ناقش اجتماع لجنة التراث العالمى، التابع لمنظمة اليونسكو، فى دورته الـ42، والذى تستضيفه وترأسه مملكة البحرين، خلال ندوة نظمها المركز الإقليمى العربى للتراث العالمى، إعادة بناء التراث الثقافى المادى، وتأثير ذلك على الهوية المحلية والذاكرة الإنسانية.
وقالت الدكتور شادية طوقان، مديرة المركز الإقليمى العربى للتراث العالمى، خلال الندوة التى عقدت مساء اليوم، الخميس، فى قرية اليونيسكو، إنه من المهم تدارك الضرر الجسيم الذى تحدثه الكوارث الطبيعية والبشرية على التراث الثقافى للمجتمعات.
وأشارت شادية طوقان، حسبما ذكر بيان هيئة البحرين للثقافة والآثار، إلى أن المدن القديمة فى الوطن العربى وغيرها من حول العالم تكتنز فى داخلها الممارسات الاقتصادية، الاجتماعية والتقاليد للمجتمع المحلي.
وأكدت شادية طوقان على أن تدمير التراث الثقافى المبنى يعرض المجتمعات لفقدان هويتها وطريقة عيشها بكل تفاصيلها.
وأشادت شادية طوقان بعمل مركز التراث العالمى ودعمه لإعادة إعمار التراث الثقافى فى بعض الدول العربية التى تعرضت لأحداث أثرت على مواقعها التراثية، مضيفة أن المركز عقد عدة اجتماعات بهذا الخصوص وتواصل مع الجهات المعنية فى هذه الدول من أجل صون الإرث الإنسانى العربى.
أما ندى الحسن مديرة الوحدة العربية فى مركز التراث العالمى باليونيسكو فتوجهت بالشكر بداية إلى المركز الإقليمى العربى للتراث العالمى لدعمه المستمر للتراث العالمى فى الوطن العربى.
وقالت ندى الحسن إن مركز التراث العالمى أطلق مبادرات عدة من أجل حماية التراث فى الدول العربية منها حملة وسائل التواصل الاجتماعى "متوحدون من أجل التراث" إضافة إلى جهود على المستويات الدبلوماسية وبناء قدرات الخبراء والمتخصصين، موضحة أن المركز عمل أيضاً على تقديم الدعم التقنى للجهات المعنية بالتراث فى الدول العربية.
وألقت المحاضرة الضوء على نماذج ناجحة فى إعادة إعمار التراث الثقافى فى كل من البوسنة ومالي. وتحدثت عمرا هادزيمو هاميدوفيك من الجامعة الدولية فى سراييفو حول إعادة إحياء التراث الثقافى فى البوسنة والذى تعرض لتدمير كبير أثناء الحرب فى تسعينيات القرن الماضى.
وقالت ندى الحسن إن التراث الثقافى يعد أداة مؤثرة وفعالة فى إعادة الذاكرة الإنسانية للشعوب بعد تدميرها. وحول تجربتها الشخصية فى البوسنة، قالت إن الخبراء الدوليين لم يمكّنوا من زيارة المواقع المدمرة إلا بعد 5 سنوات من انتهاء الحرب نظراً للمخاطر التى كانت مستمرة والظروف السياسية فى تلك المنطقة.
وشددت ندى الحسن على أن الرأى العام للمجتمع المحلى له دور كبير فى تصميم استراتيجية إعادة الإعمار، موضحة أن إشراكه فى هذه العملية ساهم فى معالجة آثار الحرب الاجتماعية والنفسية.
بدوره تطرق لازار إيلوندو، نائب مدير مركز التراث العالمى إلى عملية إعادة إعمار مدينة تمبكتو بمالي، حيث قال إن المدينة تعرضت لتدمير كبير عام 2012م مما أدى إلى فقدان أكثر من 4000 مخطوطة أثرية يعود بعضها للقرن الحادى عشر، وفقدان الكثير من ملامحها العمرانية.
وأشار لازار إيلوندو إلى أهمية إشراك المجتمع الدولى فى عملية إعادة الإعمار حيث قام الخبراء من مالى بحملة دولية لتعريف العالم بأهمية الموقع وتوعيتهم بحجم الدمار الذى تعرض له، وهو ما ساهم فى وضع مخططات أفضل لإعادة بناء المكان وترميمه.
يذكر أن لجنة التراث العالمى تعقد اجتماعها الثانى والأربعين برئاسة واستضافة مملكة البحرين، وتقدّم على هامش الاجتماع فعاليات جانبية متعددة، كالمحاضرات، ورش العمل، حفلات خيرية والجولات على مواقع تراثية بمملكة البحرين. وتستمر اللجنة فى عقد اجتماعها حتى 4 يوليو 2018م.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة