"النظام الجديد يلغى الدروس الخصوصية" التصريح الذى كرره وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى أكثر من مرة، مؤكدًا أن الدروس الخصوصية ستفقد معناها مع النظام الجديد الذى يطبق على الطلاب الملتحقين بالصف الأول الثانوى فى العام الدراسى المقبل 2018/ 2019. وأن الطالب لن يستفيد شيئًا منها فى وجود مصادر معرفة متعددة على "التابلت" مع تغيير طريقة صياغة الأسئلة من قياس الحفظ لقياس مهارات التفكير والنقد. وشدد الوزير على أن هذا النظام التراكمى على مدار 3 سنوات لن يتسبب فى زيادة عبء الدروس الخصوصية على عاتق الأهالى.
هذه التصريحات وفكرة النظام الجديد التى تجعل الطلاب المقبلين على الثانوية أمام مرحلة جديدة تمامًا حتى بالنسبة للمدرسين وأولياء الأمور تجعلنا نتساءل هل فعلاً تقل الدروس الخصوصية خلال المرحلة المقبلة؟ أو على الأقل هل تنتهى ظاهرة بدء الدروس من شهر أغسطس والحجز قبلها بشهر أو أكثر؟ للحصول على إجابة طرحنا هذا السؤال على أولياء الأمور وفى الوقت نفسه اتصلنا بعدد من مراكز الدروس الخصوصية "سنتر" كأولياء أمور بصدد الحجز لأبنائهم المقبلين على الثانوية العامة.
فى البداية اتصلنا بـ6 مراكز للدروس الخصوصية فى الدقى والهرم والمنصورة والقليوبية، وفى غالبية المراكز كانت الإجابة واحدة "بالفعل الحجز متاح من 1 إلى 15 أغسطس" لجميع مراحل الثانوية العامة، فيما أفاد أحد المراكز بالهرم، والذى نشر فى العام الماضى استمارة حجز الدروس الخصوصية للثانوية العامة فى شهر مايو، بأن الحجز لدروس الصف الأول الثانوى لن يبدأ قبل شهر سبتمبر وقال أحد العاملين بالمركز: حجز الصف الثالث الثانوى متاح الآن إلا أن حجز الصف الأول لم يبدأ بعد إلا لدى مدرس لغة إنجليزية واحد فقط طلب منهم فتح الحجز لدروسه.
أما أولياء الأمور فانقسمت إجاباتهم بين من ينوى الحجز فى أغسطس كالمعتاد، ومن بدأ الحجز بالفعل ومن يفضل الانتظار حتى بدء الدراسة.
وتقول عبير عبدالستار: لدى توأم، ولد وبنت، نجحا فى الإعدادية هذا العام وفى العام المقبل لدينا ثانوية عامة وبالطبع سأضطر أن أحجز لنبدأ الدروس فى منتصف أغسطس لأن نظام التعليم جديد والمناهج صعبة جدًا. تضيف: اضطررت أيضًا تحويلهما من المدرسة الخاصة إلى أخرى حكومية لأن التكاليف ستكون عالية جدًا خاصة أنها على مدار 3 سنوات.
ولم تنتظر شيماء نادر حتى أغسطس وإنما حجزت بالفعل وتقول: حجزت اللغات عربى وإنجليزى وفرنسى بالإضافة إلى الرياضة. تضيف باستنكار "طبعًا الدروس هتبقى أكتر من الأول". يتفق معهما أحمد علاء الذى قال: طبعًا سنحجز لأننا لا نعرف هل يمكن أن يعتمدوا على التابلت وحده أم لا.
فى المقابل استنكرت نسرين المعداوى الحجز المبكر وتساءلت "هو انتوا عرفتوا المنهج الجديد والنظام الجديد عشان تبدأوا تحجزوا دروس؟" وأضافت "إحنا بندمر أولادنا بنفسنا".
أما نجوان المحلاوى فتفضل الانتظار ولكن لسبب آخر فتقول "سأنتظر حتى يدخلوا الفصول ونعرف المدرسين فى الفصل. هذا ضرورى لأن بعض الدرجات فى يد المدرس وتظل فى الملف من الصف الأول الثانوى حتى الجامعة، لأن الملف الشخصى لكل طالب مهم فى اختبارات دخول الكليات" وأضافت بغضب "حسبى الله ونعم الوكيل فى النظام دا، بسبب التراكمية حطنا تحت ضرس المدرسين لمدة 3 سنوات". فيما فضلت "سماح القاضى" أن تنتظر حتى يبدأ العام الدراسى وتتعرف على النظام الجديد وعلى المناهج.
يذكر أن الأسر المصرية تنفق نحو 4.8% من دخلها سنويًا على تعليم أبنائها، تلتهم الدروس الخصوصية أكثر من ثلثها بنسبة تصل إلى 39.4% يليها الإنفاق على المصروفات والرسوم الدراسية.