أكرم القصاص - علا الشافعي

منى مكرم عبيد لـ«اليوم السابع»: معندناش أحزاب كلهم فى المكاتب ومحدش بينزل الشارع.. و«السيسى» أكثر رئيس نجح فى إحياء شعار «الهلال والصليب».. و«مكرم عبيد» عمره ما دعم الإخوان.. والنقاب يشوه صوره مصر ونفسى يختفى

الإثنين، 04 يونيو 2018 12:22 م
منى مكرم عبيد لـ«اليوم السابع»: معندناش أحزاب كلهم فى المكاتب ومحدش بينزل الشارع.. و«السيسى» أكثر رئيس نجح فى إحياء شعار «الهلال والصليب».. و«مكرم عبيد» عمره ما دعم الإخوان.. والنقاب يشوه صوره مصر ونفسى يختفى جانب من الحوار
حوار إيمان على - تصوير حسام عاطف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكدت الدكتورة منى مكرم عبيد، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة وابنة أخ الزعيم السياسى الراحل مكرم عبيد، أن الخريطة السياسية فى مصر سوف تشهد تغيرات للأفضل خلال الفترة المقبلة، مبدية تفاؤلها بفوز بهاء أبو شقة لرئاسة حزب الوفد ورحيل «السيد البدوى» الذى يتحمل مسؤولية أخطاء عدة خلال فترة ثورة 25 يناير من بينها تحالفه مع الإخوان.
 
 
واعتبرت «عبيد»، فى حوارها مع «اليوم السابع» أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يتحمل مسؤولية قتل الحياة السياسية فى مصر بحله للأحزاب، مؤكدة أن فترة حكم جماعة الإخوان كانت أسوأ فترة، مضيفة أن الأقباط يعيشون فى الوقت الحالى أفضل أيامهم لحرص الرئيس على إحياء الوحدة بين المسلم والمسيحى.
 
 
كما سردت «عبيد» أسرارا عن علاقتها بالسياسيين والجماعة خلال الفترة من ثورة 25 يناير لـ30 يونيو، وكيف تفاجأت بأيمن نور بعدما كان من أبرز المقربين إليها

وإلى نص الحوار..

 
منى مكرم عبيد (2)
 

كيف ترين فوز الرئيس عبدالفتاح السيسى لولاية ثانية فى حكم مصر؟

- الناس بتحب «السيسى» وحريصه على دعمه، وأتمنى أن يتقرب أكثر للمفكرين.. ورغم صعوبة إجراءات الإصلاح الاقتصادى إلا أن هناك وعيا لدى الشارع لم يكن موجود وهو ما يجعلهم يتفهمون أسباب هذه القرارات التى نجمت عن إرث راكد لمدة 30 عاما وقيمة الجنيه كانت مصطنعة لأنهم «كانوا بيلصموه».. الرئيس السيسى أخذ هذه المبادرة بشجاعة ومخاطرة.. وكان يدرك أنها ستطول شعبيته ولكن مصلحة الوطن كانت أولوية.. وجاءت انتخابات الرئاسة لتؤكد أن شعبيته لم تتأثر.
 
 

كان لك لقاء منفرد مع الرئيس عبدالفتاح السيسى قبل توليه الحكم..ما تفاصيله؟

- أبرز ما أكده علىّ هو حرصه على عودة الوحدة الوطنية المعروفة والتاريخية بين المسلمين والأقباط التى كانت فى مصر القديمة.. فقد كان لقاء إنسانيا من الدرجة الأولى ولم يحاول فرض هيبته كرجل عسكرى حينها علىّ وهو ما اتسم به حتى هذا اليوم.. وأكدت له أن العالم يرى ما حدث فى 30 يونيو بشكل خاطئ فهو ليس كما يقولون انقلابا، بل هناك أكثر من 30 مليون تظاهروا بالشارع.. والشعب هو من احتمى بالجيش وطالبه بالنزول للتخلص من حكم الإخوان الذى كان سيغير من هوية مصر.
 
 

وهل تجدينه حقق هدفه الذى أكد عليه معك؟

 الحقيقة أنه أخذ مبادرات عدة من نفسه.. أولها حينما فاجأ الجميع بنزوله من مطار القاهرة وقطع زيارته للكويت لزيارة الكنيسة فى عيد الميلاد المجيد والجميع حينها تفاجأ وكانت هناك فرحة عارمة، فقد أظهر ذلك حرصه على الأقباط والمساواة بينهم.. ولكن الأزمة تتمثل فى أن هناك تعاملات فردية لا علاقة لها بالرئيس تسىء للدولة، فعلى سبيل المثال الأقباط مستاؤون من مسلسل مذاع فى رمضان يدعى «خفة يد» يصور «قس» على أنه لص، وهو ما يعد إهانة لرمز من رموز الكنيسة.
 
 

ولكن مازال هناك استخدام لـ«الأقباط» فى بث أى تهديد على مصر من الخارج.. ألا ترين ذلك صحيحا؟

 الغرب عادة يستخدم كلمة الأقباط فى ترويج أى صورة مسيئة ويتحدثون عن وجود اضطهاد.. لكن إذا أردنا أن نتحدث فالأقباط قبل ثورة 25 يناير كانوا منغلقين على أنفسهم، بينما هم فى هذا الوقت تصدروا الصفوف حيث يحرصون على المشاركة الدائمة فى أوائل الصفوف بالانتخابات ويشعرون بأنهم لهم دور فى البلاد، ولا ننكر أنه مازال هناك تمييز يأتى نتيجة تعاملات فردية أو مسؤولين من الحكومة.
 
 

وماذا عن تحركات الرئيس لإنصاف المرأة؟

هناك تحسن كبير.. ولكن المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة لم تنفذ بعد وهناك تشجيع لها فى تولى مناصب قيادية.. وعلى سبيل المثال نريد رئيس وزراء امرأة يوما ما.. والوضع اختلف هنا عما كان وقت حكم الإخوان فكانت لهم آراء غريبة، وظهر ذلك بشكل واضح حينما رفضوا وثيقة الأمم المتحدة للعنف ضد المرأة حينها.
 
 

وهل انعكس ذلك على المرأة الصعيدية؟

 لا للأسف.. فالصعيدية لم تحصل على حقها بعد رغم أنها لها دور فى كل شىء ورغم أن هناك شبابا واعيا ويدرك، ولكننا لا نسمع صوت المرأة الصعيدية بشكل كافق.. وميراث المرأة مازال به أزمة ولماذا لا تكون عندنا مساواة فى الإرث بين المرأة والرجل مثل تونس.
 
 

هل ترين أن النقاب يبرز صورة سلبية؟

«طبعا.. نفسى يرجع علىّ الزمن وأشوف النقاب مش موجود فى مصر وهو يشوه صورة المرأة المصرية ولا أراه فى أى دولة عربية».
 
 

كيف ترين صورة مصر خارجيا وهل تحسنت عما كانت عليه بعد 30 يونيو؟

 الصورة المروجة بالخارج مغلوطة والأزمة أنهم يعتمدون على مصادر غير مضمونة والإعلام الدولى يروج للمشهد بشكل خاطئ.. وهو ما جعلنى أخوض معارك عدة مع رموز سياسية بالخارج مثل «ميشيل دان» وقد أكدت لهم أن مصر حريصة على تصحيح أى مسار غير صحيح ولا يمكن لأى دولة بعد ثورتين ألا يكون بها إخفاقات ودائما ما أقول لهم «تابعوا ما يحدث فى مصر من المؤسسات الرسمية وهناك إيجايبات عدة تنبئ بمستقبل جيد».
 
 

ولكن ما أوجه القصور التى نتحملها نحن فى ذلك؟

إخفاقات يتحملها الإعلام المصرى وهو عدم وجود قناة فضائية واحدة تخاطب دول العالم باللغات الإنجليزية.. وما يجعل الدول بالخارج تحصل على معلومات من قنوات أخرى والإخوان بارعين فى الإعلام ودائما ما يتخذون مبادرة الخبر المضاد ويروجون له ولديهم جمهور بالخارج يؤيدهم.
 
 

تعلمين أن هناك تغيرات حزبية حالية.. ولكن إذا أردنا أن نتحدث عن مدى تأثر الحياة السياسية فى مصر برؤسائها.. كيف ترينها؟

 فى عهد جمال عبدالناصر كان هناك كتم للأفواه وهذا أثر بشكل جذرى على الحياة السياسية فى مصر ومنذ هذا الوقت لم يخرج سياسيون فى مصر «قتلها».. وقبل ثورة يوليو كان هناك حياة سياسية جادة تصل لحد استجوابات للملك فاروق نفسه ولكن مع «عبدالناصر» اختفت الأحزاب.
 
 

وكيف كان موقف «مكرم عبيد» من هذا؟

 استقبل الثورة بشكل إيجابى لمواجهة الفساد الذى كان يحدث.. وهو كان بيحب جمال عبدالناصر وأعطى له جزءا من الحديقة الخاصة به لقوات الأمن فى «منشية البكرى»، وكانوا يأخذون برأيه دائما ولكن دون فعل.. كما أنه انزعج من حل الأحزاب وتم عزله سياسيا بينما كان «السادات» رجلا له رؤية، ولكن ممارساته تسببت فى أخطاء مثل عودة «الإخوان» لمحاربة المثقفين وخدعوه وقتلوه. 
 
 

وهل أرسل لـ«عبدالناصر» خطابا برفضه لحل الأحزاب؟

أرسل له وثيقة كاملة بمبادئ دستور مقترح، وجاء فيها النص على إلغاء كل قيد على الحريات كحرية الرأى والصحافة والاجتماع.
 
 

وماذا عن حزب الوفد؟

الفترة الأخيرة شهدت عودة الروح للحزب، وبدأت عندما رفضت الهيئة العليا للحزب الترشح بالانتخابات الرئاسية، وكان ذلك مؤشرا لفوز بهاء أبو شقة.. وسعدت بفوزه وقدرته على عودة المفصولين وواثقة أنه سيتجح خلال الفترة المقبلة فى عودة ريادة «الوفد».
 
 

وكيف ترين الأحزاب السياسية فى مصر؟

 «الأحزاب مش موجودة وكلهم فى المكاتب ومفيش ليهم أى تحرك فى الشارع.. ودى فرصة لحزب الوفد الذى بدأ بـ«لم الأحزاب حوله».. والحقيقة أن الساحة لا تتحمل سوى 4-5 أحزاب وأتفاءل لوجود تعددية حزبية، ولا أتوقع أن يكون هناك اندماجات لعدم رغبة الكثير فى سيطرة كيان على آخر و«الوفد» لا يدمج ولا يندمج ومستحيل يخسر اسمه ومبادئه.
 
 

ميزانية حزب الوفد هل تأثرت بـوجود «السيد البدوى» على رأس الحزب لفترة طويلة؟

فلس الحزب.. سايب الخزينة فاضية والتحقيقات التى تجرى ستظهر ما الذى قام به
منى مكرم عبيد (1)
 

أريد الانتقال معك لتاريخ مضى وهى الفترة من ثورة 25 يناير لـ30 يونيو.. كيف رأيت الثورة الأولى؟ 

 وجدت شبابا واعيا.. ولكن أكثر أخطاء ثورة 25 يناير هو عدم وجود قائد لها وعندما كنت أطرح هذا التساؤل كانوا يقولون لى «لما بتبقى فى مركب الكل بيقدف»، كما أن الثورة اختطفت والحقيقة أن الجماعة هى الوحيدة التى قدرت على اختطافها، لأنها كانت أكثر كيان منظم وهو ما جعلهم يتصدورن أى مشهد تحاور.. وهو ما يعد أكبر إخفاق للأحزاب وبالأخص «الوفد» كما أن الكيانات السياسية كانت متفرقة وضعيفة.
 
 

لماذا لم تتحدثى مع السيد البدوى آنذاك؟

 ذهبت للسيد البدوى رئيس الحزب وقلت له «شباب الثورة يرفعون نفس شعارات ثورة 1919 ولازم تحتضنهم وتستفيد من كفاءاتهم وستكون إضافة جديدة للحزب وأنت اسمك هيبقى فى التاريخ.. ولم يهتم وتحالف مع الإخوان وهو ما جعلنى أترك الوفد». 
 
 

تم اختيارك لعضوية مجلس الشورى وقت حكم الإخوان.. لماذا قبلت هذا؟

الكنيسة رشحتنى لمجلس الشورى وقبلت ولم أدم.. وكنا دائما ما نقول للإخوان «اسمعوا الشارع بيقول إيه وقالولنا لا ده يبقى استسلام».. وكنت أول المتصدين لهم أثناء الهجوم على الكاتدرائية المرقسية وذهبت لأحمد فهمى رئيس مجلس الشورى وطالبته أن يقرأ توصيات جمال العطيفى.
 
 

ومن تواصل معك حين أعلنت استقالتك؟

 محمد طوسون رئيس اللجنة التشريعية.. وقلت له «الشارع بيغلى وبيطالبكم مطالب واضحة قالى لا ده هيبقى استسلام».. والحقيقة أن شخصيات من الإخوان كانت مستعدة للتشاور والمناقشة ولكن كانوا يخضعون للأوامر التى تأتى إليهم من «المقطم».
 
 

وكيف رأيت تحالف أيمن نور مع الإخوان.. ألم يكن ذلك مفاجئا لك؟ 

 كان من أبرز المقربين لى أيام ما كنت فى حزب الغد وكان له شعبية كبيرة فى باب الشعرية.. ولكن تطلعاته السياسية «ضيعته وزعلت عليه» وتفاجأت بعلاقاته الإخوان.. ولو فؤاد سراج الدين كان عايش عمره ما كان اتحد مع الإخوان باعتباره الأب الروحى له.. فقد كان يتعامل مع الإخوان بشكل سياسى مكشوف وليس من «تحت لتحت» كما كان يفعل «نور».
 
 

وماذا عن محمد البرادعى؟

 «البرادعى» وقتما عاد قلتله» أنت مكانك فى حزب الوفد زى أبوك وكنت متفائلة به لتحريك المياه الراكدة.. وخلال تعاملى معه فى الفترة من 25 يناير لـ30 يونيو تكشف لى أنه كان ضعيفا ومكنش يعرف يعنى إيه سياسة ولا حنكة سياسية، وده اللى خلى قرارته فيها «ميوعة وتردد» وظهرت أكثر فى جبهة الإنقاذ.. ولم أكن مقتنعة بالانضمام لهذه الجبهة 
 
 

وكيف رأى عملك بمجلس الشورى؟

عاتبنى عليه وقال لى «المفروض تيجى معانا فى جبهة الإنقاذ»، وأكدت له أن كلا منا يختار مكان المعارضة اللى تناسبه وعملى داخل هذه المؤسسة توصل أكثر وتعبر عما يحدث فى الشارع وخروجه فى 3 يوليو كانت صدمة وخذلان لشباب كتير.
 
 

ومن يتحمل اختفاء رموز كثيرة بـ«25 يناير» عن المشهد وسفرهم للخارج؟

 هم أنفسهم.. لأنهم نطوا من المركب وسابوا البلد.
 
 

وماذا عن 3 يوليو؟

 عرفنا ناخد نفسنا.. كان إنقاذ حقيقى لمصر من حكم لو دام كان هيهدد مصر كلها.
 
 

رغم كل أحاديثك هذه.. إلا أنه مازال يدور تساؤل بشأن علاقة «مكرم عبيد» بحسن البنا؟

 الوقت كان مختلفا.. وعلاقة «مكرم عبيد» بالبنا كانت شخصية وليس سياسية.. وهو عمره ما دعم جماعة الإخوان.. والجماعة أجرمت فى حق الشعب ولا مجال للمصالحة معهم وتجديد الخطاب يكون بالثقافة.
 
 

متى شعرت أن الجماعة خطر على مصر؟

خلال فترة حكم «مرسى».. ولايته كانت كابوس وشغال بالتعليمات اللى جايه له من «المقطم».
 
 

«مكرم عبيد» كان أول من قاد تظاهرات لرفع شعار «الهلال مع الصليب».. هل ترينها تحققت الآن؟

 أكثر من أى وقت آخر، وزيارته للكنيسه كانت تاريخية ونادرة الحدوث.
 
 

وما موقفك من حزب النواب؟

 «بيلعب لعبة مجهولة الهوية.. وهيفاجئنا قريب».

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة