسه عطاء. قال العارفون: «إذا علمت أن لطف اللطيف لا ينفكّ عنه أبدًا، وأن اللطيف لطيف على الدوام، صار المنع عين العطاء»، فقد تكون كل الخطوات التى مشيتها، والأهداف التى سعيت إلى تحقيقها لم تكن تحمل خيرًا لك، ولا تناسب إمكانياتك وقدراتك.
 
ارضَ بقضاء الله، وسلّم له أمرك، تُفتح لك أبواب رحمته وتوفيقه، وتكتشف فى نفسك قدرات ومزايا أخرى لم تكن تعرفها عن نفسك حين كانت لديك نظرة محدودة عن قدراتك، وما تستطيع تحقيقه.
 
الأمثلة كثيرة من أرض الواقع، فمنها ما سمعناه، وظنه البعض طُرفة، لكنه حقيقة حدثت وتتكرر كثيرًا، عن بعض الشباب الذين أدوا امتحانات الشهادة الثانوية وينتظرون إعلان النتيجة، وكلهم طموح ويمنون أنفسهم بالالتحاق بإحدى كليات القمة، وقد تمكن معظمهم من تحقيق هذا الهدف، وزميل لهم لم يستطع أن يكون معهم ويلتحق بها، فقبل بالكلية المتاحة أمامه واجتهد فيما رزقه الله، ووفِّق إلى أن يبدأ مشروعًا خاصًا به، ثم ما لبث أن تحول إلى شركة أخذت فى النمو والتوسع، إلى أن أصبح يعمل لديه الكثيرون من خريجى الكليات المختلفة، ومنهم أصدقاؤه، خريجو كليات القمة، التى لم يُقدّر له أن يلتحق بها، وكان فيه خير له.
 
كل هذا كان حصيلة يقينه فى اختيار الله له، ولأنه.. لم ييأس. وما أصدق ما قاله الإمام الشافعى، رحمه الله: بقدرِ الكدِّ تكتسبُ المعالى.. ومن طلب العلا سهر الليالى. ومن رام العلا من غير كد.. أضاع العمر فى طلب المحال. تروم العز ثم تنام ليلًا.. يغوص البحر من طلب اللآلى.
 
والأمثلة فى تاريخنا وحياتنا كثيرة عن مشاهير تحدوا الصعاب والإعاقات، واكتشفوا فى أنفسهم قوة لم يكن أحد ليتخيلها، ومن هذه الأمثلة «عمار بوقس»، المُسمى بقاهر المستحيل، ولد مصابًا بشلل فى جميع أجزاء جسمه عدا اللسان والعينين، لكنه تحدى كل صعب والواقع المر الأليم، فحفظ القرآن الكريم كاملًا فى سن 13 عامًا، ثم التحق بكلية الإعلام فكان الأول على كلية الإعلام جامعة عبدالعزيز بجدة، وبعد تخرجه عمل صحفيًا ومقدمًا للبرامج ومعيدًا فى جامعة دبى، وأصبح مُلهمًا للكثيرين حول العالم. والنماذج كثيرة جدًا، فما علينا إلا أن نجدّ ونجتهد ونأخذ بالأسباب، ولا نيأس أبدًا، ودائمًا ما أرفع شعارًا مُلهمًا لى فى حياتى: لا تمضوا فى طريق اليأس؛ ففى الكون آمال، ولا تتجهوا نحو الظلمات؛ ففى الأكوان شموس. ولا بد أن نعلم أن المنع والحرمان كثيرًا ما كان دافعًا للتحدى ومقاومة الواقع الذى فُرض على كثيرين، ونجحوا بالفعل وبفضل الله فى تغييره، وتحويل الصخرة التى كانت تعوق الطريق إلى درجة من درجات سلم الصعود إلى الهدف.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة