أكرم القصاص - علا الشافعي

المحامى أحمد الجنزورى لـ"اليوم السابع" تسللت إلى الجامعة وأنا فى الإعدادية وقررت أن أدخل كلية الحقوق.. أنا زملكاوى وأبنائى الثلاثة يعشقون النادى الأبيض.. لم أتدرب فى مكتب محاماة ودربت نفسى بشكل شخصى فقط

الإثنين، 04 يونيو 2018 12:00 م
المحامى أحمد الجنزورى لـ"اليوم السابع" تسللت إلى الجامعة وأنا فى الإعدادية وقررت أن أدخل كلية الحقوق.. أنا زملكاوى وأبنائى الثلاثة يعشقون النادى الأبيض.. لم أتدرب فى مكتب محاماة ودربت نفسى بشكل شخصى فقط جانب من الحوار
حوار - حازم عادل - عامر مصطفى تصوير - محمد فوزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا تتجاوز الصورة المعروفة عن رجال القانون، مشاهد جلوسهم على منصة العدل قضاة ومستشارين ينطقون بالأحكام بعد استماع لمختلف أطراف القضية، أو محامين يرتدون روب المحاماة.. يفندون فى ساحات المحاكم أدلة الدفاع عن موكليهم أو إدانة خصومهم.. لكن السطور التالية تحاول الإبحار فى عالم مختلف عن الصورة المعتادة، وتتجول فى ملامح «الوجه الآخر» لرجال القانون، وتقلب معهم فى الجوانب الاجتماعية لتقترب أكثر من شخصياتهم.

«دربت نفسى بنفسى وباجتهاد شخصى»، هكذا يلخص المحامى أحمد الجنزورى رحلة كفاحه واجتهاده للعمل فى مجال المحاماة دون الاستعانة بأحد، فهو يعشق مهنة رد الحقوق لأصحابها منذ الصغر، حين كان طفلًا بمدرسة السعيدية بالجيزة، ويقع نظره دائمًا على تلك الكلية التى عشقها، وقرر دخولها ليكون محاميًا مفوهًا، كما كان خطيبًا مفوهًا يلقى الخطب والشعر وهو طفل صغير، وإلى نص الحوار..
المحامى أحمد الجنزورى (1)
 

احك لنا تاريخ نشأتك ودراستك بالجامعة؟

- توفى والدى وعمرى 6 سنوات، وكان موظفًا مدنيًا بوزارة الداخلية، ونحن من محافظة المنوفية، وكنا مقيمين بمنطقة الدقى، ولى أخ أصغر منى بـ4 سنوات، ووالدتى كانت خريجة جامعة ولم تعمل، وتفرغت لتربيتنا، وكان هدفى أن أكون طالبًا بكلية الحقوق منذ الصغر، فأنا أريد أن أعمل محاميًا منذ مشاهدتى للأفلام القديمة، لأننى أعشق الخطابة، وأرى نفسى فى أى شخص يلقى خطبة والجميع يستمع، أو المهنة التى يتحدث صاحبها والجميع ينصت إليه، وكان بيتنا قريبًا من جامعة القاهرة، ورأيت بداخلى حلم الطفل الذى يرى الجامعة، وكنت أمر على جامعة القاهرة بشكل يومى وأنا فى طريقى إلى المدرسة، فمدرستى كانت مدرسة السعيدية، وهى أقرب إلى كلية الحقوق، حيث كانت مدرسة المشاهير، ويوميًا كنت أمر على كلية الحقوق، وكان طوال الوقت يتملكنى فضول دخول الجامعة، وفى إحدى المرات تسلقت ودخلت الجامعة، وكنت وقتها فى المرحلة الإعدادية، وأخذت جولة كاملة داخل الجامعة، وكان يتملكنى فضول رهيب، لذلك تجولت على مدى يوم كامل، مررت وقتها على عدد كبير من كليات الجامعة، منها كلية الاقتصاد، وكلما أمر بمبنى لكلية ما أقف أمامها وأتأمل.
 

متى تخرجت فى الجامعة، ومن زاملت من المشاهير؟

- تخرجت فى الجامعة عام 1997، وارتبطت بشخصيات قانونية كبيرة مثل الدكتور فتحى سرور، فهو قامة وقيمة قانونية، ومن أشهر أساتذة القانون، وكذلك الدكتورة آمال عثمان، والدكتور مأمون سلامة، والدكتورة عائشة راتب، وكنت أحب أن أحضر محاضرات الدكتور مأمون سلامة فهو مفوّه ومتحدث لبق للغاية، والدكتور فتحى سرور كان أسلوبه شيقًا، وزاملت كلًا من أسامة حسنين عبيد، دفعتى، ومعتز نزيه المهدى.
 

ما كواليس زواجك، وكم عدد الأولاد؟

- كنت مرتبطًا بزوجتى ارتباطًا قديمًا، فقد كانت تزاملنى منذ مرحلة الإعدادية، كما أننا جيران، وكنا نأخذ دروسًا سويًا، ومن هنا تولد بيننا حب عاطفى، ولكنها دخلت كلية التجارة، وأنا دخلت كلية الحقوق، وبعد تخرجى فى الجامعة تقدمت لخطبتها، وكنت أخاف أن يخطفها شخص آخر غيرى، ففكرت فى خطبتها، وبالفعل تمت الخطبة لمدة أربع سنوات، ولم تواجهنى صعوبات فيها، فهى ساعدتنى كثيرًا فى حياتى، ووقفت بجانبى كثيرًا، فكانت توفر لى كل سبل الهدوء النفسى لكى أصل إلى ما أريده، وأنجبنا «مهاب»، وهو فى الصف الأول الثانوى بمدرسة السعيدية أيضًا، وأحاول بث حب المهنة فيه،  وأصطحبه معى إلى المحكمة فى فترة الإجازة، ونجحت فى ذلك، وهو من ضمن فريق العمل بالمكتب، و«مهند» فى الصف الأول الإعدادى، و«محمد» فى الصف الرابع الابتدائى، والفرق بينهم 3 سنوات، وأريد لـ«مهاب» أن يكمل المسيرة، وأشعر بأنه سند لى، وأرى فيه امتدادًا لكى يكمل المسيرة.
 

هل تضغط على «مهاب» للعمل بالمحاماة؟ 

- لم أضغط عليه، لكننى أريد منه أن يكمل المسيرة فقط، وأرى فيه السند، وبالفعل وبدون ضغط استجاب لذلك، فهو يحب القراءة والاطلاع أيضًا، فـ«مهند» لديه رغبة فى الالتحاق بكلية الصيدلة، و«محمد» يحب الالتحاق بكلية هندسة، وأنا عندى رغبة فى أن يُكمل «مهاب» العمل فى المحاماة  من قبل أن يأتى إلى الدنيا، لهذا أزرع فيه حب المحاماة.
 

هل تخصص أوقاتًا معينة للجلوس مع أفراد العائلة بصفة مستمرة؟

- لا أخصص أوقاتًا معينة للجلوس مع أبنائى، فإجازتى الخميس والجمعة، ودائمًا نخرج فيها للتنزه، وعندما أسافر خارج مصر أصطحب أسرتى معى، ويوم الخميس نصفه عمل، والفترة المسائية نذهب إلى النادى، أو للعشاء بالخارج، وأنا مرتبط بنادى الزمالك، وفى مرحلة الابتدائى كنت مرتبطًا بنادى الصيد لقربه من منزلى، وكذلك الأسرة كانت مرتبطة بالصيد، وأولادى زملكاوية مثلى.
 

هل لديك مواقف مؤثرة مع الدكتور كمال الجنزورى، رئيس وزراء مصر الأسبق؟

- الدكتور كمال الجنزورى عم والدى، وبدأ حياته كدكتور فى الجامعة بكلية الاقتصاد، وجلست مع الدكتور الجنزورى كثيرًا، وكنا نتشرف به كثيرًا، ولما كان وزيرًا للتخطيط كنت فى المرحلة الإعدادية، وظل 17 عامًا وزيرًا للتخطيط، وبعدها شكل الوزارة، وكنا نفتخر بذلك الرجل كثيرًا.
المحامى أحمد الجنزورى (2)
 

متى فكرت فى إنشاء مكتب للمحاماة؟

- فكرت فى افتتاح مكتب للمحاماة فى بداية عام 2006، ولم أعمل محاميًا لدى أحد من المحامين الكبار، أو أتدرب عند أى محام، وكانت خطوة جريئة منى، وتدريبى كان باجتهاد شخصى، فقد كنت أنزل المحكمة بمفردى، وأحب أن أشاهد مرافعة المحامى محمد عبدالغفار أبوطالب، والدكتور حمدى عبدالرحمن، وصارت بيننا صداقات جيدة، وكنت أحب أن أذهب إلى دار القضاء العالى ومحكمة العباسية، وكنت شغوفًا بسماع نوعية معينة من القضايا، وارتبطت بقضايا الأموال العامة، وحصل موقف لطيف، ففى إحدى المرات كنت أريد أن أحضر قضية اغتصاب، وكانت تعقد داخل غرفة المداولة، وبالفعل دخلت، وعندما بدأ القاضى فى سؤال الحضور، طلبت من شخص يقف بجانبى أن يقول للقاضى إننى محام أتدرب معه، وبالفعل عندما سألنى القاضى أخبرته بأننى حضرت للتدريب،  فقال القاضى: «إنت مش جاى غير فى القضايا اللى كلها مليطة دى».
 

متى فكرت فى تحضير رسالة الدكتوراة؟

- وأنا فى الجامعة قررت أن أحضر رسالة الدكتوراة، وقررت أن أرتبط بالكلية وأعمل دراسات عليا، فأنا أعشق العلم كثيرًا، وأحب البحث عن المعلومة فى الكتاب وليس «السيرش» على الإنترنت، ودرّست القانون الجنائى فى جامعة عين شمس، وكلية الشرطة، وبعض الجامعات الخاصة، وللمكتبة الورقية وليست الإلكترونية قيمة وتشويق، وأعمامى كانوا فى كليات عسكرية ولم أرغب فى أن أكون مثلهم.
 

ما أكثر القضايا التى أخذت منك وقتًا طويلًا بالمحاكم؟

- قضايا قتل المتظاهرين، فأنا ترافعت فى 16 قضية من قضايا قتل المتظاهرين، وكلها حصلت على أحكام بالبراءة، لأن الرأى العام كان وقتها شديدًا، وكنت أشعر بمدى الظلم الذى تعرض له الضباط ودفاعهم عن الأقسام، ووقفتهم فى القفص ودفاعهم عن عملهم، وارتبطت فترة كبيرة بقضايا الضباط، لأننى ترافعت فى قضايا مشابهة حتى قبل الثورة.
 
هل ترفض قضايا بسبب انشغالك بارتباطات أسرية أو ممارسة هوايتك؟
- لا أرفض قضايا بسبب ذلك، ولكن رفض القضايا يكون بشكل شخصى، قلبى يحكمنى فى قبول بعض القضايا، وعندما أشعر بأن صاحب القضية مذنب أرفض القضية، أرفض العمل والترافع فى قضايا المخدرات والسرقة بالإكراه، والاغتصاب، وهتك العرض.
 

ما أول قضية ترافعت فيها، وكم المبلغ الذى تحصلت عليه منها؟

- أول قضية دخلت مكتبى حصلت فيها على أتعاب جيدة، والقضية عبارة عن شخص صديق عرضها علىّ، وكانت قضية أموال عامة، وصاحب الشأن أكد لى بعدما ربحت القضية أنه كان سيأتى بمحام كبير وسيعطيه مبلغًا كبيرًا، ولذلك قرر إعطائى نفس المبلغ، وحصلت وقتها على 40 ألف جنيه أتعابًا فى القضية، وكانت مغامرة بالنسبة لى، فهى أول قضية أعمل بها. 
 

هل ترافعت فى قضايا بدون أجر، ولماذا؟

- ترافعت فى العديد من القضايا بدون أجر لإيمانى بالقضية، ولدى جانب مهم فى حياتى، مثلما القاضى يكتب حكمه، أنا أريد أن أصلح من صاحب القضية مثل قضايا تعاطى المخدرات، فقد كانت عندى قضية تعاطٍ لشباب يتناولون المخدرات مع بعض، وواحد منهم توفى وتركوه، وبعدها ذهبوا للاطمئنان عليه، فتم القبض عليهم، وترافعت فى القضية وحصلت على براءة للشباب وأدخلتهم بنفسى مصحة للعلاج من الإدمان.
 

ما المهنة التى كنت تفضل ممارستها لو لم تكن محاميًا؟

- كنت أفضّل أن أكون محاميًا أيضًا، ولكن وفى وقت من الأوقات كنت معجبًا بشخصية عمرو موسى، فقد شكل فى فكرى ووجدانى بشياكته ولباقته ولغته، ومدى تأثيره فى الآخرين، فكنت أحب أن أكون دبلوماسيًا، وعرفت أن موسى كان خريج حقوق فأحببت الحقوق أكثر.
 

هل عملت بمهن أخرى قبل العمل فى المحاماة؟

- نعم، فقد عملت بعدة مهن، وكان ذلك فى فترة الإجازة الدراسية، وعملت فى مجال السياحة ببعض الفنادق.
 

فى أى المجالات تفضل القراءة بعيدًا عن القانون؟

- أحب قراءة الأدب الإنجليزى، وهو أكثر أنواع الأدب رؤية للواقع، وأقرأ للكاتب الكبير وليام شكسبير وتشارلز ديكنز، وفى كتاباتى أشعر بمعاناة الفقير، وهو شعور نابع من قراءتى للأدب الإنجليزى، وأيضًا أحب القراءة للكاتب الكبير أنيس منصور، والكاتب أحمد رجب، حيث إننى أشعر فى كتاباتهم بسخرية وجانب واقعى.
 

ما ألعابك المفضلة أو هوايتك؟

- أحب لعب كرة القدم، وبالمناسبة أنا زملكاوى، وعضو فى النادى، وكل اللاعبين أصدقائى، مثل خالد الغندور، ومحمد صبرى، وحازم إمام،  وألعب كرة القدم مع أصدقاء شخصيين، ولدى أصدقاء منذ مرحلة الصغر وحتى الآن.
 

ما طقوس يومك بشهر رمضان الكريم؟

- يومى فى رمضان يبدأ فى الصباح، إذا كانت هناك قضايا أذهب إلى المحكمة، وبعد الانتهاء من المحكمة أذهب إلى البيت على عكس الأيام الأخرى لا أذهب إلى البيت، أفطر مع أسرتى ثم أذهب إلى المكتب، وألبى العزومات فى رمضان، وأصلى التراويح، وفى فترة الابتدائى والإعدادى كنت أقوم بالأذان للصلاة، وفى فترة الإعدادى كنت ألقى الشعر وأقوم بالخطابة، وفى الجامعة كنت مشتركًا بنشاط الشعر، وأنا مرتبط بالأسرة، إخوتى وأهل زوجتى، وكثيرًا ما نفطر معًا فى شهر رمضان.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة