وجه الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء الأسبق، رسالة مهمة إلى الشباب قال فيها "إذا غضبتم فاغضبوا من البشر ولكن إياكم أن تكفروا بالوطن، وإذا أردتم الخروج اخرجوا من الأرض وإياكم أن يخرج الوطن منكم، باعتباركم عائدين إليه يوماً ما سواء أحياء أو أموات".
جاء ذلك فى إطار سلسلة محاضرات الدكتور عصام شرف تحت عنوان "الاَخرية ..مدخل إلى المواطنة والهوية الوطنية والمشروع الثقافى التنويري" والتى عقدت ضمن أنشطة الخيمة الرمضانية بمركز التدريب المدنى التابع لوزارة الشباب ,بحضور نخبة من الوزراء والشخصيات العامة .
وقسم رئيس الوزراء الأسبق المحاضرة إلى 6 رسائل أساسية، المحور الأساسى فيها هو الوطن والهوية الوطنية، باعتبار أن فكرة الوطن والهوية الوطنية مسألة فى غاية الأهمية، ثم ما هو رنين الوطن، وما معنى الوطن، ثم هل هناك صراع حول فكرة الهوية الوطنية، ثم الحلم والداخل القوى الذى يعد بمثابة الهوية الوطنية لأى بلد، ثم قبول الاَخر والتنوع، وهل التنوع ضد التناغم.
وأكد "شرف" أنه آن الأوان لكى نقاوم ونعالج الفكر بالفكر، فعندما نتحدث عن قضية صناعة الإرهاب سنجد أنها تبدأ بأشخاص أصحاب فكر متطرف، ثم أفراد يعدوا للعمليات الإرهابية، واخيراً الأفراد الذين ينفذون الأعمال الإرهابية على أرض الواقع، مشدداً على أن مواجهة الإرهاب تتطلب التدخل الأمنى لكن القضاء عليه يتطلب التعامل الفكرى من خلال تبنى مبادرة المشروع الثقافى التنويرى.
وأوضح عصام شرف أن الوطن الحلم بالنسبة له هو أن يتمتع بالتناغم والتجانس بين أبناء الشعب، منوهاً إلى أن ذلك الأمر لن يتم إلا بترسيخ ثقافة الآخر أى الإيمان بالاَخر، وبالتالى ستكون النتيجة هى دولة المواطنة ويكون العنصر السائد فيها هو سيادة القانون، والهوية السائدة هى الهوية الوطنية .
وأوضح رئيس الوزراء الأسبق أن الآخرية أى قبول الاَخر، فعندما يكون هناك اختلاف فهو أمر طبيعى ولكن لا يجب أن نلغى الاَخر، فعلى سبيل المثال إذا كان هناك شخص ما مؤمن بإحدى الأيدلوجيات فهو أمر عادى بشرط ألا يكون إيمانه بهذة الأيدلوجية سبباً فى تحطيم الوطن .
وتابع أن الهوية الشاملة والجامعة فى أى مكان هى الهوية الوطنية فإذا تم تعظيمها سوف نحقق فكرة وطنية الدولة أو فكرة تعظيم الهوية الوطنية، لافتاً إلى أن المحور الرئيسى للهوية الوطنية هو ثقافة الاَخرية أى احترام الاَخر، وبدون هذة الثقافة سوف تكون هناك حالة استقطاب دائم للجماعات الإرهابية، وهو ما يؤدى فى نهاية الأمر إلى حالة من الانقسام داخل المجتمع .
وتطرق "رئيس الوزراء الأسبق "إلى مفهوم الهوية الوطنية والداخل القوى، ضارباً مثالاً بأنه إذا تخيلنا أن إنسانا جسمه بالداخل قوى وكل أعضائه سليمة ومتجانسه مع بعضها البعض، لكنه محاط بعدد من أنواع الجراثيم والبكتيريا، ففى هذه الحالة لم يصبه أى نوع من الأمراض لأنه قوى من الداخل، أما إذا كان يعيش فى غرفة معقمة لكن أجهزته الداخلية ضعيفة ولا تعمل سوياَ بشكل متجانس فمن المؤكد أنه سيموت سريعاً مؤكداً أن الاهم هو أن يكون الداخل قوى، فإذا كان الداخل قوى تستطيع أن تحتمل الخارج الملوث، وإذا كان الداخل ضعيفا فلا تستطيع تحمل الخارج حتى وان كان نقياً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة