يحتفل المصريون فى كل أنحاء العالم، بالذكرى الخامسة لثورة 30 يونيو، التى أعادت مصر لمكانتها وقوتها، الأمر الذى تحقق بالعديد من التضحيات، والتى أقدم عليها أبناء الوطن من شهداء الشرطة والجيش الذين سقطوا وهم يدافعون عن تراب وطنهم فى مواجهة الإرهاب الأسود، وعلى رأسهم الشهيد اللواء مصطفى الخطيب مساعد مدير أمن الجيزة لمنطقة الشمال، والذى استشهد فى المذبحة الشهيرة بقسم كرداسة.
"سحر يوسف" زوجة الشهيد اللواء مصطفى الخطيب، روت لـ"اليوم السابع" قصته، وكيف اغتالته يد الإرهاب الآثمة أثناء تأدية واجبه الوطنى، للحفاظ على تراب الوطن وسلامة أراضية ومواطنيه.
وتقول الزوجة: "تزوجت من "الخطيب" فى 1986 حيث كان يحمل رتبة "نقيب"، وكان يعمل فى الأمن العام بمديرية أمن الجيزة لمدة سنتين، ومنها انتقل لأسيوط خلال أحداث الإرهاب، حيث واجه المتطرفين برفقة زملائه لمدة 3 سنوات، ثم انتقل لمباحث السياحة والآثار لمدة 17 سنة، وفى عام 2011 كان مأموراً لمركز شرطة أبو النمرس، وبعدها نقل مأموراً لمركز شرطة كرداسة، حيث كان يدير عمله من القرية الذكية وقتها بسبب حرق القسم، وخلال هذه الفترة نجح زوجى فى تقريب وجهات النظر بين الأهالى والشرطة، حيث كان يعقد الاجتماعات بالأهالى فى كرداسة، ويصلى بهم فى المسجد القريب من المركز، حتى تم إعادة افتتاح المركز وعاد الهدوء للمنطقة مرة أخرى."
وأضافت الزوجة فى حديثها، أنه بالرغم من حصوله على ترقية كمساعد مدير أمن الجيزة لمنطقة الشمال، إلا أنه ظل متعلقا بكرداسة، فقد كان يفضل البقاء فى القسم والمرور عليه من حين لأخر حيث كان يقع فى نطاق عمله ضمن عدة أقسام أخرى.
وتضيف الزوجة، كانت علاقة زوجى بأهالى كرداسة أكثر من جيدة، حيث كان يحل مشاكلهم، ويجلس معهم ويتحدث لهم، ويكرموه فى حفلاتهم، ولم يتخيل يوماً أن تغدر به أيادى الإرهاب بالمنطقة فى لحظة من اللحظات."
وعن يوم استشهاده، تقول الزوجة،:" كانت الأجواء ملتهبة بسبب فض اعتصام رابعة والنهضة، ويومها قرر زوجى الذهاب صباحاً لمركز كرداسة، حيث أكد لى أن هناك تجمهرات وأنه سوف يتحدث مع الأهالى، خاصة أنه مقبول لدى الجميع وقادر على احتواء الأمر، وشعرت وقتها بشىء غريب، فقد كان وجهه مشرق وبشوش، ولم أدرى أنه سيكون المشهد الأخير الذى يجمعنا."
وتضيف الزوجة:" تحدثت معه فى العاشرة صباحاً تليفونياً، وعرفت أنه يوجد تجمهر من المواطنين أمام المركز، لكن اللافت للانتباه، أن المتجمهرين قدموا الأطفال والنساء فى الصفوف الأولى، بعدها فى الحادية عشر صباحاً تحدثت معه مرة أخرى، فقال لى "فيه اشتباك اقفلى"، بعدها تحدثت معه الحديث الأخير، حيث قال لى"اقفلي ..اقفلي دلوقتي"، وكانت هذه الكلمات أخر ما سمعته منه.
وتقول الزوجة، تسلل الخوف لقلبى، خاصة أن هاتفه بات مغلقاً، فاتصلت على هاتف شرطى كان يعمل معه، فرد على شخص غريب وقال لى :"انتي عايزه مين؟"، فقلت له :"فلان الفلانى العسكرى اللى مع مصطفى الخطيب"، فرد على :"قتلناهم كلهم"، فانقبض قلبى، وحاولت التواصل مع الضباط بالمركز دون فائدة، حتى اتصل بى شقيقى الذى كان يحمل رتبة لواء فى الداخلية وقال لى بصوت حزين"البقاء لله".
وعن صدمتها فى وفاة زوجها، تقول الزوجة:" لم أشعر بنفسى ولم أصدق ما حدث، كنت على يقين أن زوجى سيعود، فيما فقدت ابنتى النطق لعدة أيام، وأصبنا جميعاً بالذهول، خاصة أن البنتين "نورهان" و"ميريهان" كانتا مرتبطتان بوالدهما كثيراً، وقبل استشهاده بأيام حضن إحداهما وقال لها :"حاسس نفسى هاموت".
وعن غدر الإرهاب، تقول الزوجة، أن الإرهابيين المتجمهرين أمام المركز وقتها، طلبوا من رجال الشرطة بخروج زوجى للحديث معهم، وبالفعل قرر الذهاب إليهم ولا يدرى بخيانتهم، حيث استدرجوه للمسجد القريب من مبنى المركز وما أن دخل حتى أطلقوا عليه رصاصتين من الخلف، ليلقى ربه داخل المسجد، كما تعود على الذهاب إليه للصلاة فيه."
وعن حياتهم بعد استشهاد زوجها، قالت زوجة الشهيد:" أصبحت الحياة بدونه بلا طعم، لكننى حاولت الصمود والتغلب عليها، حتى تخرجت ابنتى من كلية الطب والأخرى من الهندسة وزواج إحداهما، وبالرغم من استشهاد زوجى منذ 5 سنوات، إلا أننى أذهب لقبره عندما تحاصرنى المشاكل لأخذ رأيه، وأتحدث لصورته فى المنزل وكأنه موجود بيننا.
وعن علاقتهم بالنجم محمود الخطيب، تقول "بيبو" ابن عم زوجى، كان من الداعمين لنا باستمرار، ويتواصل معى ويسأل عن البنات، وحضر فرح إحداهما، ولا يتوانى فى السؤال عنا ومتابعة شئون حياتنا، فهو يتمتع بأخلاق الشهيد مصطفى.
وعن رسالتها للإرهابيين، تقول الزوجة :"حسبنا ونعم الوكيل فى من حرمنى من زوجي ودمر حياتنا، لن يهدأ بالى حتى أشاهدهم على حبل المشنقة، وقتها قد يهدأ قلبى بعض الشيء، وعلى ثقة أن المولى عز وجل لن يخذلنا أبداً."
ابنة اللواء شهيد مصطفى الخطيب مع والدها
اللواء مصطفى الخطيب
زوجة اللواء مصطفى الخطيب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة