يعتبر العلاج الطبيعي من أهم الوسائل العلاجية على مر العصور وبالنسبة لبعض الأمراض فهو يتم الاعتماد عليه بشكل أساسي لإعادة تأهيل أعضاء الجسم المختلفة بعد توقفها لأسباب مرضية ومن أهم الأمراض التي تعتمد في شفائها بنسبة كبيرة على العلاج الطبيعي هي الجلطات الدموية، فيختلف أسلوب العلاج إذا ما كانت الجلطة في الدماغ أو القدم .
ومن جانبه قال الدكتور ماهر القبلاوي أستاذ العلاج الطبيعي بجامعة القاهرة ورئيس جمعية الشرق الأوسط للعلاج البديل لـ"اليوم السابع"، إنه في حالة الإصابة بالجلطة الدموية في القدم فيقتصر دور العلاج الطبيعي على القيام ببعض التمارين الرياضية خلال فترة العلاج لزيادة الدورة الدموية بها وتقوية الشرايين ، ويكون التمرين برفع القدم لعدة ثواني ثم خفضها لفترة أخرى لمساعدة الدم على التدفق في القدم ويقوم المريض بتكرار التمرين من 4 إلى 5 مرات يوميا.
جلطة الساق
أما عن جلطات الدماغ فأشار القبلاوي إلى أنها تعتمد في علاجها بشكل أساسي على العلاج الطبيعي ، قائلا أن الخلايا في الدماغ هي المسئولة عن التحكم المركزي في حركة الجسم ، وعند حدوث الجلطة عادة ما يتم الضغط على الأعصاب المسئولة عن حركة الأطراف ولكن بنسب مختلفة فيمكن أن يحدث شلل نصفي أو كلي أو رباعي أو فردي ، وفي أغلب الحالات يصحب هذه الجلطة فقدان في الإحساس أو النطق وتؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة ، مؤكدا أن جلطة الدماغ "السكتة الدماغية" وهي من أهم أسباب الوفيات على مستوى العالم
وتابع القبلاوي أن دور العلاج الطبيعي في علاج الجلطات الدموية في الدماغ يتمثل في السعي لاسترجاع التحكم في العضلات من خلال إعادة التأهيل باستخدام أجهزة تعويضية لمدة تبلغ من شهر لعدة أشهر ، مضيفا أن العلاج الطبيعي يساعد على الشفاء بنسبة تصل إلى 100% على حسب خطورة الحالة، ففي حالة وقوع الضغط على الخلايا الحركية بالدماغ يمكن أن يحدث تكسير جزئي لهذه الخلايا يتم الشفاء منه بالعلاج الطبيعي بشكل جزئي وإذا كان التكسير كامل فلا يمكن الشفاء منه، مؤكدا أن العلاج الطبيعي هي السبيل الأول لعلاج آثار الجلطة عبر تنمية قدرات ووظائف الجسم بالعديد من البرامج ، فهو يبدأ منذ يوم الإصابة الأول عن طريق مجموعة من التمارين العلاجية بمثل النوم في أوضاع معينى وممارسة تمارين التنفس وزيادة الدورة الدموية واستعادة الاتزان
استخدام العلاج الطبيعي لإعادة التأهيل بعد السكتة الدماغية
وفي السياق ذاته قال الدكتور القبلاوي أن من الأسباب المباشرة للإصابة بجلطة الدماغ هي السمنة والتدخين وارتفاع نسبة الكوليسترول وارتفاع الضغط والسكر ، وللوقاية منها لابد من مراعاة هذه الأسباب والعلاج منها ، لافتا إلى أنه وفقا للإحصائيات فهنا 15 مليون مصاب بالسكتة الدماغية على مستوى العالم نتيجة الجلطة الدموية ، يموت منهم 6 ملايين كل عام ويبلغ عدد الموجوين بمصر فقط 210 ألف أي أن هناك واحد من كل ستة في مصر معرض للإصابة بالسكتة الدماغية والتي تعد السبب الثاني للوفاة بعد سن الـ 60 والسبب الخامس للوفاه في الأعمار ما بين 15 سنة لـ 59 سنة.
وللإكتشاف المبكر للجلطة ينصح الدكتور القبلاوي بملاحظة الأعراض الأولية لها والتي تتمثل في حدوث دوخة وزغللة في العين وتلعثم في الكلام وتنميل في اليد والقدم ، فإذا لوحظت هذه الأعراض لابد من التوجه إلى أقرب مستشفر فورا خلال الـ 3 ساعات الأولى لتحديد إذا كانت جلطة أم نزيف ، مشددا على عدم تناول أي أدوية دون التأكد من الحالة لتلافي حدوث أخطاء أو تضارب في الأدوية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة