سليمان شفيق

صالون القوصية الثقافى: رؤية مستنيرة ونموذج نفتقده

السبت، 09 يونيو 2018 09:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
احتفل صالون القوصية الثقافي بمرور خمسة سنوات على تأسيسه، وكرم الصالون مؤسسته المحامية هند جوزيف لتوليها منصب حزبى جديد، حضر الصالون نخبة من مختلف الأعمار والأجيال، فى تنوع ما بين مثقفين ورجال أعمال وموظفين ومزارعين ومهنيين، سياسيين وصحفيين، شيوخ وقساوسة، مسيحيين ومسلمين، شباب وشابات. 
 
اتسع ديوان الخواجة « جوزيف » بما ضاق به صدر المتشددين، ووسط فيض الحفاوة والاستنارة، اختلف الحضور فى مودة وتسامح ، فى آداب للحوار يفتقدها أهل العاصمة ، الأمر الذى جعلنى دائما أستمتع بالحوار معهم الذى أكد عراقة القوصية كمدينة كانت عاصمة الإقليم 14 من أقاليم مصر الوسطى . 
 
هؤلاء المجتمعون أجدادهم أوقفوا زحف الهكسوس على الصعيد ، واستقبلوا العائلة المقدسة حينما لاذت بمصر حوالى 185 يوما فى منطقة أنشئ فيها الدير المحرق فى القرن الرابع الميلادى بسفح الجبل الغربى، وسمى بالمحرق بسبب حرق النباتات والحشائش الضارة لاستغلال أراضيها للزراعة، وعندما أنشئ دير العذراء أصبح حاملًا لاسم هذه المنطقة، عندما شيد الأنبا باخوميوس سورًا ارتفاعه 12 مترًا حول الكنيسة، فتحول إلى دير، ليشبه فى طرازه سور كنيسة المهد.
 
الصالون يعبر عن نموذج نفتقده فى التآخي والمحبة، منسقة الصالون هند جوزيف تذكرنى بأنها خير خلف لخير سلف، لأن القوصية أنجبت د. حكمت أبوزيد، أول وزيرة للشؤون الاجتماعية فى عهد جمال عبد الناصر، لذلك ليس غريبا أن تكون السيدة هند قائدة سياسية واجتماعية فى القوصية التى كسرت شوكة "الذكورية والتخلف" منذ ما يقارب القرن من الزمان، حينما خرجت من بين بناتها حكمت أبو زيد، نظرة واحدة إلى تلك الكوكبة السابقة من رواد الفكر والسياسة والفلسفة والأدب، تكفى لتقديم جلسات الصالون الثقافى الذى يدعو مفكرين وقادة فكريين وعسكريين سابقين وفنانين لعرض تجاربهم، يختلفون حول الأحداث، ولكنهم لم يختلفوا حول حب الوطن، كنت معهم أشعر دائما بأن الحضور من مختلف الأجيال والآراء يجسد أجدادهم الذين أوقفوا زحف الهكسوس على الصعيد، وحموا المملكة المصرية من الانهيار، وتوجد لوحة تخلد انتصاراتهم فى زرابى القوصية، المنطقة الوحيدة المتبقية من القوصية القديمة، وما بين الحوار فى ديوان جوزيف أمين مقر الصالون يجتمع مشايخ وقساوسة ، نساء ورجال، من مختلف الآراء والطبقات، ملامح الكرم فى الديوان والوجوه تؤكد على كرم أهل القوصية ، وتجيب عن سؤال لماذا لجأت العائلة المقدسة الي القوصية ، تحية للأستاذة هند جوزيف ولكل اعضاء الصالون.
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة