أكرم القصاص - علا الشافعي

الهوليجانز خطر يهدد كأس العالم.. مشجعون مثيرون للشغب لا يكتفون بالهتاف والعنف وسيلتهم.. أشدهم خطورة الروس والإنجليز وأشهر معاركهم "كمين مارسيليا" بـ 2016.. وروسيا تمنحهم الحماية.. فيديو وصور

الإثنين، 04 يونيو 2018 05:00 م
الهوليجانز خطر يهدد كأس العالم.. مشجعون مثيرون للشغب لا يكتفون بالهتاف والعنف وسيلتهم.. أشدهم خطورة الروس والإنجليز وأشهر معاركهم "كمين مارسيليا" بـ 2016.. وروسيا تمنحهم الحماية.. فيديو وصور هوليجانز روس
كتبت سالى حسام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الهوليجانز.. ربما يراهم البعض كمجموعات مشجعين متعصبين يشعلون المشاجرات حبا لناديهم أو فريقهم المفضل لكن بالنسبة للسلطات الأمنية فهم كابوس فى كل مباراة مهمة ينشرون الرعب ليس فى قلب الفريق المنافس ومشجعيه تحديدا، الهوليجانز ليسوا حكرا على دولة واحدة بل وباء كروى عالمى، هناك الهوليجانز الروسى والهوليجانز الإنجليزى والألمانى والصربى وحتى البرازيل وإسبانيا وغيرها.. فلا تجعل جمال كرة القدم يخدعك عن الجانب القبيح منها.

 

الهوليجانز لا يتحركون كأفراد بل هناك عصابات بمسمى "شركات" تجمع الهوليجانز كفريق وتدربهم على الهتافات والضرب والاستفزاز وإشعال المشاجرات، ويتم القتال بلا قواعد إطلاقا فلا خوف على حياتك أو على حياة الخصم ولو كنت من عناصر الهوليجانز فيجب أن تؤمن بأن هذه المشاجرات نوع من الشرف وكأنك تقاتل فى ساحة معركة لمناصرة أخيك المقاتل ولا تلق بالا للقانون أو أى قواعد أخرى.

 

فى العادة أى دولة يظهر فيها الهوليجانز يكون الأمن مستعد لهم لتفريقهم أو القبض عليهم واستخدام العنف ضدهم إذا لزم الأمر.. ولكن فى روسيا هناك نوع من التساهل مع فرق الهوليجانز فى السنوات الأخيرة ظهر بوضوح فى معركة ضرب المشجعين الإنجليز فى مارسيليا خلال بطولة أوروبا 2016.. وكانت المعركة التى عرفت إعلاميا باسم "كمين مارسيليا" وقعت عندما استدرجت مجموعة صغيرة من الهوليجانز الروسى المشجعين الإنجليز وتشاجروا معهم فى المقاهى قرب ستاد مارسيليا قبل أن يهربوا منهم بعدما أثاروا غضب الإنجليز.

 
اشتباكات مارسيليا
اشتباكات مارسيليا
بعدها حاول الإنجليز اللاحق بهم ظنا أن عددهم أكبر من خصومهم الروس خاصة وأن عدد الإنجليز كان 2000، ليفاجأوا بأن الطريق تم إغلاقه من الناحيتين وأنه تم حصارهم من قبل 200 مشجع هوليجان محترف انقضوا عليهم وانهالوا عليهم بالضرب مما تسبب فى إصابة 30 إنجليزيا بجروح شديدة تم نقلهم على إثرها للمستشفى.. ويظهر في الفيديو في الأسفل كيف كان هوليجان روسي يسأل رجلا مصابا على الأرض إن كان إنجليزيا أم لا.. وعندما أجاب الرجل "نعم" استكمل المشجع الروسي ضربه.
 
 
الفيديو الشهير للواقعة صوره مشجع إنجليزى وهو يركض، والذى وصف الهجوم الروسى بأنه لم يكن مجرد مشاجرة بين مشجعين بل كان عملا منظما يشبه طريقة هجوم المليشيات المسلحة.
 
 
وكل هذا تم رغم محاولات شرطة مكافحة الشغب الفرنسية السيطرة على الوضع، قيادات الهولجيانز تفاخرت بعد ذلك فى لقاء مع موقع "فايس" بأن الكمين تم التدريب عليه وأن جماعات الهوليجانز الروسى اتفقت على الخطة لاستهداف الإنجليز فى شوارع جانبية قصيرة حتى لا يمكن للإنجليز الاستفادة من عددهم الكبير، وقال أحد الهوليجانز الذين شاركوا فى المشاجرة: "كنا 200 محترف ضد 2000 من الهواة".
 
 

العنف ليس جديدا لكن أن يحدث بهذا المستوى جعل الأنظار تلتفت للسبب الذى يجعل الهوليجانز الروسى شديد التنظيم بهذا الشكل.. والإجابة التى ركزت عليها تقارير عالمية عديدة فى مواقع رياضية وحتى فى صفحات الجريمة كانت اتهام صريح بأن روسيا تتساهل مع الهوليجانز فى بلادها لتلقين أعدائها درسا إذا لزم الأمر، واستدلت التقارير على عدم حدوث هجمات ضد أى مشجعون أجانب قبل 2014 أى قبل التوتر بين روسيا والدول الغربية بسبب القرم وأوكرانيا، كما أن استضافة روسيا لكأس العالم 2018 جعلت صحف بريطانية عديدة على رأسها "الصن" تتخوف على مصير المشجعين البريطانيين فى كأس العالم وهل سيحدث لهم ما حدث فى مارسيليا أم أسوأ.

 

وقبل أسبوع واحد فقط حدث ما أشعل هذه المخاوف حيث تعرض جمهور ليفربول فى العاصمة الأوكرانية كييف لهجوم عنيف على يد الهوليجانز الروسى فى 25 مايو الماضى، وبعدها بـ48 ساعة فقط جاء الاعتراف من جماعات الهوليجانز بأنهم المسئولين عن ضرب مشجعى ليفربول وأن على الإنجليز "الاستعداد للموت فى كأس العالم" على حد قول الهوليجانز فى اعترافهم.

 

تدريبات عنيفة وعنصرية

ما الذى يجعل الهوليجانز الروسى بهذه السمعة؟.. الإجابة فى التدريبات والتنظيم.. الهولجانز الروسى سواء كانوا رجال أو نساء ليسوا مجرد مجموعة أصدقاء يحبون العنف فهناك عصابات تدريبات مضنية على الضرب وأساليب المشاجرات وكيف يتم الاشتباك مع مشجعى النادى الخصم وكيف يهرب الهوليجانز من السلطات إذا قررت التدخل.

 

 

 

 
والأمر لا يقتصر على الرجال، حيث يتم تنظيم مباريات قتالية تدريبية بين الهوليجانز النساء أيضا.
 
 
مشكلة الهوليجانز الروسي الحقيقية ليست في كونهم مثيرون للشغب.. بل هناك ما هو أعمق بكثير.. فجماعات الهوليجانز فى روسيا وغيرها عادة ما تكون رابطة من مشجعين مقاتلين وفى نفس الوقت لديهم ميول سياسية معينة، والقاسم المشترك بين هذه الميول السياسية هي أنها "قومية متعصبة وعنصرية".
 
 
هوليجانز إنجلترا مثلهم مثل روسيا لديهم نزعة عنصرية ضد السود وضد المهاجرين والأجانب عموما، ويعتبرون أن القتال وسيلة لإظهار الوطنية.


ولكن هل حقا هناك خطر على كأس العالم؟

كأس العالم بعد 10 أيام بالتمام والكمال.. بطولة استعدت روسيا لتنظيمها وصرفات الملايين والملايين على تجهيز الملاعب والفنادق وتأمين البلاد ضد أى خطر سواء كان إرهاب داعش أو عنف الهوليجانز، لكن مسؤولين بالحكومة الروسية مثل إيجور ليبيديف النائب في البرلمان الروسي والذي يعمل أيضا في الكرملين ضمن الطاقم الاستشاري لبوتين، كان أبدى إعجابه وفخره بما فعله الهوليجانز الروسي في المشجعين الإنجليز وقال إنهم وطنيين متحمسين والخطأ يقع على الشرطة الفرنسية التي لم تكن مستعدة لهم، لدرجة أنه نشر تغريدة في 13 يونيو 2016 يقول فيها: "لا أرى شيئا خاطئا بين مشاجرات المشجعين على العكس أحسنتم يا شباب واصلوا العمل".
 
 
تغريدة إيجور ليبيديف
تغريدة إيجور ليبيديف
واستقبلت وسائل الإعلام الروسية الهوليجانز الذين تم ترحيلهم من فرنسا استقبال الأبطال وتم التقاط الصور معهم ومع ضباط المطارات الروسية. لكن هذا لا يعني أن الحكومة الروسية الآن تريد السماح بمثل هذه الأعمال، هناك 10 آلاف بريطانى سيشجعون إنجلترا فى المدرجات الروسية، وهناك أيضا مشجعى فرنسا.
 
 

وحتى قادة فرق المشجعين الهوليجانز "الكابوهات" فى روسيا يقولون فى تصريحات لموقع "فايس" علنا السبب أننا لم ندخل السجون حتى الآن هو أن الشرطة لا تقدمنا للمحكمة ولا ترفع قضايا.. لكن هذا يمكن أن يتغير ويمكن أن يطلب لعدد منا مغادرة موسكو وربما تقف ضدنا الحكومة والسبب سيكون كأس العالم".

 

صحيفة الإندبندنت أيضا يبدو أنها تؤكد هذا حيث قالت أن الحكومة الروسية نظمت مؤخرا حملة قمع ضد الهوليجانز، وتم منع الهوليجانز من المشاجرات أو التدريب على المشاجرات فى أى من المدن الروسية الكبرى، وبدلا من هذا انتقل الآن أغلب الهوليجانز الروسى إلى عمق الغابات الروسية لممارسة هوايتهم العنيفة مع بعضهم البعض.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة