مبادرات للحفاظ على الحوار فى ظل توترات بين الأديان بفرنسا

الأحد، 03 يونيو 2018 12:46 م
مبادرات للحفاظ على الحوار فى ظل توترات بين الأديان بفرنسا إيمانويل ماكرون
(أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بين لقاء إسلامى مسيحى أثار كاثوليكيون متزمتون بلبلة فيه، ومقالة حول "معاداة السامية الجديدة" تصدم المسلمين، تظهر فى فرنسا مؤشرات على تشنجات تتخلل الحوار بين الأديان، على الرغم من مبادرات من أجل الحفاظ على الرابط بين المسيحية واليهودية والإسلام.

وقام حوالى ثلاثين متظاهرا من المسيحيين المتمسكين بهويتهم فى كاتدرائية القلب المقدس (ساكريه كور) فى باريس فى مطلع مايو بإنشاد صلاة "السلام عليك يا مريم" لمقاطعة لقاء مسيحى إسلامى يحتفى بالعذراء الحاضرة فى الإنجيل كما فى القرآن.

غير أن المشاركين حافظوا على هدوئهم. وعلق المفكر الإسلامى محمد باجرفيل على تويتر "أرادت حفنة من المتطرفين المسيحيين بلبلة (الأمسية) بدون جدوى، طالبة من المسيحيين أن يجعلوننا نعتنق المسيحية إن كانوا يحبوننا. قابلهم الجمهور والمنظمون بالهدوء والمحبة".

وكان لهذه الحادثة وقع شديدا، لا سيما وأنها لم تكن معزولة، بل جاءت ضمن سلسلة من الأعمال المماثلة جرت فى مدن أخرى مثل ليون وبوردو.

لكنها أثارت ردا غير مسبوق، إذ قام طالبان بإطلاق "منبر من أجل الحوار بين الأديان" نشر فى صحيفة "لا كروا" الكاثوليكية ووقعه أكثر من مئتى شاب كاثوليكى من الملتزمين سواء فى كنائسهم أو رعياتهم أو فى حركات كشافة أو جمعيات.

وقالت لوسى روش التى بادرت إلى إطلاق العريضة لوكالة فرانس برس "لا نريد تجاهل الصعوبات الملازمة للحوار، بل نود أن نذكر بأنه ضروري. ومع 236 توقيعا، هذا دليل على أن الشبان المؤمنين فى الحوار أكبر عددا بكثير من الذين يقومون بتحركات لها أصداء إعلامية فى القلب المقدس".

ويقر موقعو العريضة بأنهم فى بعض الأحيان يستسلمون "هم أيضا للخوف من التحول الذى يشهده المجتمع" لكنهم يرفضون "التوقف عند هذا الخوف"، وتنتاب مخاوف فعلية المسيحيين فى فرنسا وسط إحساس بالتراجع أمام ديانة إسلامية فى انتشار.

وكشف تقرير أجراه معهد "بيو" الأمريكى فى منتصف 2017 ونشرت نتائجه هذا الأسبوع أن 45% من المسيحيين الملتزمين فى فرنسا موافقون على أن "الإسلام لا يتوافق فى جوهره مع ثقافة بلادهم وقيمها".

ولفتت الدراسة إلى أن هذا التوجه يزداد لدى الكاثوليك الذين يعرب 23% منهم عن "انطباع بأنهم غرباء فى بلادهم بسبب عدد المسلمين الكبير"، وذلك بالرغم من دعوات البابا فرنسيس إلى الحوار واستقبال الآخر.

أوضح مسؤول العلاقات مع المسلمين فى مجمع أساقفة فرنسا الأب فيسان فيرولدى أن "المتمسكين بهويتهم يستندون إلى تساؤلات فعلية لدى الرأى العام. هذا التيار موجود فى الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية وهو اليوم نشط جدا".

وفى هذا السياق، تعتبر جمعيات مثل "ميسيون أنجيلوس" (مهمة التبشير) العلاقة مع المسلمين على أنها مهمة لحملهم على اعتناق المسيحية، متبنية موقفا شديد الانتقاد للإسلام الذى يوصف أحيانا كثيرة بأنه يحمل فى جوهره بذور العنف.

غير أن فيرولدى يرى أن "أفضل طريقة لتبديد المخاوف هى المضى للقاء الآخر بدل أن نبقى رهينة مواقف عقائدية"، كما أن مسألة تحريك الحوار بين الأديان تستوقف شخصيات بارزة من المسلمين واليهود.

وفى وقت يسجل تصعيد فى التوتر بين الفلسطينيين وإسرائيل وسجال بشأن ظهور "معاداة للسامية جديدة" بين المسلمين، قامت المرأة الحاخام دلفين هورفيور والمسرحى اسماعيل سعيدى مؤلف مسرحية "الجهاد" حول التطرف، بمبادرة غير مسبوقة الجمعة مع الاحتفال بالسبت اليهودى ورمضان فى آن.

وقد جمعا يهودا ومسلمين حول صلوات وتراتيل مشتركة بعضها بالعربية، تلاها إفطار مشترك.

وأوضحت دلفين هورفيور التى استضافت هذه البادرة فى كنيسها الليبرالى بجنوب غرب باريس أن "الإفطار وبدء السبت اليهودى هما لحظتان تجريان عند الغروب".

وأوضحت متحدثة لوكالة فرانس برس أنه مع أشخاص "يحركون حدود انتمائهم إلى هوياتهم هناك إمكانية لتجسيد شيء مغاير. وهذا يمر من خلال مبادرات صغرى" مضيفة "هناك دائما من يقول أن هذه سذاجة وإنكار للحقيقة لكننى مقتنعة بأنه ينبغى عدم الإصغاء إليهم، بل يجب أن نتحرك".

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة