مؤلفة "مكان من أجلنا": الصدفة جعلت أبطال الرواية عائلة مسلمة متوترة فى كاليفورنيا

الإثنين، 04 يونيو 2018 05:30 م
مؤلفة "مكان من أجلنا": الصدفة جعلت أبطال الرواية عائلة مسلمة متوترة فى كاليفورنيا الكاتبة فاطمة فرحين ميرزا
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فاطمة فرحين ميرزا​​، 27 سنة، ولدت وترعرعت فى كاليفورنيا. نشأ والدها فى حيدر أباد، والدتها فى عائلة بريطانية هندية فى برمنجهام. اتجهت فاطمة ميرزا ​​إلى الكتابة الإبداعية بعدما انضمت إلى ورشة أياوا للكتابة المرموقة، ثم صدرت روايتها الأولى، "مكان من أجلنا"، والتى وصفها الروائى بول هاردينج، بأنها "عمل من الجمال الاستثنائى والفاخر".

وفى هذه الرواية تستكشف فاطمة فرحين ميرزا التوترات داخل عائلة مسلمة متدينة فى كاليفورنيا حول مطلع القرن الحادى والعشرين، وقد أجرت صحيفة الجارديان حوارا معها، حول روايتها، وإلى نص الحوار..

رواية مكان من أجلنا للكاتبة فاطمة فرحين ميرزا
 

من أين جاءتك فكرة الرواية؟ 
 

الفكرة الأولية جاءتنى حينما كان عمرى 18 عاما، وتمثلت فى إحدى العائلات التى تجمع فى حفل زفاف ابنتهما الكبرى، ولأنهم على وشك التقاط صورة العائلة، إلا أن هناك ما يمنعهم من ذلك، وهو عدم وجود ابنهم "عمار".

كتبت الرواية لفهم هذه اللحظة. للإجابة على سؤال: ما هى الديناميكيات فى هذه العائلة؟ ما سبب هذا التصدع مع عمار؟.

لا نرى العديد من الروايات التى تستكشف حياة المسلمين فى الغرب. هل كان ذلك جزء من دافعك لكتابة الرواية: من أجل تعزيز فهم أفضل للمجتمع المسلم؟
 

لا، على الإطلاق. فى الواقع، عندما أدركت لأول مرة أن العائلة مسلمة، ترددت، لأننى كنت على علم بأن هذا النوع من الروايات يعتبر ناقصا ولم أرغب فى الاستفادة منه. لكننى لم أستطع التوقف عن التفكير فى الشخصيات. عندما بدأت الكتابة عنهم، أصبحوا إنسانيين بالنسبة لى، لم يكونوا مسلمين، أو لهم علاقة بما جرى فى الحادى عشر من سبتمبر. بالنسبة لى كانت دائما قصة إخوة وأخوات، أمهات وبنات، آباء وأبناء، فقد صادف أنهم مسلمون.

الكاتبة فاطمة فرحين ميرزا مؤلفة رواية مكان من أجلنا
 

قلت على لسان "هادية" فى الرواية أنها "تحترم الحجاب بشدة ولكنها لم ترتديه".. فهل تشاركينها الرأى؟
 

كنت أرتدى الحجاب منذ أن كنت فى التاسعة وحتى كنت الثانية والعشرين من عمرى. لم يكن ذلك بسبب قلة الاحترام أو الرعاية التى أوقفتها. كان عكس ذلك. كان السبب هو أن لدى الكثير من الاحترام للحجاب وبالنسبة للنساء فى حياتى اللواتى كرسن له، أدركت أن علاقتى الشخصية به لم تكن للأسباب نفسها. لقد جعلنى من أكون وسيظل دائما جزءًا مني، حتى لو لم يكن ذلك مرئيا للعالم الخارجي.

وهل قررت ممارسة إيمانك بطريقتك الخاصة؟
 

نعم فعلا. أتحدث عن هذا الأمر. أعتقد أن الناس يخفضون الحجاب. أحد الأمور التى أحبطتنى فعلاً عندما خلعته أولاً، هو أن العديد من الأشخاص، بما فى ذلك بعض أصدقائي، تفاعلوا قائلين: "الآن أنت حرة". لكن بالنسبة لى هذا هو تبسيط. بالنسبة لى، يتم تحرير أمى عندما تختار ارتداءها، وكل السنوات التى ارتديتها، كان ذلك قرارى.

فاطمة فرحين ميرزا توقع رواية مكان من أجلنا
 

لقد أدركت أن القيود الاجتماعية داخل المجتمع فى الرواية مفيدة فى مصطلحات سرد القصص. حتى المواقف الرومانسية الأكثر براءة على ما يبدو تصبح محملة بالمخاطر والتشويق؟.
 

نعم بالتاكيد. ككاتب خيال كان حقا وهناك مناطق مثيرة بالنسبة لي، لأن التفاصيل يمكن أن تكون صغيرة جدا، ومهمة بطريقة تشير إلى الحياة الداخلية السرية لهذه الشخصيات. من المنظور الخارجي، فإن عصا اللثة التى تُعرض على شخص ما هى مجرد عصا من اللثة، ولكن إلى هادية فى الثالثة عشرة، فهى خاصة. هذا هو المكان الذى أشعر أن الخيال فيه هو الأكثر عرضة، عندما يقول القارئ، هذه هى الحياة السرية الخاصة لهذه الشخصية ولديك امتياز للوصول إلى أفكارهم.

عنوان روايتك.. هل هو انعكاس لعلاقتك مع ثقافة موسيقى البوب؟
 

لقد نشأت مع التلفزيون، لكننى لم أبدأ فى الاستماع إلى الموسيقى حتى بلغت 13 عامًا. لم يسمح لى بالاستماع إلى الموسيقى التى أحبها، حتى أدركت أن أبى يستمع إلى أغانى بوليوود فقلت له: "إذا استطعت الاستماع إلى موسيقى بوليوود، يمكننى الاستماع إلى موسيقاي." فكر فى الأمر لمجرد لحظة وقال: "أنت على حق"، لذلك بدأت الاستماع إلى الموسيقى. لكننى أشعر، بسبب ذلك، أننى أكتشف أشياء عرفها الناس دائمًا. كنت فى الـ 22 من عمرى عندما سمعت رولينج ستونز لأول مرة. وكان رد فعلي: "ماذا. هو. هذه؟"

فاطمة فرحين ميرزا
 

ماذا فعلت عائلتك عندما علمت برغبتك فى أن تصبحين كاتبة؟
 

عندما انتقلت لأول مرة لمتابعة دراستى الجامعية، كنت أتفق مع والدى على أننى سأصبح طبيبة. لكننى كنت بائسة فى دوراتى التمهيدية، لذا تحولت إلى الكتابة الإبداعية. إن القول بأننى فى حاجة إلى كتابة هذه الرواية كان أمراً مثيراً لنا فى البداية، ولكن فى النهاية لم يكن أحد أكثر دعماً من عائلتي. لقد كان إخوتى هم القراء، فقد آمنوا بالرواية عندما شككت فى ذلك. كان إخوتى هم من يدعموننى ويؤكدون أننى على الطريق الصحيح.

وماذا بعد؟
 

أعتقد أننى سأكتب دائمًا، لكننى أرغب فى الانتظار حتى أشعر بأننى مجبرة كما فعلت مع هذه الرواية، فمن خلال الشخصيات استطعت طرح الأسئلة التى كنت أطرحها على نفسى طوال حياتي.

أى نوع من الأسئلة؟
 

ما يعنى أن تكون خائنا للمنزل أو الثقافة أو الإيمان أو المحيط الذى أتيت منه؟ كيف تتنقل بين هذه الحالات؟ بماذا تدين لأحبائك؟ وبماذا تدين لنفسك إذا كان هناك صراع؟

وهل يعنى هذا أن الأسئلة التى تواجهها الشخصيات فى الرواية هى أيضًا أسئلتك؟
 

هذه اللحظات نشأت بطرق صغيرة أو كبيرة طوال حياتي. لطالما كان هدفى مع عائلتى أن أحاول أن أكون محترمة ومدروسة بالنسبة إليهم قدر المستطاع، فى حين لا أخل بصوتى الداخلى.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة