أكرم القصاص - علا الشافعي

نساء الصعيد تستعد للعيد.. "لمة ربات البيوت عادة توارثنها من الجدات".. "الطبلية البلدى" تجمعهن لإعداد "الكعك والشعرية والنشابى".. و"خبيز" الأفراح ورسم الحناء أبرز مظاهر الزفاف

السبت، 09 يونيو 2018 09:00 ص
نساء الصعيد تستعد للعيد.. "لمة ربات البيوت عادة توارثنها من الجدات".. "الطبلية البلدى" تجمعهن لإعداد "الكعك والشعرية والنشابى".. و"خبيز" الأفراح ورسم الحناء أبرز مظاهر الزفاف النساء فى صعيد مصر
أسوان – عبد الله صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعد النساء هن الجنديات المجهولة فى رمضان وما بعده من أيام العيد الثلاثة، يسهرن فى كل ليلة حتى إعداد السحور ثم يجلسن فى آخر اليوم لطهى الإفطار بخلاف أعمال المنزل اليومية ومراعاة الأزواج والأبناء وغير ذلك مما تقوم به المرأة فى مجتمعنا خلال تلك الفترة.

وفى الصعيد تبذل النساء جهوداً كبيرة مثلها مثل ربات البيوت فى المجتمع المصرى، ولكن تفردت نساء الصعيد بحزمة من العادات والتقاليد التى تربت عليها منذ الصغر وتوارثتها من الأجيال السابقة، و هن يحافظن عليها حتى اليوم فى ريف مصر، وتبرز هذه العادات فى المناسبات خاصة فى رمضان والأعياد وغير ذلك.

ومن هذه العادات التى يحرص عليها نساء الصعيد، هو إعداد الطعام الجماعى، ومن أبرز الأطعمة والمخبوزات التى تستخدم فى العيد، هى "كعك العيد" و"فطائر النشابى" و"الشعرية" وتقوم النساء بإعداد مكونات هذه الأطعمة والتجمع فى كل ليلة من ليال رمضان قبل العيد فى منزل إحداهن لإعداد الكميات المناسبة لاستخدامها بالعيد.

أم عز من قرية بنبان بحرى بمحافظة أسوان، تتحدث عن العادات التى تصاحب إعداد أطعمة ومخبوزات العيد، وتقول: تجتمع نساء النجع والقرى مع بعضهن البعض يومياً فى منزل إحداهن، للتحضير وعمل بسكويت وكعك العيد والنشابى والشعرية، وكل سيدة تحضر من منزلها الدقيق وماكينات تقطيع العجين وعصى فرد عجين النشابى بجانب إحضار المنضدات الخشبية "الطبلية" بالعدد الكاف وغير ذلك من أدوات إعداد أطعمة العيد، وفى كل ليلة يقع الاختيار على منزل سيدة من النساء اللواتى يقع عليهن الاختيار لإعداد الأطعمة المختلفة، وأحياناً يصل عدد السيدات عادة ما بين 10 إلى 15 سيدة، لأن المنازل فى الصعيد تتسم بالمساحة الشاسعة مما يساعد على تجميع أكبر عدد من نساء النجع، وحولهن الأطفال يلعبون.

سمية محمد، من قرية أقليت بمحافظة أسوان، أضافت أن فطائر النشابى هى من الأكلات الصعيدية المشهورة وهى عبارة عن دقيق مطحون مخلوط بالماء ويتم عجنهما فى إناء واحد، ثم تقطيعه إلى قطع صغيرة بحجم كفة اليد، ثم يوضع قطع العجين على "الطبلية"، ويتم رش دقيق على أرضية الطبلية قبل وضع العجينة حتى لا تلتصق بخشب الطبلية، ثم يتم نشبها أى فردها بعصا النشابة، وهى عصا عادة ما يتم صناعتهما عند النجارين وتحتفظ بها النساء لسنوات طوال وتخرج فى المنسبات، ويتم وضع العجينة بعد فردها بشكل دائرى رقيق جداً، فى الفرن أو الطابونة حسب توافر إمكانيات المنزل، وتستغرق بضع دقائق حتى تستوى، وتستخدم هذه الأكلة عند ورود ضيوف إلى المنزل فى أوقات متأخرة من الليل، وتستخدم أيضاً فى عمل فتة اللبن عن طريق إضافة كمية من الحليب على طبقة النشابى بعد تكسيرها لقطع صغيرة، أو على شربة اللحوم والدجاج الطازج الذى يتم تقديمه للضيوف أو خلال شهر رمضان سواء على الإفطار أو السحور فى حالة استخدام اللبن.

ومن الأطعمة إلى المشغولات اليدوية، أكدت شادية صيام، تقيم قرية غرب أسوان، توارثت مهنة صنع المشغولات اليدوية بخوص النخيل، عن أمى وجدتى، فكانت المرأة النوبية قديماً تستغل منتجات الحياة البيئية المحيطة بها لتصنع منها بعض المشغولات التى تستخدم لأغراض عدة، منها شنط السيدات وحقائب اليد الحريمى والمكانس المنزلية وسجادة الصلاة وطواقى الرأس والمعلقات المنزلية والمفروشات وغير ذلك من الأشياء التى يمكن استخدامها فى العيد".

وتابعت شادية صيام، الحديث قائلةً: تعكف النساء على صناعة هذه المشغولات اليدوية بشكل جماعى يجمعهن أمام منزل إحداهن وسط جمال الطبيعة المطلة على النيل، وتجمع النساء زحف النخيل وتبدأ فى طلاء كل مجموعة منه بالألوان المختلفة الزاهية التى تجذب انتباه الناظرين مثل الأحمر والأزرق والأصفر وغيرهم من الألوان التى تجلبها من العطارين، عن طريق غلى الماء وخلط اللون بالخوص فى إناء واحد، وبعد فترة تقوم بنشره ليجف، وقبل بدء العمل تقوم بإعادته للماء الساخن مرة أخرى حتى يلين ويسهل تشكيله عند العمل، مشيرة إلى أن النساء فى الغالب تبيع هذه المشغولات اليدوية للأسواق فى الأعياد وتحتفظ بجزء منها كهدايا للأقارب والجيران والأحبة خلال المناسبات.

ومن مظاهر الاستعداد للعيد أيضاً، هو التحضير للأفراح فمعظم أبناء الصعيد يفضلون عقد الزواج بالتزامن مع الأعياد حتى تندمج المناسبات والأفراح بعضهما البعض، وتقمن النساء خلال الأيام الأخيرة من رمضان بإعداد مستلزمات الزفاف، ومنها إعداد طعام ليلة العرس ومخبوزات الفرح و"خبيزه" كما يطلق عليه أبناء الصعيد، بجانب تحضير الحناء البلدى ورسمها للعروس وشراء ملابس الفرح والتجمع فى منزل العروسة يومياً لمساعدة أهل العروسة فى التحضير للزفاف قبل أيام من عقده.

النساء فى صعيد مصر
النساء فى صعيد مصر

 

لمة النساء على المشغولات اليدوية
لمة النساء على المشغولات اليدوية

 

إعداد فطائر العيد
إعداد فطائر العيد

 

نشابى العيد
نشابى العيد

 

سيدات أسوان
سيدات أسوان

 

زينة العيد
زينة العيد

 

مشغولات المناسبات
مشغولات المناسبات

 

المرأة الأسوانية
المرأة الأسوانية

 

لمة النساء فى الصعيد
لمة النساء فى الصعيد

 

النساء تعد المشغولات اليدوية
النساء تعد المشغولات اليدوية

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة