"صوت قوى عريض، يجذبك من الوهلة الأولى إلى حالة روحانية فى العشق الإلهى ومدح رسول الله صلى الله علية وسلم".. إنه الدكتور أحمد عبده المنشد الأول لفرقة الشرقية للإنشاد الدينى التابعة لفرع ثقافة الشرقية، التى تلألأت حفلاتها خلال الأيام الماضية ضمن موسم ليالى رمضان الذى تحييه وزارة الثقافة، والذى يتمتع بموهبته بإلقاء الأناشيد باللغة الإنجليزية، ويؤكد أن هذا الفن هو رسالة لمحاربة الإرهاب والانحراف.
الزميلة إيمان مهنى خلال لقائها مع المنشد أحمد عبده
التقى "اليوم السابع" بالدكتور أحمد عبده 47 سنة، وهو يعمل مدير عام بالتربية و التعليم، أكد أن فن الإنشاد الدينى بدأ منذ فجر الإسلام، مع بداية هجرة الرسول "صلى الله عليه وسلم" بأنشودة "طلع البدر علينا" وتطور على مر العصور، فهو الفن الغنائى الذى يتناول موضوعات لها سمت دينى كالعشق الإلهى، أو مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، أو الوحدانية والملكوت الأعلى وغيرها.
وأكد أن عشقه للإنشاد الدينى بدأ منذ نعومة أظافرة وهو طفل، حيث تعلمه من خاله المنشد والقارئ الشيخ عبد العزيز والى، والذى ساعد فى تأسيسه وتعليمه قواعد وأساسات الإنشاد وتعميق الصوت من خلال حفظ القرآن، حيث تربى فى كتاب القرية.
المنشد أحمد عبده
وقال لـ"اليوم السابع"، إنه خريج كلية التربية قسم اللغة الإنجليزية، وأن عشقه للإنشاد جعله يتطور بإلقاء بعض الأناشيد باللغة الإنجليزية، من بينهما أنشودة "يا إلهى"، وهى من إبداعه، مضيفًا أنه شارك فى العديد من المهرجانات وحصل على العديد من الجوائز، فضلاً على حرصه لتطوير نفسه وآليات وطرق الإنشاد بما يناسب العصر، حيث حصل على درجة الماجستير فى الإنشاد وهى أول رسالة متخصصة فى هذا المجال من جامعة الزقازيق.
إحدى حفلات فرقة الشرقية للإنشاد الدينى
وأوضح، أن تطور الإنشاد بأسلوب شبابى يصطحبه مختلف الآلات الموسيقية، زاد من شعبية الإنشاد بين أبناء المجتمع ودخول فئة الشباب من الجنسين التى ساعدت على انتشاره الكثيف بين أوساط الشباب، مؤكدًا أن الإنشاد هو رسالة و له دور فى المساهمة لمحاربة الانحراف الأخلاقى والإرهاب ويحفز الشباب على الالتزام والتقرب إلى الله.
وشدد على ضرورة تدعيم مثل هذه الأنشطة الثقافية لمحاربة الظواهر السلبية فى المجتمع، والتى كانت أحد أهم الأسباب فى تأسيس فرقة "الشرقية" للإنشاد الدينى بفرق ثقافة الشرقية قبل 3 سنوات، ذلك بغرض رعاية المواهب من أبناء المحافظة، خاصة أن المحافظة ذاخرة بأجيال جديدة من الشباب تمتع بموهبة ولا تجد قناة شرعية لممارسة هوايتها، لافتًا أنه ضمن مؤسسى الفرقة والتى أصبحت مجموعة مميزة من الشباب بقيادة المايسترو أحمد صلاح ومديرها عمرو عباس، والتى حققت نجاحًا كبيرًا خلال هذه الفترة القصيرة، وأصبح لها جمهور عريض يتهافت على حفلاتها.
المنشد أحمد عبده
وتابع: طموحى لا يتوقف، ونأمل أن يواصل فريق الإنشاد الدينى الحفاظ على تميزه وأن يكون دائمًا فى المجال وأن تصل للعالمية، والاستمرار فى إعادة تراث الإنشاد الدينى لكبار القراء والمبتهلين.
عن نصائحه لجيل الشباب من المنشدين، أكد عبده، أنه يجب على المنشد أن يكون عصريًا، يلبس ما يناسب العصر الذى نعيش فيه ولكن بشرط أن يلتزم بالوقار، ويكون على علم بمستجدات الأمور حتى يكون منشدًا نافعًا.
