فى واحدة من الجرائم الاجتماعية الصارخة التى تبكى القلوب، ارتكب مدمن مذبحة فى حق والديه، حيث مزق جسدهما بسكين، بسبب رفضهما منحه الأموال لشراء المخدرات.
داخل منزل بسيط، يقيم مسن وزوجته بمفردهما فى مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، حيث تكرر مشاهد الحياة بشكل روتينى بالنسبة لهما، فالزوج على المعاش لا يغادر المنزل إلا للصلاة والزوجة مشغولة بإعداد الطعام وتنظيف ما تستطيعه داخل المنزل.
الحياة الهادئة التى يعيشها الرجل المسن وزوجته، كان دوماً يقطعها الابن العاق، الذى يهاجم المنزل عنوة، ويروع الأبوين للحصول على المال، ولا يخلو المشهد من تعدى عليهما بالضرب.
الوالدان المسنان، عانى الأمرين من الابن العاق أصغر أشقائه الذى سلك طريق الشيطان، فأدمن تعاطى المخدرات، وراح يبحث عن أية وسيلة للحصول على المال، حتى لو وصل الأمر للتعدي على والديه كبار السن.
ويوم الحادث، توجه الابن العاق كعادته لمنزل والديه، وحاول الاستيلاء على دفتر توفير عنوة، لكن والده قاومه، وحاول الأب الضعيف الهزيل الوقوف فى وجه الابن المدمن المتهور، لكنه لم يستطيع الصمود طويلاً أمامه بسبب عنف الابن الذى يتحرك تحت تأثير المخدرات، وعندما عجز الأب عن مقاومته جسدًا، حاول منعه لفظيًا فوجه له كلمات التوبيخ لعله يرجع عن عنفه، دون فائدة.
الابن هذه المرة كان أشد شراسة عن كل مرة، فقد هدد والديه بالقتل، لكن الأب لم يبالى بالتهديد، فتسلل للمطبح واستل سكيناً ذبح بها والديه بدم بارد وسدد لهما عدة طعنات بالصدر والبطن حتى فارق الاثنان الحياة.
أسرع الابن بتفتيش كل مكان بالشقة حتى استولى على الأموال ودفتر التوفير والمجوهرات والهواتف المحمولة، وحاول الهرب إلا أن ملابسه كانت قد تلخطت بالدماء فقرر التخلص منها، بتركها فى منزل والده واستبدالها بملابس أخرى، ثم هرب من كفر الدوار للمنصورة.
الملابس الخاصة بالابن كانت دليل رجال الشرطة فى كشف هويته، بينما كانت الهواتف المحمولة التى سرقها دليل الشرطة فى تحديد مكان اختباء المتهم بعد تتبعها، والقبض عليه فى المنصورة.
المتهم لم يجد مفر من الاعتراف بجريمته الصارخة التي زلزلت قلوب الجميع، مؤكداً أن المخدرات حولته لشخص آخر لا يستطيع التحكم فى نفسه، فقد سبق وسرق هاتف والده لشراء المخدرات وتعدى عليه بالضرب.
وكان اللواء جمال عبد البارى مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام قد تلقى إخطارًا من اللواء علاء الدين عبد الفتاح مدير أمن البحيرة، باستقباله بلاغاً من "محمد.أ" 30 سنة سائق، بمقتل والديه داخل منزلهما فى كفر الدوار.
وانتقل رجال المباحث لمكان الواقعة، وتبين أن الجثتين لـ"أحمد.ح" 64 سنة بالمعاش، و"ليلى.ح" 58 سنة، ربة منزل، حيث تم العثور على الجثتين داخل دورة مياه الشقة، وبهما إصابات عديدة، وعثر بجوارهما على ملابس بها آثار دماء، وتبين سلامة جميع أبواب ونوافذ الشقة وعدم وجود بعثرة بمحتوياتها .
ونظراً لما تمثله الجريمة من تعد صارخ على الأمن الاجتماعى، تشكل فريق بحث على أعلى مستوى لكشف غموض الواقعة قاده اللواء محمد هندى مدير مباحث البحيرة، حيث استدعى المبلغ الذى اتهم شقيقه "عبد الرحمن.أ" 20 سنة، بارتكاب الجريمة، معللاً ذلك بعدم اتزانه نفسياً، وتعاطيه المواد المخدرة ومداومته التعدى عليهما للحصول منهما على مبالغ مالية لشراء المخدرات، وبالبحث والتحرى عن المتهم، تم تحديد مكان هروبه واختبائه فى المصنورة.
وعقب تقنين الإجراءات والتنسيق مع مديرية أمن الدقهلية تم استهداف المتهم وضبطه، وعثر بحوزته على "3 هواتف محمول خاصين بوالديه المجنى عليهما ، وبعض متعلقات والدته المجنى عليها عبارة عن " قرط ذهبى ، دفتر توفير ، بطاقة رقم قومى".
وتبين إصابة المتهم بجروح ووجود أثار دماء على بنطاله وحذائه، واعترف بارتكابه الواقعة لرفضهما إعطائه مبالغ مالية لشراء المواد المخدرة، وأحيل للنيابة التى قررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة