صور.. طلاب تفوقوا بالثانوية العامة رغما عن "الإرهاب" بالشيخ زويد ورفح.. نجاح بطعم الكفاح.. حليمة كادت تفقد روحها أثناء توجهها لمدرستها سيرا على الأقدام.. وعمر تفرغت والدته لرعايته بعد أن لازم والده شقيقه المريض

السبت، 14 يوليو 2018 11:44 م
صور.. طلاب تفوقوا بالثانوية العامة رغما عن "الإرهاب" بالشيخ زويد ورفح.. نجاح بطعم الكفاح.. حليمة كادت تفقد روحها أثناء توجهها لمدرستها سيرا على الأقدام.. وعمر تفرغت والدته لرعايته بعد أن لازم والده شقيقه المريض طلاب تفوقوا بالثانوية العامة رغما عن "الإرهاب" بالشيخ زويد ورفح
شمال سيناء ـ محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نجاح وتفوق بطعم مختلف حققه طلاب الثانوية العامة فى مناطق الشيخ زويد ورفح، بينهم فتيات لم تجد وسيلة للانتقال لمدارسهن إلا على ظهور عربات الكارو، فضلا عن اعتمادهن على المذاكرة على الشموع ولمبات الجاز، بسبب الإرهاب، وساندهم فى ذلك أولياء أمورهم، ولعبت الأمهات دورا هاما فى مساعدة أبنائهم على تجاوز المرحلة وتحقيق النجاح .

ايمان-محمد-ابوهانى-(5)
ايمان محمد ابوهانى 
 

قصص طلاب الثانوية العامة فى هذه المناطق تختلف، فهم يتحدثون عن إهداء نجاحهم للشهداء، وعن طموحاتهم بالعودة لقراهم للعمل كأطباء لتضميد جراح أهلهم، ويسردون دور بطولى لأمهات كن عون لهم .

 

أسرة " ممدوح فراج " أحد أبناء مركز أبو طويلة تعد إحدى هذه النماذج والتى احتفلت بنجاح ابنها "عمر"

عمر-ممدوح-(1)
عمر ممدوح 
 

" عمر " روى لـ " اليوم السابع  " جانب من معاناته ووقوف أسرته معه موضحا، أنه من أبناء قبيلة الرياشات، ويدرس فى مدرسة الشيخ زويد الثانوية، وحصل على مجموع 96%، وهو سعيد بهذه الدرجة التى حققها بعد عناء، مشيرا أنه كان يتنقل من منزله جنوب مدينة الشيخ زويد وصولا لمدرسته على قدميه نظرا لعدم وجود مواصلات، وأنه كثيرا ما قام بمذاكرة دروسه على ضوء الشموع نظرا للانقطاع المتكرر للكهرباء.

وقال أنه واجه أيضا مشكلة عدم توفر الكتب، والمعلمين نتيجة تعذر وصولهم للمدرسة فى بعض الأحيان، ونظرا لظروف حاجة أخيه الذى يكبره للغسيل الكلوى قام والده باستئجار شقه فى مدينة العريش، وخلال فترة العام الدراسى الثانى ومع انعقاد الامتحانات فى مدينته الشيخ زويد، كانت والدته هى الرفيق له طوال الفترة بينما والده يرعى شقيقه فى مكان آخر، وأضاف أن حلمه دخول كلية الطب البشرى والتخرج جراح ليعمل طبيبا فى مستشفى الشيخ زويد.

عمر-ممدوح-(2)
عمر ممدوح 
 

وبدوره اعتبر والده "ممدوح" أنه بنجاح ابنه، عوضه الله خيرا عن سنوات من المعاناة والمحن، وقال:"لم تكن الظروف سهلة وأعطت الطلبة وأولياء أمورهم قدرا من الطاقة للتغلب عليها، وكنا نتعاون كأولياء أمور لتوفير كتب لا يجدها الطلبة"، واعتبر والد الطالب المتفوق، أن لزوجته دور يجسد كفاح جديد للمرأة السيناوية لرعاية جيل يعانى من الإرهاب.

 

وقال الطالب مصطفى درويشن من رفح، والحاصل على 99.12% علمى علوم، من مدرسة رفح الثانوية، إنه يعتبر أن سر نجاحه هو "والدته" التى كانت خير مشجع ومعين له من بعد الله، تقضى ساعات طوال وهى تحمل همه أثناء المذاكرة وتشجعه وكأنها هى من ستدخل الامتحان.

عمر-ممدوح-(3)
عمر ممدوح
 

وأضاف والده أن الأم تفرغت تماما له، ونظرا للظروف التى طالت مدينة رفح المصرية وانتقالهم للعيش فى مدينة العريش، عادت هى مع ابنها لمدينة الشيخ زويد حيث تعقد لجنة امتحان نهاية العام وفى شقة استأجروها حتى يتمكن من آداء امتحانه، وأضاف أنه سينسق لدخول كلية الطب تلبية لرغبة والدته.

 

وأشار الطالب مصطفى درويش، أن والده على المعاش بعد أن كان يعمل مديرا لإدارة رفح البيطرية، وأشقائه مدرس، وصيدلى، وطالبة فى الجامعة طب أسنان، وهو أصغرهم

مصطفى-درويش-(1)
مصطفى درويش 
 

وقال مصطفى إن أصعب مادة كانت تواجهه أثناء المذاكرة هى "الكيمياء "، والأسهل "الفيزياء"، مشيرا إلى أن معدل مذاكرته الزمنى يتراوح ما بين 4 إلى 11 ساعة يوميا.

 

واعتبر مصطفى أن الثانوية العامة ليست بعبع كما يتخيل البعض، قائلا:" فقط هى مرحلة دراسية تتطلب مزيد من الجد والجهد والمثابرة، والصدق فى أن تؤدى ما عليك لتحصل على النتيجة وتحت أى ظرف، فلا تحمل الظروف ولا تحمل كسلك أو تراجع مستوى المذاكرة بشكل جيد نتيجة تراجع المجموع."

مصطفى-درويش-(2)
مصطفى درويش 
 

وبدورها قالت إيمان محمد هانى، الحاصلة 98,41%،  بمدرسة الغزالى الثانوية بالشيخ زويد، أنها بتفوقها ونجاحها تؤكد أن الفتاة السيناوية تتغلب على كل الظروف، وأشارت أنها كانت تذاكر 7 ساعات يوميا، وتعتبر نجاحها هدية لوالديها، وتأمل أن تحقق دعواتهم لها دخول كلية الطب.

 

وقالت إنها تستكمل سلسلة تفوق فى أسرتها فشقيقتها الكبرى تدرس فى كلية الصيدلة، وشقيقها هانى يدرس فى كلية الطب .

منار-عطالله-الحمايدة-مع-اسرتها
منار عطالله الحمايدة مع اسرتها
 

وقالت إنها فى مناسبة نجاحها لا تنسى عمها "جميل" الذى استشهد فى معارك الحرب على الإرهاب بقريتها الخروبة، وإن عمها كان دائما يناديها "يا دكتورة ".

 

وقالت منار عطا لله سليم الحمايدة بشعبة علمى علوم بالثانوية العامة الحاصلة على مجموع 98.78 %، أنها بنجاحها أسعدت والدها الذى يعمل مدير لإحدى المدارس بالشيخ زويد، وأشقائها المهندس محمد، والصيدلى أحمد والدكتور مصطفى .

 

وقالت بدأ طموحى منذ أن كنت صغيره فى أن أصبح طبيبة، أحرص على وقتى وعلى مذاكرتى وأنظم وقتى وأذاكر دروسى أولا بأول حتى لا تتراكم وكنت لا أضيع أى صلاة وأحرص خاصة على صلاة الفجر وكنت متصلة بربى والحمد لله على كل شئ واستطعت بفضل الله رغم المعاناة التى كنا نواجهها أن أحقق ما أريد وبالرغم من انقطاع التيار الكهربائى بمعدل 4 أيام متواصلة فى الأسبوع كنت أذاكر على الكشاف أو أضواء الشموع وهذه كانت أكبر صعوبة عندى، وأمنيتى أن أتخرج من كلية الطب تخصص مخ والأعصاب بعد أن لاحظت أنه لا يوجد أطباء فى بلدتنا لهذا التخصص وإرهاق الأهالى وهم يتكبدون السفر بحثا عنهم.

 

وقالت حليمة حسين سلامة الحاصلة على نسبة 95.12% علمى علوم من مدرسة الفارابى الثانوية بقرية الجورة وهى من قبيلة السواركة، إنها كانت تقطع المسافة من بيتها بقرية الظهير إلى مدرستها فى قرية الجورة خلال الصف الأول والثانى الثانوى مشيا على الأقدام لمسافة تتجاوز 5 كيلو يوميا ذهابا وعودة وفى ظروف استثنائية.

 

وأضافت أنها فى أحد الأيام بسبب الحرب على الإرهاب، باتت ليلتها بين قريتها وقرية أخرى بسبب صعوبة الوصول إلى البيت وكادت أن تفقد حياتها وكانت تذاكر على الشمع أو فى النهار لانقطاع الكهرباء عن القرية لمدة لفترات طويلة وإذا أرادت أن تذهب للمدينة تقطع أكثر من 20 كيلو على الكارو لكى تصل للمدينة وتحلم بأن تكون أول فتاة طبيبة فى قرية الظهير وأكدت بأنها إذا تحقق حلمها ستفتح عيادتها فى قريتها .







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة