أحمد إبراهيم الشريف

ألبير قصيرى.. كما لم أعرفه من قبل

الخميس، 28 يونيو 2018 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان من حسن حظى، مؤخرًا، أننى شاهدت احتفالية المركز الثقافى الفرنسى بالكاتب المصرى، ألبير قصيرى، والتى كانت بمناسبة مرور عشر سنوات على رحيله فى عام 2008، بعد حياة طويلة قضاها فى باريس، بعد هجرة اختيارية بدأت فى أربعينيات القرن العشرين.
 
وفى الاحتفالية التى أقيمت فى وسط البلد، كان المشاركون على دراية كبيرة وعلى معرفة حقيقية بألبير قصيرى، وكان الحضور واعيا للشخصية التى جاءوا كى يعرفوا الجديد عنها.
 
وعن نفسى تعرفت على ألبير قصيرى، كما لم أعرفه من قبل، كان تصورى عنه، أنه كاتب مهم، يحب الحياة الهادئة ويسعى لتحقيق سلام نفسى، لا يهتم بالماديات، كسول جدًا، لم يكن مصابًا بشغف الحياة، لكن المشاركين فى الأمسية بعضهم مصريون وبعضهم فرنسيون أكدوا بعض هذه الصفات ونفوا بعضها، بل ناقضوها.
 
 ويكفى أن أذكر لك رأى كل من الدكتورة إيمان منيب، والكاتب الصحفى كريستوف عياد، كى نعرف ألبير قصيرى آخر، لم تعرفه من قبل.
 
يقول كريستوف عياد، تعرفت على ألبير قصيرى فى تسعينيات القرن العشرين، وكان هدف المقابلة هو كتابة مقالة صحفية عن قصيرى وأعماله، لكننا صرنا أصدقاء بعد ذلك، التقيته خمس أو ست مرات، حسب ظروفه، وكان رابط الحوار دائمًا فى كل هذه اللقاءات هو الحديث عن مصر.
 
 وقال «عياد» لاحظت عدة أشياء يمكن من خلالها فهم شخصية ألبير قصيرى، منها أنه كان يعيش فى باريس بإحساس الشخص «المنفى» وليس بإحساس المغترب، أو الذى اختار غربته، كان يشعر بكثير من الألم، ويكفى أن تأتى سيرة مصر واللغة العربية، حتى يتحول إلى شخص آخر ويدب فيه النشاط فجأة، فى الحقيقة كان مهتمًا بكل ما يحدث فى مصر.
 
وعن سؤال هل كان ألبير قصير ناصريًا، أجاب كريستوف عياد، أنه لا يمكن قول ذلك «صراحة»، لكن عندما كان ألبير قصيرى يتأمل حال مصر فى تسعينيات القرن العشرين، كان يقول «إن تراث ناصر قد قضى عليه فى مصر».
 
وقال كريستوف عياد إنه رغم احتفاظ ألبير قصيرى بالشخصية الجادة، الكتومة التى لا تظهر مشاعرها بسهولة للآخرين، لكننى أتذكر أننى زرته مرة وكان معى كاتب برتغالى يريد أن يتعرف على قصيرى، وقد اضطررت وقتها أن آخذ معى «طفلتى» التى لم تتجاوز الـ6 أشهر، وقد ضاع معظم اللقاء وألبير قصيرى يلعب مع الطفلة أكثر مما يهتم بالكاتب البرتغالى.
 
  أما الدكتورة حنان منيب، والتى شغلت من قبل المستشارة الثقافية لمصر فى باريس، فقالت إن ألبير قصيرى، لم يحصل على الجنسية الفرنسية، رغم بقائه أكثر من 60 عامًا فى فرنسا، وأنه لم يندم على ذلك أبدًا، سوى مرة واحدة، عندما كان فى تونس للمشاركة فى مؤتمر وهناك دخل كل الكتاب إلى مدينة تونس، بينما ظل هو فى انتظار التأشيرة التى تأخرت بعض الشىء، غير ذلك لم يفكر فى هذه الجنسية من الأساس، لكن الشىء الوحيد الذى ندم عليه قصيرى، هو أنه فارق «طفولته».
 
 هذا هو ألبير قصيرى، الذى يجب أن نلقى الضوء بشكل أكبر عليه، وأن نترجم كل رواياته، وأن نصدرها فى أعمال كاملة عن هيئة الكتاب.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة