لم تكن قرارات عادية، تلك التى صافحت بها المملكة العربية السعودية طموحها، حين أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -وبكل إصرار- بإفساح الطريق لأول مرة لجيل الشباب ليشارك فى رسم مستقبل بلادهم، والذين استطاعوا مواجهة كل التحديات التى واجهوها، بعزم وإرادة وهمة.
فمن المعلوم أن الشعوب تميل إلى انتخاب زعماء تجاوزوا الأربعين ظنًا منهم أنهم لديهم خبرة سياسية يحتاجونها لإدارة البلاد، إلا أن ثمة زعماء "صغار سنًا" تحت الـ40 عامًا حكموا ويحكمون بنجاح، كان آخرهم الأمير محمد بن سلمان ولى عهد المملكة العربية السعودية ووزير دفاعها.
الأمير محمد بن سلمان.. ولى العهد السعودى
فالأمير محمد بن سلمان -33 عاما- يعتبر أصغر وزير دفاع فى عالمنا هذا، واستطاع أن يبث فى الإدارة السعودية -بعد أن تم تنصيبه وليًا لعهد المملكة- روح الشباب بعنفوانه، وواجه تحدى الحرب فى اليمن فكان على قدر المسئولية الكبرى.
فمنذ انطلاق "عاصفة الحزم" فى اليمن في مارس عام 2015، وبدأ الأمير محمد بن سلمان يثير الإعجاب بكفاءته وقدرته على اتخاذ القرارات وسرعته فى استجابة التحديات على أنواعها، وساهم فى تسليط أنظار الدول عليه كونه أصغر وزير دفاع فى العالم، واستحق عن جدارة لقب "الجنرال المدنى".
لم يتوقف الأمير الشاب محمد بن سلمان عند ذلك، بل رسم بطموحه "رؤية 2030" والتى أطلقها عام 2016، والتي تهدف إلى إجراء إصلاحات شاملة فى المملكة، حيث تم إطلاق تلك الخطة استعدادًا لمرحلة ما بعد النفط فى المملكة"، وقد أقرها مجلس الوزراء السعودى وبدأ العمل بها ضمن إطارها، فى نحو 80 مشروعًا حكوميًا تتراوح تكلفة الواحد منها بين ثلاثة إلى سبعة مليارات ريال سعودى.
كما شهدت الفترة الأخيرة إصدار ولى العهد السعودى، لقرارات تسمح للمرأة بقيادة السيارة، وشغل مناصب رفيعة، ودخول مدرجات الملاعب الرياضية.
وتحدثت معظم صحف العالم بأن تلك التغييرات التى كان سببها الرئيسى إصلاحات الأمير محمد بن سلمان، تجعله واحدًا من أكثر القادة السعوديين ديناميكية، مؤكدة أن تلك الإصلاحات لاقت استحسانًا ودعمًا من جانب الشباب السعودى، الذين وصفوا بن سلمان بـ"البطل الشجاع".
الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف.. وزير الداخلية السعودى
حل وزير الداخلية السعودى الجديد الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف محل عمه الأمير محمد بن نايف فى وقت تواجه فيه المملكة تحديات أمنية وتهديدات من مسلحى تنظيم داعش الإرهابى ومتشددين شيعة فى شرق البلاد.
تخرج وزير الداخلية السعودى الجديد -35 عامًا- فى مدارس الظهران الأهلية ودرس القانون فى جامعة الملك سعود وهو ضمن دفعة جديدة من الزعماء الشبان الذين تولوا مناصب رفيعة فى المملكة منذ تولى الملك سلمان حكم المملكة.
وينظر الشباب السعودى لذلك على أنه دليل على أن جيلهم يتولى مكانة رئيسية فى تحديث وإصلاح المملكة، حيث تؤدى وزارة الداخلية دورًا رئيسيًا فى تنفيذ الإصلاحات ومكافحة التشدد.
وزير الثقافة السعودى.. الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود
أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، صباح السبت الماضى، أمرًا ملكيًا، يقضى بتعيين الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود (33 عامًا) وزيرا للثقافة فى السعودية.
يشغل الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان منصب محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وعمل على وضع استراتيجية تطوير المحافظة وفق رؤية السعودية 2030، وعيّن فريق عمل رئيسيًا للهيئة، كما قام بتطوير اتفاقيتى عمل مع حكومة فرنسا ومعهد العالم العربي في باريس، وعمل على إطلاق برنامج الابتعاث لتأهيل أبناء وبنات المحافظة، كما طوّر شراكة مع كلية التصميمات في جامعة هارفارد لتحفيز الابتكار والنشر العلمي المختص بتطوير المحافظة.
وكان الوزير عضوًا بمجلس إدارة الهيئة العامة للثقافة، وشارك فى تطوير استراتيجيات الارتقاء بقطاع الثقافة في المملكة، وإثراء المشهد الثقافي السعودي داخل المملكة وخارجها.
ويرأس الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود كذلك مجلس إدارة معهد مسك للفنون، وعمل مع فريق المعهد، تحت مظلة مؤسسة الأمير محمد بن سلمان "مسك الخيرية"، على تحقيق أهدافها لتمكين الدبلوماسية الثقافية الدولية والتبادل الفني.
كما أنه ترأس أيضًا إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق منذ إعادة هيكلتها والانتقال إلى النشاط الإعلامي والمعلوماتي الحديث، وقام ببناء الشراكات وتوقيع الاستحواذات مع عدد من المؤسسات الإقليمية والعالمية.
والأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود حاصل على البكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود، كما حصل على العديد من الدورات الخارجية في عدد من المجالات.
لمحة تاريخية
عرف العالم عبر القرون قادة وزعماء تولوا مقاليد السلطة في سن مبكرة، فكانوا ملوكًا وحكامًا وقادة عسكريين عظام، ولعل أبرزهم فى التاريخين العربى والإسلامى هارون الرشيد، الذى تولى الخلافة فى العشرين وحكم 21 عامًا، بلغت فيها الخلافة العباسية أوجها.
وفي الغرب، بعض كبار القادة العسكريين والفاتحين كانوا صغار السن، ومن هؤلاء الإسكندر المقدوني الذي خلف أباه على عرش مقدونيا وهو في سن العشرين، وفي سن الثلاثين، أسس أعظم وأكبر أمبراطوريات العالم القديم، وتوفي عن 32 عامًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة