تواجه روسيا حاليا العديد من التهديدات من الدول الأوروبية وأمريكا، خاصة عقب فرض العقوبات الاقتصادية على موسكو عقب ضم شبه جزيرة القرم بالقوة من أوكرانيا عام 2014.
تزايدت التهديدات الأمريكية والأوروبية لروسيا خاصة بعد العملية العسكرية الروسية فى سوريا عام 2014، وتحدثت الصحافة البريطانية والأمريكية عن توجيه الأسلحة النووية صوب موسكو.
لم تؤثر هذه التهديدات فى الشعب الروسى الذى عانى بشكل كبير من ويلات الحرب، التى شهدتها روسيا منذ قرون بداية مرورا بالحرب العالمية الثانية وحروب القوقاز وغيرها.
ولذلك يعلم الروس جيدا أين يوجد الملآذ الآمن والواقى من الضربات النووية، وهنا يكمن السر فى مترو "موسكو" الذى يعد من أكبر خطوط المترو فى العالم.
يعتبر المترو - الذى تعد الغالبية العظمى من خطوطه تحت الأرض - تاريخيا أول وأكبر مترو فى الاتحاد السوفيتى السابق، حيث فتح الخط الأول فى 15 مايو 1935 وكان من محطة "سوكولنيكى" إلى محطة "بارك كولتورى"، ويتكون النظام من 12 خطا بطول 329 كم، وتوجد فى مترو موسكو 197 محطة ، منها 44 محطة ضمن التراث الثقافى.
وبحلول عام 2020، وفقا لخطط حكومة موسكو سيتم بناء 78 محطة أخرى، ومن المتوقع أن يزيد طول مترو الأنفاق.
وبنى الحزب الشيوعى الروسى هذا المترو فى السنوات الأولى لاستخدامه بمثابة دفاع للمدنيين، حيث كان يختبئ من الغارات الجوية فى الحرب العالمية الثانية الآلاف من سكان موسكو، فهذا المترو بمثابة ملجأ ضخم حيث يحتوى على مخابئ سرية تربطه بالكرملين.
وبعد الحرب، تم تصميم المحطات جديدة مع الأخذ بعين الاعتبار احتمال استخدام أسلحة الدمار الشامل النووية والكيميائية والبيولوجية، وتم تجهيزه بفتحات التهوية مع المرشحات، وبنيت مراحيض مصممة لخدمة عدد كبير من الناس التى لا تستخدم فى وقت السلم.
تستطيع هذه الأنفاق الصمود أمام الضربات النووية، ويتم الاختباء من خلال اطلاق صافرات الإنذار وإقفال الأنفاق بعناية شديدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة