سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 8 يونيو 1964.. محاكمة برلمانية لرواية «أنف وثلاث عيون» لإحسان عبدالقدوس.. ونائب يقرأ عبارات منها وزملاؤه يضحكون

الجمعة، 08 يونيو 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 8 يونيو 1964.. محاكمة برلمانية لرواية «أنف وثلاث عيون» لإحسان عبدالقدوس.. ونائب يقرأ عبارات منها وزملاؤه يضحكون إحسان عبدالقدوس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد عدة حلقات من نشر «روز اليوسف» لرواية «أنف وثلاث عيون»، لإحسان عبدالقدوس عام 1964، تحولت إلى قضية ساخنة فى مجلس الأمة «النواب»، وفقا للكاتب الصحفى رشاد كامل فى مقاله «إحسان يكتب لطه حسين» المنشور فى «روز اليوسف 26 يناير 2016»، مؤكداً أنه فى يوم 8 يونيو «مثل هذا اليوم 1964» تقدم النائب عبدالصمد محمد عبدالصمد بسؤال إلى رئيس مجلس الأمة «أنور السادات»، اتهم فيه الرواية بأنها تتضمن إثارة للشباب ومساسا بالآداب العامة، وطالب بوقف نشرها فورا، على ألا تصدر فى كتاب أو تمثل فى السينما أو الإذاعة».
 
يضيف كامل: «فى هذه الجلسة تحدث الدكتور محمد عبدالقادر حاتم، نائب رئيس الوزراء ووزير الإعلام، مشيراً إلى علاقة الحكومة بالصحافة والأحكام الدستورية والقانونية التى تحكم نظام الصحافة فى مصر»، وعن اقتراح العضو بعدم إذاعة القصة أو تمثيلها، قال حاتم: إنه اقتراح سابق لأوانه إذ إن القصة لم يتقدم أحد بطلب إذاعتها أو تمثيلها، وسينظر فى أمر إجازتها أو تعديلها أو غير ذلك بما يكفل الصالح العام»، وينقل «كامل» عن كتاب «اعترافات إحسان عبدالقدوس: «الحرية والجنس» للكاتب الصحفى محمود مراد: «وقف صاحب السؤال «عبدالصمد» فى آخر صفوف القاعة ليعقب على إجابة الوزير، فقال: إننى أول من يصفق فى هذا المجلس للسيد نائب رئيس الوزراء عندما يتحدث عن حرية الصحافة، فحرية الصحافة فيها هى حرية الرأى وحرية الكلمة، ولكنها لاتعنى حرية الإثارة، وقد تقدمت بسؤالى بعد ضجيج وانفعال فكرى خوفا على الشباب والمراهقين، ولكى يدلل العضور على رأيه بدأ يقدم دليله بقراءة بعض عبارات مما ورد فى القصة، وضحك الأعضاء وكثرت تعليقاتهم على الأسئلة التى أوردها العضو الذى استمر يقول إن المسألة فاقت كل حد، ثم اختتم تعقيبه بأن أهاب بمجلس إدارة روز اليوسف بالعمل على وقف نشر القصة».
 
فى يوم 4 مارس 1965، كشف «إحسان» أسرار هذه القضية فى رسالة شخصية إلى الدكتور طه حسين، كتبها بعد أن قرأ فى روز اليوسف عتابا من عميد الأدب العربى، لأنه لم يرسل له كتبه، وحسب كتاب «طه حسين - الوثائق السرية» تحقيق وتقديم: دكتور عبدالحميد إبراهيم»عن «دار الشروق - القاهرة»، قال إحسان فى رسالته: «هو عتاب شرفنى وأفرحنى، والواقع أنه لم يصدر لى كتاب جديد منذ أكثر من عامين، وقصتى الأخيرة التى تحمل اسم «أنف وثلاث عيون» رفضت الدولة التصريح بنشرها فى كتاب إلا بعد أن أحذف منها وأعدل فيها، ورفضت أنا الحذف والتعديل، وبالتالى لم ينشر الكتاب».
 
يكشف إحسان، أن الحملة ضده وهو ينشر «أنف وثلاث عيون» فى «روز اليوسف» لم تكن حملة أدبية ولم يقم بها أدباء، ولا حتى أنصاف أدباء وإنما قام بها كتاب الصحف المشوهين، وكانت الحملة تقوم على اتهامى بالإثارة الجنسية»، يضيف إحسان، أنه لم يجد فيما يكتب ما يستحق الرد فسكت، ويقول: «هذا السكوت أطمع صغار الكتاب، فاشتدت الحملة، ثم أحاطتها ظروف كثيرة انتهت بأن قدم أحد أعضاء مجلس الأمة سؤالا عن القصة إلى الوزير المختص، ولم يكن حضرة النائب أديبا، بل إنه اعترف لى بأنه لم يقرأ القصة أصلا، ولكن قدمت له بعض فقرات فيها، إنه نائب يسعى لنشر اسمه فى الصحف فقط».
 
يكشف «إحسان»، أنه ذهب إلى توفيق الحكيم وهو مجتمع بأعضاء لجنة القصة التابعة للمجلس الأعلى للفنون والآداب، وعرض عليه الموضوع كله: «قلت له إن القضية أدبية، ولجنة القصة هى صاحبة الحق فى أن تبدى رأيها فى هذا الاتجاه الأدبى، وتفضل أعضاء اللجنة والأستاذ توفيق، وأيدوا هذا الاتجاه وهنأونى عليه فى حماس كبير»، وأدى هذا الحماس بإحسان إلى أن يطلب من «الحكيم» أن يسجلوا رأيهم فى محضر الجلسة ليس للنشر فى الصحف، ولكن للاستعانة به فى حالة تقديمه إلى المحكمة، وحسب إحسان: «تراجع الأستاذ توفيق، وفهمت منه أنه لا يستطيع أن يسجل هذا الرأى الأدبى المحض، إلا بعد استشارة يوسف السباعى، وكان يقصد استشارة الحكومة».
 
خرج «إحسان» من اجتماع اللجنة يائسا، وأرسل خطابا إلى الحكيم يعتذر فيه عن التجائه إلى اللجنة، ويكشف أن بعض الناس اندفعا وراء شهوة الظهور على صفحات الصحف، تقدموا ببلاغات إلى النيابة، وأحيل التحقيق إلى نيابة الآداب»، ويقول: «هنا لم أحفل أن يحاسب أديب فى عصرنا هذا أمام نيابة الآداب كالعاهرات وكالقوادين، واتصلت بالأستاذ يوسف السباعى، وقلت له: لو ذهبت إلى نيابة الآداب، فسيذهب بعدى كل الأدباء، وتفضل يوسف واتصل برئاسة الجمهورية التى أقرت فى الحال بوقف تحويل القضية إلى نيابة الآداب ثم حفظتها النيابة العامة». 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة